بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
قاعدة 22: [ إعلم أن الحق تعالى من حيث أحديّته لا إسم له ولا وصف،كما قال الإمام علي رضي الله عنه: (كمال الإخلاص نَفْي الصفات).للألوهية صفات الكمال والتقديس، أما الذات فلا يُضاف لها وَصْف هو للمخلوقات يُفيد التّنقيص. ].قاعدة في التوحيد الخالص.
الحق تعالى من حيث أحديته التي لا تقبل لا الحس ولا المعنى ،لا الصورة ولا السورة، لا وصف يوهم بوجود الإثنينية ،هي حضرة سحق ومحق لا تقبل الثاني ، فالصفات لاتقع على الذات الإلهية ،وإنما هي مستفادة منها، ومفادة الى بساط الألوهية، والذي هو ديوان الحضرة الإلهية،وراجعة عليها،من عرف هذا فقد رق توحيده ،وانتشل من الاوحال.
لهذا نبينا صلى الله عليه وسلم استعاذ بأسماء وصفات إلهية من أخرى :أعوذ برضاك من سخطك.أعوذ بمعافاتك من عقوبتك … ثم في النهاية سلم الأمورللهوية الإلهية :أعوذ بك منك.ولم يقل صلى الله عليه وسلم،أعوذ بذاتك من كذا، وكذا. حتى الملائكة كانوا في غاية الأدب حين قالوا”ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك”وما قالوا،ونقدس ذاتك. وابليس أقسم بالعزة ولم يقسم بالذات الالهية..
اسم الجلالة “الله “له وجهة الى الذات الإلهية،ووجهة الى المخلوقات، ومن هذه الوجهة تعرف إلينا بأوصافنا،فوصف نفسه بالهرولة والضحك، والسخرية، والإستهزاء،والمكر، والغضب …والكرم ،والجود…. إلى غيرذلك من الصفات البشرية،أم الذات الالهية فمتعالية عن النسب والاضافات التي تشبهها بالمخلوقات فصفة الكرم هي صفة بشرية. فالله بإفادته القدرة للقادرين سمي قادرا ،وبإفادته الكرم للكرماء سمي كريما،وكذلك كل ما وصف به إنما جرى عليه من قبيل أنه هبة وإفادة،لا من قبيل أن هذا الوصف كمال لذاته،ولا يحتاج لصفات لإظهار كماله،ومن احتاج الى شيء كان مفتقرا الى ذلك الشيء.فصفات الحق بهذا الإعتبار موهوبات من الألوهية،ومفادة لأسمائه الحسنى،أما ذاته فمنزهة عن كل وصف يشبهها بالمخلوقات. فهو سبحانه أظهر لهم وجهة خلقية،ليستأنسوا بها وحتى لا يسحقهم الجلال. قال الإمام علي رضي الله عنه: (كمال الإخلاص نَفْي الصفات). وقال ابن مكزون:
إذا وصف العشاق معنى جمالكم ♣ فتجريده من كل وصف وصفي
وإن عبروا باللطف عنه فإنني ♣أقول مفيد اللطف جل عن اللطف
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.