قواعد وشروط المشيخة

 شروط وقواعد المشيخة

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الشرائع الاحمدية والشريعة المحمدية وعلى ءاله وصحبه.                       قال تعالى” قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَاأَنَاْمِنَ الْمُشْرِكِينَ”.اعلم أن الحق تعالى جعل في الوجود رجالا وُراثا محمديين،مفتاحا لأسراره،ومطية للوصول إلى حضرته،هم الذين سماهم في كتابه” أهل الذكر”وهم الذين يدعون الى الله على بصيرة بالتبعية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فعليك بهم،ابحث عنهم تجدهم، واسلك طريق القوم على يدهم،وترب بتربيتهم ،وتهذب بأخلاقهم ،ولا تقل ضالة لا توجد، سمعنا بها “عنقاء مغرب” اسم على غير مسمى… ولا تدع مقتضى قوله تعالى “ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا”يشملك،ابحث عن هذا الولي المرشد تجده،ولا يهتدي إليه إلامن كان ذا صدق في طلب التربية، وسبقت له العناية. قال الجنيد القواريري”من أراد الله به خيرا أوقعه في صحبة الصوفية  “فلا يخلو قطر منه،صحح طلبك،تجده أقرب إليك مما كنت تتوقع . فإذا صفا لك الزمان بواحد،فعض عليه بالنواجد،وانس كل المواعيد. وقل له “هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا”،ولا شك أن من صاحبهم،وحفته عنايتهم، وذاق حلاوتهم ،لا يقدر على مفارقتهم. قالوا “نحن على لذة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها”. فلابد للطريق من الرفيق. ولا تَرٌمْ سلوكها و أنت ضعيف الهمة، فإنه لامحالة تنفد نفقتك، ويفنى زادك، ويبطئ سيرك،وعلى قدر العزم تأتي العزائم .فالهمة العالية،والذكر الكثير،والمحبة،والصدق… إذا حضروا، حضرت الطريق،وإذا فقدوا غابت الطريق،ولم يبق الشخص صوفيا إنما كما أسميهم العهنيون، (عهني،وليس صوفي)( كالهعن المنفوش) إفتقدت معالم الطريق فيه،فلا هو صوفي فعليا،ولا هو متبع للسنة حرفيا،ولا هو من الذاكرين جديا، خصوصا وإن كان  في سيره يركب دابة بدون رأس(أي شيخه مُدعٍ) فلا محالة تفترسه الذئاب،وتعترض سبيله اللصوص.

  وكما أن هناك تفضيل بين الرسل” تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ” فالتفضيل بين الأولياء وارد،لأنهم ورثة الانبياء .كل ومشربه و كل ومقامه،” كل قدعلم صلاتهوصلاة الولي على النبوة المحمدية تعنون عن مقامه،قال العارف ابن مشيش “صلاة تليق بك منك إليه”: تليق بك أي توافق التجليات الالهية ،” منك إليه “أي من الاحمدية على المحمدية.

و للمشيخة الصوفية العرفانية شروط و قواعد:

القاعدة 1 =   المشيخة : تتطلب الاذن المحمدي ،و كذا الاذن من الشيخ المربي . كمان الطرق الصوفية العرفانية ،غير وراثية،يتولى المنصب من كان أهلا له ، ابنا طينيا كان،أم دينيا .

القاعدة 2=   المشيخة:علوم ومعارف لدنية.فلا صفة للشيخ العارف سوى المعرفة. وقد أشار الشريشي إلى هذا الشرط(المباحث الأصلية):

     وللشيخ آيات إذا لم تكن له●● فماهو إلا في ليالي الهوى يسري

    إذا لم يكن علم لديه بظاهر●●ولاباطن فاضرب به لجج البحر 

                              القاعدة 3=  المشيخة : اقتفاء اثر رسول الله ظاهرا وباطنا،فالحبيبصلى الله عليه وسلم لم يكن يتميز عن الصحابة،لا في أكله،ولا في ملبسه،ولا في مجلسه. فكل من خالف السيرة النبوية ،فالحيطة والحذر منه.

القاعدة 4 =  المشيخة : سلسلة صوفية واضحة معروفة عند الكل،فالشيخ الذي أخذت عنه معروف،تتلمذ على شيخ معروف،وتخرج عن طريقة معروفة، وشيخ شيخه معروف …الى مولانا رسول الله،يجب ان يكون سيره الصوفي معروفا، و ليس متطفلا على المقام. 

القاعدة 5 =  المشيخة:  تقتضى انعدام الحجاب بين الشيخ والمريد،ومتى وجد الحجاب فهناك الشك والارتياب،فلا يوجد بواب على بابه،ولا اعذار تمنع من مجالسته،لأنك تنتفع أكثر بالمربي إذا كانت عينك عليه، وعينه عليك. 

القاعدة 6=   المشيخة : حقيقة باطنة لا صورة ظاهرة ،أما التمشيخ فهو تكلف الوقار والتظاهر به،فليس كل من طالت لحيته،وتقلد عكازته،وكثرت همهمته، وعلق في العنق سبحته،وكثُر أتباعه،ونعتوه بقطب الزمان،بصاحب الوقت  هو مربي وعارف.بل ربما هو من ضِئضئ مسليمة الكذاب.

القاعدة 7 =  الشيخ المربي ترياق الطريق،صحبته تُخَلِّص من كل تعويق.فيَسْلَم قلبك من العلائق،وصدرك من العوائق.أي آثار الصحبة تظهرعليك. قال الشيخ العربي الدرقاوي رحمه الله: الرجل ينتسب إلينا ولا ينال شيئا منا،عار علينا. فالعارف اذا جالسته جانسته”وللأرض من كأس الكرام نصيب”  .

القاعدة 8 =   المشيخة: شيخ ومريد،أستاذ و تلميذ،فالشيخ من اهل الذكر  قال تعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)فأنت تسأل والشيخ يجيب،أنت تستفسر والشيخ يفسر،قال الشاذلي رحمه الله” كل شيخ لم تصلك الفوائد منه من وراء حجاب فليس بشيخ”.

القاعدة 9=   المشيخة: الشيخ المريي تارة يحملك،وتارة يجرك،واخرى  يدفعك، وربما كلف أحد المريدين القدامى بمساعدتك في سيرك،المهم لا وقوف ولا خسوف ولا كسوف،السير الدائم ،والترقي الملازم .

القاعدة 10 =  المشيخة : فتح جديد،لا ترديد واجترار لكلام السابقين ،أي يطعمك لحما طريا لا قديدا، كما تقول عبارة ابو مدين الغوث.

القاعدة 11=   المشيخة: أوراد عرفانية،وأحزاب رتقية مسايرة للتجليات الالهية، و صلوات نعتية.يسلك بكل مريد حسب حويصلته وحسب قوته،فليس الكل سواسية  في قوة الذكر ،وفي علو الهمة، وفي نعمتي الصحة والفراغ.

القاعدة 12=   المشيخة: تبدأ بالتشرع ،فالشيخ  يستفسر  المريد عن وضوئه وعن صلاته (ينقر الصلاة ؟)وهل يحافظ عليها في أوقاتها،هل كسبه من الحلال كيف هي وضعيته العائلية(متزوج أعزب) و المالية( لمساعدته عند الضرورة) وكيف يقضي وقت فراغه …كم يخصص للجلوس بين يدي الله يوميا(الذكر)…

القاعدة 13=   المشيخة: تواضع،فلا يقبل الشيخ من المريدين تبجيله وتعظيمه حتى يصير في قلوبهم نداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.البعض يتكلم على شيخه،ويرفع من مقامه حتى تظن أنه يتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويخاطبه بيا “مولانا”،فسيدنا ومولانا هو سيد الاولين والاخرين.

القاعدة 14=  قال تعالى”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”فلا تثق في كل من يقول لك أنه سيوصلك للمشاهدة من غدك،المشاهدة تحتاج للمجاهدة، ولا وصول لمن ليس معه محصول،الطريق طويل طويل طويل،ومكتظ بالسالكين ،وكل ودوره و نصيبه من المقام الذي وصل إليه.

القاعدة 15=  المشيخة: قناعة فلا يمد الشيخ يده للمريدين طمعا في مالهم، فيقرب الغني منهم،ويبعد الفقير .الشيخ الحقيقي هو المتعفف،القانع بما رزقه الله لا يطلب دنياه بتمزيق اخرته.غرضه أن يكون سُلَّماً لأولياء الله،لا أن يكون اتباعه وسيلة له للترف والعيش الرغيد. يستثنى من هذا المربي الفقير والذي لايمد يده” اليد العليا خير من اليد السفلى” فيد المعطي أفضل من يد الآخذ.

صاحبت شيخا مسكنه يبعد عني بحوالى 80 كيلومترا وكان أسبوعيا ياتي عندي،وفي كل مرة يخترع قصة لسرقتي،ومن جملة حِيَّله كان يقول لي،مات أحد أولياء ،وأهل الدائرة ،يأمرونك بالقيام بمراسم الدفن،والعشاء،وتعزية الأهل؟ ولا أخفيكم أن في مدة صحبتي له،كثر عدد الاموات بين الاولياء ؟ قضيت معه سنتين قبل أن اكتشف حقيقته .مازال إلى يومنا هذا “شيخا لطريقته”وقد مضت على معرفتي له ازيد من 30 سنة ؟.

القاعدة 16=  المشيخة: مدرسة تترقى فيها،من الابتدائي الى الثانوي الى الجامعي الى” وأن الى ربك المنتهى” ولكثرة من نصب نفسه للمشيخة زورا،فإن ابن عطاء الله في أول حكمه ينبه إلى ذلك :”لا تصاحب من لاينـهضك حاله و لا يدلك على الله مقاله،ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك،وربما أنك صاحبت من هو اسوأ حالا منك “اهــ .فمع المربي الحقيقي همتك الى قمة تصبو،وادراكك يتقوى ويسمو،وكشفك لأسرار كتاب الله،وخفايا كلام العارفين يزداد وينمو.

 القاعدة 17= الشيخ هو من يعرفك بالطريق قبل سلوكها،و أنها طريق شاق شديد المسالك ،كثير المهالك،لايسلكه الا رجل امتطى مطية الصبر وانتعل نفسه،عليك بالعمل و على الشيخ بالتعليم .أوراده مطيتك،وصحبته نبراسك. وسر الاذن زادك،هو كالبوصلة،يوصلك الى منارة المعرفة والاستقامة،فأنت الذي تُرقي مقامك لا الشيخ.

 القاعدة 18 =  المشيخة : بيت له أربعة أركان: ركن البصيرة والاذن ” قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني” .ركن المعرفة “واتقوا الله ويعلمكم الله” ،ركن الاستقامة ” تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود”(أثر السجود لا أثر السجادة). وركن الصدق”ليسأل الصادقين عن صدقهم” أثبت الحق تعالى صدقهم و سيسألهم عنه،وهذا غاية التحقيق والتدقيق،فما بالك بالكاذب ،فالمشيخة تكليف فمن أعطيته دون طلب منه،أُعِين عليها،ومن تطفل،وُكِّل الى نفسه وهواها،وحسابه عند ربه.

القاعدة 19 =   المشيخة : الشيخ يعلم ان”لا إكراه في الدين”بصفة عامة وبالتالي فلا إكراه في التصوف بصفة خاصة،فأنت غير ملزم بصحبته طول حياتك،إن لم تنتج لك رفقته معرفة، كما أنه غير ملزم بالأخذ بيدك ،إن رآى أنك لا تصلح للتربية ،فلا ضرر ولا ضرار من الجانبين،فلا عهد في التصوف يلزم أحد المتعاهد ين  البقاء مع الآخر الى آخر حياته.                                                                                                                    

 

القاعدة 20=    إذا أردت  الإنتقال من طريقة الى اخرى،وكان الشيخ مازال حيا فسواء،أخبرته أم لا،فالأمر سواء،فعندما تنتمي الى طريقة فمرادك وضع قدمك في مقام الاحسان،إن لم تبلغه،فالعهد الذي بينكما انتهى،وفراقه أولى من صحبته. “لا تصاحب من لاينـهضك حاله و لا يدلك على الله مقاله”.

أما إذا كان الشيخ منتقلا الى رحمة الله،ولم تنتفع ببركته(أقول ببركته،الصحبة تقتضي الحياة واللقاء)فمن الادب إهداؤه بعض الاذكار ،وختمة من القرءان والتَّرحم عليه،لتبرئ ذمتك منه( اذا كنت أعطيت عهدا لـمُقَدَّميه ) ثم ” سلام قولا من رب رحيم”.    

استـــــــــطـــــــــــراد :

( يخص من يسعى من خلال التصوف بلوغ المقامات والمعرفة) :  

صاحبت في سلوكي الصوفي ،شيوخا أكثرهم جعجعة بدون طحين ،فانتقلت  من ثلاثة طرق صوفية الى الرابعة،فاستقر بي المقام في أحضان شيخها رحمه الله تعالى،واسكنه فسيح جناته.

قرأت في كتاب سلوة الانفاس جزء 1 ص 197 عن الشيخ التجاني ….”أنه ارتحل من قرية عين ماضي الى فاس سنة 1171 وهو ابن احدى وعشرين سنة يبحث عن أهل الخير ،و أول من لقي من المشايخ القطب مولاي الطيب الوزاني وتبرك به واخذ عنه،و أذن له في تلقين الاوراد ،الا أنه امتنع من التلقين لأنه مشتغل بنفسه،ولقي ايضا القطب مولاي أحمد الصقلي،إلا أنه لم يأخذ عنه شيئا … ويضيف صاحب السلوة،و أخذ الطريقة القادرية على يد من كان يلقنها في ذلك الوقت،ثم تركها بعد حين ،ثم أخذ الطريقة الناصرية عن الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الله التزاني،ثم تركها بعد حين،ثم أخذ طريق القطب سيدي احمد الحبيب السجلماسي عن بعض من له الاذن فيها، ثم تركها بعد مدة، ثم أخذ عن أبي العباس أحمد الطواش نزيل تازة و دفينها … ثم انتقل الى بلد الابيض في ناحية الصحراء حيث ضريح سيدي الشيخ ومكث هناك خمسة اعوام…ثم ارتحل منها الى تلمسان…فلقي بزواوة الشيخ أباعبد الله محمد فتحا ، و أخذ عنه الطريقة الخلواتية،وهو أخذها عن الشيخ الحفناوي،وبتونس لقي الشيخ عبد الصمد الرحوي،وبمصر الشيخ محمود الكردي،وأخذ عنه،وأخذ أيضا بمكة عن الشيخ أبي العباس الهندي من غير ملاقاة له،إنما كان الشيخ يراسله مع خادمه .قال في “جواهر المعاني” وهو معتمده في العلوم والاسرار والخواص والانوار،وفي المدينة لقي القطب محمد بن عبد الكبير المشهور بالسمان،أحد تلامذة سيدي مصطفى البكري فأخذ عنه وتبرك به ……ثم رجع من حجه الى تلمسان …ثم الى مدينة فاس…ثم الى الصحراء… ثم سافر منها الى بلاد أتوات فلقي بعض الاولياء منهم سيدي محمد فُضَيل،و أخذ عنه بعض الامور الخاصة … ثم رجع الى قرية ابي سمغون وفيها وقع له الفتح الكبير،  و أذن له صلى الله عليه وسلم في تلقين الخلق بعد أن كان فارا من ملاقاتهم …انتهـى(النقل) ــ فكما ترى فالشيخ التجاني رضي الله عنه أخذ عن 10مشايخ. وبالتالي فالمريد الصادق،الباحث عن الحقائق،والاشارات والرقائق،لا يستقر إلا مع شيخ تحققت فيه أوصاف المعرفة ونطق بها ” وأما بنعمة ربك فحدث”،  

هذا الموضوع لا يخص شيوخ التبرك الذين لايدَّعون مقامات .الصادقين في أحوالهم مع الله،وحتى توريث الطريقة لأبنائهم لا مانع فيه،اذ غالبا ماتكون الزاوية من ممتلكاتهم ويكونوا في طبيعتهم كرماء،يطعمون الطعام للوافدين، جبلوا على صحبة الفقراء،وحبهم ،وخدمتهم، ومنهم من بقي على فطرته .                    ولا اطوي هذه الصفحة دون ان أُذكِّر أن التصوف هو مقام الاحسان أي”ان تعبد الله كأنك تراه” هو شراب عرفاني صرف،لا يمزج لا بالسياسة،ولا بحب الدنيا ولا بحب الظهور…. كل مزج يسئ إليه.ويخرجه عن طبيعته،ويفقده روحه . عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “تَعِسَ عَبْدُ الدينار،تَعِسَ عَبْدُ الدرهم، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيصَة،تعس عَبْدُ الخَمِيلَة ،إن أُعْطِيَ رَضِيَ،وإن لم يُعْطَ سَخِطَ،تَعِسَ وانْتَكَسَ ،وإذا شِيكَ فلا انتَقَشَ، طُوبَى لعبد آخذ بعِنَانِ فرسه في سبيل الله،أشعث رأسه، مُغْبَرَّةً قدماه،إن كان في الحِرَاسَةِ كان في الحِرَاسَةِ، وإن كان في السَّاقَةِ كان في السَّاقَةِ، إن استأذن لم يُؤْذَنْ له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ”. هذا الحديث يبيِّن  أن من الناس من تكون الدنيا أكبر همه،ومبلغ علمه، إن أُعْطِيَ منها رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ منها سَخِطَ. ومنهم من هدفه رضا الله ورضى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلامة هذا الصنف هو هوانه  على الناس ،وعدم الاهتمام بمظهره، ورضاه بالمكان الذي يجلس فيه،فلا يتطلع إلى جاه، ولا يطلب شهرة،و من أحب الظهور فهو عبد الظهور،ابتعد  عن اصحاب المناصب وذوي السلطة،فإن استأذن عليهم لم يُؤْذَنْ له، وإن شفع عندهم لم يُشَفِّعُوه.

 فانظر يا ولي الى  الأمور بعقلك،ولاتكن أسير تقليد أحد.                                                      يقول ابن خلدون التقليد هو احياء الموتى .

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه.

محمد بن المبارك دسمبر 2019  الموافق ربيع الثاني 1441هــ .                                    المعهد الفاطمي المحمدي

حصل المقال على : 1٬897 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد