بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العٰلمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد سيد الأنبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العٰلمين،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين، وعلى آله وصحبه اجمعين.
بإذن الله ومدد من مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحاول شرح هذه الصلاة النعتية المباركة،المسماة«صلاة الإصطحاب» ومتْنُها يقول :
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا
ومولانا محمد صاحب الشرائع الأحمدية والشريعة المحمدية.العقل الأول الذي ارتقت فيه الأسراروالعلوم ،والقلم النوراني الذي سُطّر به كل قدر ومقدور،وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء البتول ،وآله وصحبه.
مامعنى الإصطحاب؟
1-الاصطحاب لغويا- : اِصْطَحَبَ المرءُ جارَهُ : أي اِتَّخَذَهُ صاحِباً ومُرافِقاً لَهُ،واصطحب ابنه حفظه.وصحِب الشَّخصَ: لاَزَمَهُ، أي رَافَقَهُ وعَاشَرَهُ.والاصطحاب مصدر يفيد معاني الرفقة والملازمة والعشرة.
2-أما في الاصطلاح العرفاني فأول من أشارإليه هو الشيخ ابو الفيض الكتاني رضي الله عنه.ودقق حقيقة الاصطحاب شيخنا رحمه الله وأنه اصطحاب نورالنبوة والفيضة القرءانية،في بساط الألوهية حيث لبست النبوة المحمدية حلل الأسماء والصفات الإلهية،والذي وقَع قبل القبل، حيث لازمان ولامكان،لهذا فهو خاص بمولانا نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يحظ به أحد من الرسل السابقين، لأن بساط الألوهية خاص به صلى الله عليه وسلم ،بينما بداية باقي الرسل من بساط الرحمانية، والاصطحاب هي المساواة التي وقعت بين الصفة والموصوف أي بين الأحمدية والمحمدية في دائرة اسم الجلالة، هو بداية الخلق ونهايته،ما (وراءه) إلا الاحدية الغيب المطمطم ، حضرة سحق ومحق ، لاحظ للمخلوق فيه. لا تقبل إلا نور النبوة والكلام الإلهي الأزلي… وهذا الاصطحاب هو الذي خول للنبوة المحمدية ترجمة كلام الله فصارموافقا لكلامنا “فَإِنَّمَا یَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَبِهِ ٱلۡمُتَّقِینَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوۡما لُّدا ”[مريم97]” فَإِنَّمَا یَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ“[ الدخان58] وكلمة قرءان كتبت بالألف الثابتة في القرآن كله إلا في موضعين : في الآية 2 من سورة يوسف .والآية 3 من سورة الزخر..
فالنبوة نورإلهي،محْتِده الصفة الاحدية ،وهوبطنان ازلي غيبي طلسمت عن المخلوقات حقيقته(ماعرفني حقيقة غيرربي)وبمقتضى هذا الاصطحاب مع الفيضة القرءانية التي ما من شي ء الاوهو مذكور فيها ومع الاسماء الالهية التى كل المقتضيات هي من تجلياتها ،بمقتضى هذا الاصطحاب كانت النبوة المحمدية حاضرة في كل التجليات الإلهية تضفي الرحمة عليها اذ هوصلى الله عليه وسلم الرحمة التي سبقت الغضب ،المرسول رحمة للعالمين. تجليات لامتناهيه لاحصرلها ولا تقييد،متشاجرة بتشاجر الأسماء ،لا تكرار فيها ،وللحقيقة المحمدية من الكمالات ما لحضرة الالوهية من التجليات.
هذا الإصطحاب يبين علو شأنه وعظيم قدره صلى الله عليه وسلم .. واذا حكمنا اسرار الكسر نجد ان الإصطحاب،له ايضا هذا المعنى حتى في جانب العرفاني:قال المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (اللَّهم الرفيق الأعلى)… وجُمل هذا الكلام النبوي العظيم عدده 660 أي 10×66… بساط الألوهية حيث الإصطحاب (الله=66) مُرافقا للعدد 10 الدال على الكمال..وهونفس العدد = 132×5 .. باعتبار الميم المحمدي المدغم الباطن (محممد) مضروبا في العدد 5 على عدد كهوف الاسم الشريف (محممد) .
الاصطحاب هو خاص بمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ودائرة اسم الجلالة ” الله” لم تصح لغيره،لهذا فهوالوحيد الذي جاء ب ” لاإله إلا الله محمد رسول الله “أي تم التوحيد لنا.غيره من الرسل لم يأتوا إلا ب” لا إله إلا الله ”ليس معها ابراهيم رسول الله، أو موسى رسول الله، أوعيسى رسول الله … فكانت لهم الشريعة دون الحقيقة [بدليل قصة موسى والخضر] وكانت الحسنة بمثلها ولنا الحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف إلى “وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُۚ”[البقرة261].وكانت ليلة القدر تأتيهم كل 33 سنة وهوما يسمى الازدلاف ونحن تاتينا كل سنة .وكنا به” خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ” [آل عمران110]..فجزاه الله عنا خير جزاء.
الإصطحابٌ أَلْبَس النبوة المحمدية حُلل الربوبية قال تعالى” إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَیۡدِیهِمۡۚ “خلافة كلية أزلية…أحسب يا ولي جمل هذا الوقف (یَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ) تجد طلسم النبوة(19 ) التي لها مطلق التصرف بمقتضى الخلافة الالهية ،وإسمه تعالى«وهاب»(14)وهو تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم (الله المُعطي، وإنما أنا قاسم) ومن قَسم لك فقد أعطاك… ولودققت في الآية تجد (يد) الخلافة النبوية واقعة بين جلاليْن:(اللَّهَ یَدُ ٱللَّهِ )فتلك دلالة على عزة النبوة وتسترها عن الخلق بالتجليات الالهية ،فتعددت حضراتها بتعدد التجليات. ومن عَجب ان الظهور تستر.
فخلافة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم هي على الأرواح وعلى الأشباح ”یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدا ”والشاهد من المفروض أن يكون حاضرا(فتدبر)شهادته على أهل الكون كلهم “وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شَهِیدا” فلما خصص الله شهادته على أمته قال” وَجِئۡنَا بِكَ شَهِیدًا عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ”وهذه الخلافة على الكون الإلهي إقتضت أن يكون له نواب من حيث إسمه الباطن وهؤلاء النواب هم الرسل والانبياء,من آدم إلى عيسى عليهم السلام بل أوصياء “”شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
أما تسمية هذه الصلاة ب «صلاة الإصطحاب» فيعني شموليتها لمراتب الوجود الظاهرة والباطنة مما يفيد استمراريتها ومسايرتها للتجليات الالهية دون انقطاع لمددها ،هذا أولا.
ثانيا-صلاة الإصطحاب،جمعت أيضا بين الصلاة والتسليم على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وبين الصلاة على بَضعته الطاهرة مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها لأنها راعية مشربنا، وتبنته في حياة شيخنا رحمه الله تعالى،فكما تعلمون المشارب السابقة كلها تمر من علي كرم الله وجهه،باستثناء النقشبندية التي تمر من سيدنا أبوبكر رضي الله عنه.
قال شيخنا مولاي عبد السلام في تفسير اشاراتي لقوله تعالى(رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَیۡنِ).المشرقين: النبوة والرسال ..المغربين : الجسم النبوي الشريف ومولاتنا فاطمة الزهراءرضي الله عنها..فهي إذن : صلاة جامعة تعظيما للنبوة وتعظيما للزهراء رضي الله عنها التي تعد الوحيدة من النساء التي بلغت مقام القطبانية ولها صلاة ذكرها الدباغ في الابريز .وهي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ رُوحُهُ مِحْرَابُ الأَرْوَاحِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكَوْنِ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ هُوَ إِمَامُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ هُوَ إِمَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عِبَادِ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ.
قال تعالى (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ) فيهم حقيقة وتصريفا وقسمة للعطاءات، وفيهم ايضا بأبناء الزهراء الذين بهم تتنزل الرحمات وتشْرُفُ الأمكنة والأزمنة ،فبها، شرف النبوة فيهم لاينقطع… {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}..فالنسل النبوي الشريف كانت له الاستمرارية من خلال ابناء الزهراء الحسن والحسين.فأولاده صلى الله عليه وسلم وعلى اله هم ضمان لأمته من عدل الله،”إني تارك فيكم إثنان ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي،(الحديث).
نَمُرُّإلى شرح متن هاته الصلاة النعتية المباركة فنقول وبالله التوفيق:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا ومولانا محمد.. اللَّهُمَّ ..وهوطلَبٌ معناه (يا الله)،نتوجَّه به للحق سبحانه أنْ يُصلّي على نبيِّه سيدنا ومولانا مُحمّد صلّى الله عليه وسلم،أما نحن فعاجِزون و جاهلون بالإحاطة بمراتب وحضرات النبوة حتى نوفِيها حقها من الصلاة والتسليم فما صلّى عليه غيرُربه وماعرفه حقيقة غيرخالقه.
يا الله :حُذفت ياء التذلل والطلب وعُوِّضت بالميم المُدغمة الباطنة في إسم (محممد) ومحممد=جُمّلهاهو 132 أي =مجموعُ جُمّل أحد+الله +أحمد، فهي تُـشير إلى الحقيقة المحمدية البارزة مِن الأحدية (أحد) المصطحبة مع الإسم الجامع (الله) ومع القرآن (أحمد)واللَّهُمَّ =جُمّلُها أيضا 66 +40 =53 +53 أي أحمد أحمد ،أيْ أنّ العطاءات الإلهية كلُّها تمُرُّ مِنَ الإصْطحاب وكلها من مقتضى القرءان.
واتّصال الميم من محمد باسم الجلالة اتصالا فرقيا يقتضي أنّ القرآن نزل دفعة واحدة منه إليه بدون وساطة بينهما.وبسبب هذا الاتصال ضُمِنَتِ الاستجابةُ للعِبَاد وقبول أعمالهم.فإن التجليات الإلهية تمرعبر حقيقة سيد الوجود عليه الصلاة والسلام ومقتضياتها توُزّع على المخلوقات أجمعين.
فكل العطاءات حسية أومعنوية هي من مقتضى القرآن وما مِنْ شئ إلا وهو به منوط إيجادا وإمدادا، وقد ثبت عنه أنه قال لما سمع رجلاً يدعو ولم يصل على النبي ولم يحمد الله قال:عجل هذ ا! ثم قال عليه الصلاة والسلام: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه،ثم ليصل على النبي ثم يدعو بما شاء).. وروى البيهقي في شعب الإيمان عن علي رضي الله عنه قال ” كل دعاء محجوب حتى يصلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم “وانتبه للفظ “كل دعاء محجوب” فلولا الوساطة النبوية لما وصل الدعاء ولما استُجيب..
صَلِّ: هذا طلبُ إظهارٍ للمقتضيات..وصلاة الله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم هي مدحه واالثناء عليه والتنويه به ورفع الحرج عنه كي لا يعبد من دون الله والاخبارات القرءانية له﴿إنّ الله وملئكته يُصلُّون على النّبيّ﴾.والمضارع يفيد الإستمرارية والديمومة الذي تنتجها التجليات الإلهية إلى آخر الدهر …فالصلاة على نبينا تُقاوم العدل وتستوجب الفضل فما شغَل الله تعالى العوالم كلها علوية أوسفلية ملكية أوملكوتية إلا بأعظم الطاعات وافضل القربات .. وصلاتنا عليه هي تسبيحٌ لله .
وصلاةُ المُصَلّين على سيّدنا ومولانا مُحمّد صلىّ اللّه عليه سلّم هي على ثلاث مراتب :
— مِنهم مَنْ وصَفَه عليه الصلاة والسلام بما جاء في السيرة النبوية العطرة و لا يُراعِي هل هو مُشترَكٌ مع غيره من الأنبياء و المرسلين أم لا.. — وآخرون انتخبوا مِن سيرته العطِرة ما هو خاصٌّ به عليه الصلاة والسلام وأطلقوا عليها إسم الشّمائل بمعنى تشمله وحده .. — وآخرون وصفوه عليه الصلاة والسلام بما بالنعوت القرءانية الباطنة او الظاهرة في القرءان الكريم،وتُسمى هذه صلاة بالنعوت،..كالمشيشية ،وصلاة المتردي ،وجوهرة الكمال التجانية،وجوهرة الاسرار الرفاعية، والصلوات الحاتمية ،والصلوات الادريسية…وغيرهم.الصلاة بالنعوت تفوقُ غيرها،وتَطْوِي المسافات لصاحِبها. قال سيّدنا ومولانا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم (مَنْ صلّى عليَّ صلاةً صلى اللّه عليه بها..)صلى الله عليه بـــهـــا أي بالنعوت الواردة بها،فالصلاةُ النعتيةً الراقيةً تُحَرّك القدر ويكونُ التّشوُّف القدَري لهذا المُصَلِّي به عليه،فينالُ حظَّه مِن الخلافة الخاصة التي تخوله مقاما رفيعا في مراتب الحكومة الباطنة،ففي كل صلاةٍ نعتيةٍ نُبايِعُه ونكُونُ مِنَ المُقرّبين مِنْ نُبُوّته، الموقنين بحقيقته المصدقين بكل ما جاء به.
وَسَلِّمْ: تسليم كُلِّ أمْرٍ للنّبوّة، قال تعالى ﴿حتى يُحكّموك فيما شجر بينهم و يسلموا تسليما﴾..﴿ تسليما﴾ولم يقل (سلاما)..ولذلك لمْ يَرِدْ في القرآن أنه سبحانه يُسلّم على نبّيه صلى الله عليه وسلم ،وأُمر المؤمنون بالصلاة والتسليم عليه..وتسليم الأمر للنبوة ليس من السهل المتيسر لكل أحد ، فهذا مَهْيَعُ للتّفاضل بين المؤمنين،فَكُلُّ مَنْ قَوِيَ تسليمه ورسَخ كان أكثر قربا ﴿ولكل درجات مما عملوا﴾.يقول كُلُّ مسلمٍ في تحِية الصلاة :السلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين :فَصَالِحُو الأُمّة المُحمّدية هُم الأتقياء وهم آل النبوة .
وَبَارِك:سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هوالبركة بعينها وهو الممد لكل الاكوان،وهو أعظم مبارك،بارك الله تعالى فيه،وبارك عليه،فبارك الله تعالى في روحه،وفي قلبه الشريف،وفي سمعه،وفي بصره،وفي عقله، وفي لسانه،وفي روضته،وفي قبره،وفي ذريته… فلا بركة أعم منه، ولاخيرأعظم منه.
وبارك” فالحقيقة المحمدية،كانت في مقام الوحدة فبورك فيها فتكثرت. قال الشيخ محمد الكتاني رحمه الله في صلاة المتردي”المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة”.
والبركة هي النماء،والتجليلت الالهية في تزايد مستمر وباصطحابها بالنبوة المحمدية يصل نماء وبركة مقتضياتها الى سائر الأكوان .فلا تعطيل لدائرة من الدوائر الكونية.
ثانيا-على سيدنا و مولانا محمد.
عَلَى سَيِّدِنَا :قال عليه الصلاة والسلام” كنت نبياً وآدم بين الماء والطين” فهذا إخبارعن علومرتبته،وهوفي عالم الأرواح قبل إيجاد عالم الأشباح، فهو أول نبي في الخلق،وأول رسول في البعث،أُخِذ له الميثاق قبل القبل وهذه سيادة مطلقة هذا قوله “ولوكان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني” وقوله في نزول عيسى ابن مريم، في آخرالزمان أنه يحكم بشريعته وختما لأولياء أمته،فأخبرنا بسيادته عليهما،وفي المعراج فاق سائر المقامات، فتبثت برزخيته بين الحق والخلق،بالصورة الظاهرة،إذ الخلائق كلها كانت تحت نعله الشريف،وسلطان خلافته المنيف،و بالسورة الباطنة﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ﴾”أنا سيد ولد ءادم ولا فخر”
*وَمَوْلاَنَا مُحَمَّد:
الكون وأهْلُهُ هو بينَ يدَيْ جناب النبوة العظيم مدينٌ له صلى الله عليه وسلم بعظائم النّعائم ،إذْ ما مِنْ نعمةٍ أنْعَم بها الله سبحانه على مربوبٍ إلا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هوالمُوصل لها و معطيها والسبب فيها بدءً وعودة ،(اذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه) فهو الذي عرف الكون بخالقه وعلمهم عبادة ربهم فصار كل شيء يسبح ويصلي “كل قدعلم صلاته وتسبيحه”
أما المولوية:قال تعالى﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾(الزمر)عبادة امتنان فهومربينا،ومعرفنا بخالقنا وبعبادة ربنا،وشفيعنا يوم القيامة،في سورة الاسراء قال تعالى﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾فالأولى جمع﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ﴾والثانية فرق﴿وَقُل لِّعِبَادِي﴾ الأولى ربوبية والثانية عبودية.
وعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّد: الآل هُم النُّطَف النُّورانية مِنْ ذريّة الطُّهر والشّرف النّبوي من أبناء سيدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء عليها السلام.. والكينونة مع آل البيت المطهرين مطلب الأكابر،ورد في الحديث “آلُ مُحمّدٍ كُلُّ تَـقـِيٍّ” واللحوق بهذا النسب الديني ( سلمانُ مِنَّا آل البيْت) مقام عزيز يناله في كل عصر ومصر من جاهد واجتهد وكانت محبة الرسول له اكبر محصول..وانتبه يا ولي لسِرِّ النّسبة “منّا”في هذا الحديث النبوي الشريف .عندما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم :كيف نصلي عليك ؟قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كماصليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم..فالنبوة بحقيقتها الازلية وكذا باسامراريتها الابدية
ثالثا- صاحب الشرائع الأحمدية
قال تعالى”هذا ذكرمن معي وذكر من قبلي “أي هذا القرءان ذكر لهذه الأمة،التي بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله،بهيكله الشريف المولود من أم وأب بشر كباقي المخلوقات،تحت مقتضى الأسماء الإلهية، كما ان هذا القرءان هو ذكر لمن قبله من الأنبياء والرسل، فهو دستور كلي للكون أوله واخره،وبالتالي فشرائعهم جزئية ،مقيدة ،متناهية الحكم، مندرجة أزلا في أحكام رسالته الأحمدية..لذلك عبَّر استاذنا عن ذلك بوصف رقيق “صاحب الشرائع الأحمدية”: كل الشرائع من أحمديته تنهل : فالقراءن كلي والتوراة،والإنجيل،وصحف نوح،وصحف إبراهيم، والزبور،أجزاء منه.فالهيمنة مطلقة للرسالة الأحمدية.قال تعالى” وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ”
يقول ابن عربي في الباب العاشر في معرفة دورة الملك :…. فكانت الأنبياء في العالم نوابه،من ادم إلى اخرالرسل عليهم السلام،وقد أبان عن هذا المقام،بأمور منها قوله “لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني.. .فروحانيته موجودة وروحانية كل نبي ورسول ،فكان الإمداد يأتي إليهم من تلك الروح الطاهرة ،بما يظهرون به من الشرائع، والعلوم ،في زمان وجودهم،رسلا وتشريعه الشرائع ،كعلي ومعاذ وغيرهما.وهوفي الحقيقة شرع محمد صلى الله عليه وسلم….ثم جعل له نوابا حين تأخرت نشأة جسده فأول نائب كان له وخليفة،هوادم عليه السلام،ثم ولد وإتصل النسل، وعين في كل زمان خلفاء إلى أن وصل زمان نشأة الجسم الطاهر محمد، فظهرمثل الشمس الباهرة، فاندرج كل نور في نوره الساطع،وغاب كل حكم في حكمه،وإنقادت جميع الشرائع إليه،وظهرت سيادته التي كانت باطنة،فهو الأول والاخر،والظاهر والباطن،وهو بكل شيء عليم ” إنتهى..
رابعا- والشريعة المحمدية..قال تعالى في سورة المائدة ﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ) (رِسَالَتَهُ ) قراءة بالمفرد.وهناك قراءة بالجمع (رِسَالَٰاتَهُ)ومحذوفة الألف ..القراءة بالمفرد (رِسَالَتَهُ)عائدة على الرسالة التي جاء بها والتي ختمت بها وكذلك دليل على أن الرسالة واحدة وأن المرسل بها واحد هومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم والانبياء نوابه في التبليغ وفي هذه القراءة اي بالمفرد ظاهروهو ما جاء به بجسده الشريف، وباطن وهو ان الرسالة واحدة و الاصل واحد :الرسول النبي الامي ..
والقراءة بالجمع (رِسَالَٰتَهُ) بألف محذوف: دليل على انه المكلف بالتبليغ برسالاته كلها والتي هي فرع عن الرسالة الواحدة والأنبياء نوابه في التبليغ .
كل النبيين والرسل الكرام أتوا =نيابة عنه في تبليغ دعواه.
فهوالرسول إلى كل الخلائق فـي = كل العصورونابت عنه أفواه.
فهو صاحب الشرائع الأحمدية…وإليها الإشارة ب(رِسَالَٰتَهُ) بالجمع فهي الرسالات السابقة التي تستمد من احمديته ،فهو صلى الله عليه وسلم نبي قبل القبل “كنت نبيا وادم منجدل في طينته”ورسول قبل القبل “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَاقَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ”
خامسا- العقل الاول والقلم النوراني…
كلاهما مراتب للحقيقة المحمدية المشار إليها في الآية (لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِینَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِینَ فَكَفَرُوا۟ بِهِ).ٱلۡأَوَّلِینَ* : جمع أول ..إشارة الى مراتب الحقيقة المحمدية في البسائط الاولية التي لاخُبْر للعٰلمين عنها ولاخَبَر..مراتب وصفات ما أدركها سادتنا الانبياء العزميون عليهم السلام فضلا عمن سواهم ،ولا أدركها الملائكة المقربون عليهم السلام فضلا عمن عداهم، فقد اختص الحق سبحانه وتعالى بحقيقة حبيبه صلى الله عليه بمراتب وحضرات وصفات لاحصر لها لذا ورد في وصفها عند العارفين بعدة تسميات منها: [ البرزخ النوراني،الهيولى الكلي،مظهرالحق،الحق المخلوق به، البركة،الروح الكلية، الوسيط، الخليفةالكلي،العقل الأول،القلم الأعلى.] ..
العقل الاول : مرتبة أولية من مراتب النبوة المحمدية قال صلى الله عليه وسلم:اول ما خلق الله العقل…وكل مراتب النبوة المحمدية هي صفات لها وبطبيعة الحال هي نورانية.اذ هي وجدت قبل خلق آدم.”لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين”..”اول ما خلق الله نور نبيك ياجابر… العقل الاول صنفه أهل الله اصحاب الدوائر،دائرة من مراتب الوجود ؛وصنفها ابن عربي كأول مرتبة وجودية في عالم الظهور.والاسم المدبر لدائرة العقل الاول عند ابن عربي هو اسمه تعالى :البديع ويعطيه حرف الهمزة إذ أن مراتبه مرتبة حسب الحروف الهجائية…
وتَرَقّي النبوة المحمدية هوذاتي لها أي أنها تترقى في مراتبها حسب الزمان والمكان ظاهرا وباطنا..والعقل الاول تستمد منه جميع العقول سواء البشرية اوغيرها فالعنكبوت من مدده عرف كيف يصنع بيته والنحل من مدده عرف كيف يصنع عسله….والطيورالمهاجرة والحوت المهاجر به هاجر وعرف طريق هجرته…والعلماء كلهم سواء في العلوم الدنيوية او العلوم الدينية او العلوم اللدنية كذلك مددهم من العقل الاول دون النظر الى عقيدتهم *كل نمدهؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا …
سادسا- والقلم النوراني الذي سطر به كل قدر ومقدور
وورد في الحديث: * أول ما خلق الله العقل *وورد كذلك* أول ما خلق الله القلم *.فكل ما قرره العقل يكتبه القلم. وهو كذلك مرتبة وجودية يقتسم نفس الدائرة مع العقل الاول.
جاءت مرتبة القلم الاعلى أوالنوراني طلسما مشارا إليه في الآية {ن، والقلم} طلسم عائد على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .. فالكون الإلهي مربوط به،
في مرتبة القلم النوراني كان تسطير القدر ومقتضاه أي المقدور،لأن النبوة المحمدية عين القضاء والقدر لذا سماها العارفون”الحق المخلوق به”و “الوحدة”. فكل شيء في الوجود يظهر بترتيب زماني وفق الإرادة الإلهية ،ووفق ماقتضاه القضاء وأظهره القدر﴿خلق كل شئ فقدره تقديرا﴾﴿إنا كل شئ خلقناه بقدر﴾فالأشياء تخرج من وجود علمي الى وجود عيني،والوجودان العلمي والعيني محتدهما النبوة المحمدية .. القضاء(كما عرفه الجرجاني)هوحكم الله الأولي،في أعيان الموجودات. أما القدرفهو خروج الممكنات من العدم إلى الوجود،واحدا بعد واحد، مطابقة للقضاء.. قال الحق تعالى “والسماء بنيناها بأييد،وإنا لموسعون, والارض فرشناها، فنعم الماهدون،ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون،ففروا إلى الله}.كلمة {بأييد}رسمت بياءين،ياء تشير إلى القضاء، وياء تشير إلى القدر…فالقدرالذي سطره القلم النوراني هو مجموع المقتضيات التي سينال نصيبه منها كل مقدور،يسير تحت حكم سلطان التجليات الالهية، فجميع ما في الكون إنما هو آثار الأسـماء الإلهية،ظهرت في صور المخلوقات ،على وفق مراد الحق سبحانه وتعالى، ونحن نسميها حوادث، ووقائع ،وأفراح، وأتراح. تتنوع لكثرة مظاهرها واختلاف مقاصد مظاهرها،”قُلْ كُلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ“.فما أوجد سبحانه وتعالى الكون وأهله إلا ليظهرسلطان أسمائه وصفاته،فإن قدرة بلا مقدور،ورحيما بلا مرحومين،وجوَّدا بلا عطاء،ورازقا بلا مرزوقين …وقاسم تلك العطايا المُقدّرة هوسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله اذ هو واسطة في كل التجليات.برزخ بين الخالق والخلائق ،وهو عين الرحمة الالهية (وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَة لِّلۡعَـٰلَمِینَ).
سابعا- وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء البتول واله وصحبه وسلم… حُقّتِ الصلاةُ على سيدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء رضي الله عنها لانها بضعة المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي أم أشراف آل البيت ولله درالمحقق ما أوفر أدَبَه حين قدم الصلاةَ عليها قبل الآل (وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء البتول واله) فأردفها في الصلاة مباشرة بعد صلاته على المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فمقامها عظيم، ومهما كان قرب ولي من كبار الاولياء من رسول الله إلا وتكون البضعة الزهراوية .أقرب منه من مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ذلك أم لم يعلمه.. وتمعن يا ولي في هذا الحديث المروي عن ام المومنين عائشة رضي الله عنهما وارضاهما(ما رأيتُ أحدًا كانَ أشبَه سمتًا وَهديًا ودلًّا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من فاطمةَ كانت إذا دخلت عليهِ قامَ إليها فأخذَ بيدِها وقبَّلَها وأجلسَها في مجلسِه وَكانَ إذا دخلَ عليها قامت فأخذت بيدِه فقبَّلتهُ وأجلستهُ في مجلسِها).فهي هو،من حيث انها بَضعته،وهو هي ،من حيث انها عرفت الحقيقة النورانية واستقرت في وجدانها ،قال الشبلي لأحد مريديه وكان من المكاشفين اتشهد أني رسول الله، فقال المريد نعم. فمابالك بالبضعة الظاهرة أول أقطاب الامة المحمدية .فانتبه للإشارة وافهمها:(أجلسها في مجلسه.. أجلسته في مجلسها).ورد عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمرّ». قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه..(إذا كان يوم القيامة قيل يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد فتمر،وعليها ريطتان خضراوان(الطبرانى فى الأوسط،والحاكم،وأبو نعيم)..
السلام عليك يازهراء يا سيدة نساء العالمين.السلام عليك يازهراء يا بَضعة الرسول الآمين.السلام عليك يازهراء يا تاج العارفين. السلام عليك يازهراء يانبراس الصديقين.السلام عليك يابتول ،يا غراء،يا أم الفضلاء،يا من هي لكل المحققين سماء.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد نبي الله وعلى الزهراء بضعة رسول الله .
من مجربات صلاة الإصطحاب: تُستخدم هذه الصلاة بنية التحصين مرتين اليوم: عند صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب بالطريقة التالية.صلاة الأإصطحاب7 مرات + آية الكرسي7 مرات+ لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُول مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوف رَّحِیم فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُلۡ حَسۡبِیَ ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِیمِ 7 مرات.وإذا كانت القراءة على كأس ماء وشربه يكون أقوى في العمل..الفقير الى عفو ربه ابن الفاطمي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات .سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.