صالحات فاس
السيدة زينب
السيدة المحجوبة
للا الشبانية
للا عائشة الجيلانية
“للا الجيلانية”
السيدة مريم الخياطية
“عائشة صاحبة القنوط”
السيدةفاطمة “المعروفة بـ”بنت خاوة
فاطمة القصرية
لم يورد كتاب “سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس”، معلومات دقيقة عن “السيدة زينب” التي ذكرها بالاسم فقط ضمن مدافن جماعة من ملوك بني مرين، إلى جانب السلطان أحمد بن إبراهيم المريني وسلاطين آخرين وعلماء وفقهاء وقضاة برزوا في تلك الحقبة التاريخية بينهم السادة قنديل وعمران وجبل والمقرئ سيدي محمد بن أحمد. شح المعلومات شيء قائم بالنسبة إلى عدة صالحات
بينهن “السيدة المحجوبة” القائم قبرها بفندق عن يمين الخارج منه لناحية الدراقين ببيت بأوله، التي قيل
فيها إدراكها الورع ومحبة عبد القادر الجيلاني وانتسابها إليها، إضافة إلى دفينة
محور حومة الشرابليين والمنية والشرشور، “للا الشبانية” المدفونة عن يسار
دار بدريب بحومة المنية إلى جانب عدة صلحاء.
والشيء نفسه
ينطبق على “للا عائشة الجيلانية” الموجودة بالمحور ذاته، باعتبارها شريفة
وزانية تهامية عرفت بسلوكها طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني ويوجد قبرها بالدرب
المجاور لجامع الحمراء بالدار المقابلة منه بالنسبة إلى الداخل، إلى جانب 36 وليا صالحا بهذه الحومة والمضاف إليها بدرب عبد الكريم بالطرافين وزنقة صغيرة
متفرعة عنه.
وورد ذكر
سيدة أخرى تدعى “للا الجيلانية” في الصفحة 282 من الجزء
الأول من الكتاب ذاته، باعتبارها امرأة متبركا بها لسلوكها طريق الشيخ مولانا عبد
القادر الجيلاني رضي الله عنه، بروضة متصلة بروضة سيدي عبد السلام التواتي بحومة
طالعة فاس، حيث كان النسوة قبل ذلك يجتمعن عندها يوميا بالتسابيح ويذكرن أحزابا و أورادا.
وبحومة بقية
داخل باب الجيسة وزقاق الرمان، ينطبق الأمر على السيدة مريم الخياطية التي
ورد اسمه إلى جانب سيدي خالد الموجود قبراهما في سقاية وجهين باب الدرب الجديد
المسمى الآن “درب العامر”، إلى جانب صلحاء آخرين بينهم الكرجاطي والزيات والزراوطي
وأحمد الجريدي واللبان والزرهوني و”سيدي خلف الله” و”السوداني” وميمون الفخار والفلاس وخبو.
وضمن صلحاء
وصالحات فاس الجديد، ذكر اسم “عائشة صاحبة
القنوط” دون التفصيل
في حياتها، اللهم من إشارة إلى وجودها قبالة سجن الزبالة و”يدور بها حوش بناء
وبإزائها سدرة محررة”، عكس ما عليه الأمر بالنسبة إلى السيدة الصالحة فاطمة
“المعروفة بـ”بنت خاوة” واحدة من عشرات الأولياء خارج باب الشريعة بباب
المحروق وخارج باب السبع من فاس الجديد.
وهي السيدة
التي توفيت في 1050 ودفنت خارج باب محروق وضريحها على يسار الصفاح محفوف ببناء
قريب السمو، وجاء حين ذكرها في كتاب أنها “كانت تجلس
داخل باب المحروق وتجعل على رأسها خرقا كثيرة وتصحب معها جميع أثاثها”، مشيرا إلى
أنه “ظهرت لها بركات” و”أخبر بعض سادات مصر أنها تحضر عندهم بمصر كل يوم، فكان
الناس يزورونها”.
وذكر صاحب
كتاب “التنبيه”، عن قبرها أنه مبني بلبن وجير وعند رجليها صخرة، كما ذكر فيه اسم فاطمة
القصرية المدفونة عن يسار الداخل إلى روضة العلامة الخطيب سيدي عبد العزيز بن
محمد البوفرحي الإمام بجامع القرويين والخطيب بها، الذي يوصف ب”الزاهد الورع
النبيه والصوفي الأنور الأريب”، المدفون خارج باب الجيسة قرب سيدي محمد بن الحسن.
وفصل الجزء
الأول من كتاب “سلوة الأنفاس” في حياة وسيرة “السيدة
فاطمة” باعتبارها ولية صالحة ذكية كانت تسكن بزنقة حجامة من عدوة فاس القرويين، إذ
“كانت من الصالحات العارفات كثيرة البرور بزوجها والقيام بشؤونه ومصالحه” و”بسبب
ذلك نالت من فضل الله ما نالت وكانت من أهل الخطوة والطيران في الهواء والتطور في
الأطوار المختلفة”.
وعاصرت هذه
السيدة الشيخ الولي الصالح سيدي إبراهيم الزواري دفين خارج باب الجيسة من هذه
الحضرة، المتوفى بها في 961 للميلاد، و”لما قدم هذا الشيخ من تونس إلى المغرب
لزيارة أبي عباس السبتي، ومرض بالطريق قبل الوصول إلى المغرب في فلاة من الأرض،
أتته صاحبة الترجمة على سبيل العادة من فاس، وكانت تصلح من شأنه ما يحتاج إليه”.
ويروى أنه
قال لها يوما “من أنت؟”، فقالت له “من فاس من زنقة حجامة واسمي فاطمة”، ما أورده
كتاب “المرآة” بحديثه عن هذا المرض وما رآه من حمامة طائرة نزلت قربه وكشف أنها
امرأة حاملة للطعام المصنوع من خمير القمح أو “الحريرة”، ولما يحتاج إليه في
الوقت، قبل أن يكثر تفقدها له حتى شفي، ولما دخل المغرب ووصل فاس، سأل عن دارها
وأقام ضيفا عندها.
وحكى عنها
هذا الشيخ الكثير، خاصة لما جاءها رجل عليه أحوال السكر ملوث الثياب بالطين فتلقته
وغسلت عن رجليه ونظفت ثيابه ووطأت مضجعه وفعلت المستطاع من بره، أثناء قيام الشيخ
إبراهيم بينهم وفي ضيافتهم، فيما قال بعض الفضلاء من أهل العلم وباحثي التاريخ،
إنها دفنت بزنقة حجامة في الدرب الذي تحت باب المدرسة المصباحية بها، في الدار
الداخلية.
عن كتاب سلوة الانفاس