بسم الله الرحمان الرحيم نستأنف شرح القواعد المباركة من (خريطة السلوك العرفاني) لأستاذنا وحبيبنا سيدي محمد بن المبارك حفظه الله،ونقف مع القاعدة التي تقول:[التصوف الحقيقي هو الجهاد الأكبر (جهاد النفس والشيطان)،ولكي يتحقّق هذا الجهاد فلا بُدّ من: (كثرة الذكر،صيام التطوّع،كثرةالنوافل،قيام الليل،الخلوة القلبية،وإتباع السنة ظاهراً وباطناً)].
تتحدّث القاعدة عن حقيقة التصوف من جهة (الوسيلة) الموصلة إلى التحقّق به،وهي (المجاهدة والرياضة)،وهي تستهدف إزالة العوائق التي تحول دون الوصول إلى مرضاة الله تعالى.. يُروى عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،بعد عودته والصحابة من إحدى الغزوات،أنه قال: (عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)،فقال: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: (جهاد النفس).
(المجاهدة) أصل من أصول الطريقة،وقد قال العارفون: (من حقّق الأصول نال الوصول،ومن ترك الأصول حُرمَ الوصول)،وقالوا: (من كانت بدايته مُحرقة بالمجاهدات،كانت نهايته مُشرقة بالمعارف والمُشاهدات)..
فكل من جاهد نفسه في (التّخليّة) من الرذائل،و(التّحليّة) بأضدادها،زال عن نفسه (حجاب) النفس والتّخليط،وإكْتَسى لباس (الصّفا والوَفا)..فمن صفا صفي له،ومن خلّط كدّر عليه.
يقول الشيخ الأكبر: [المجاهدة: هي حمل النفس على المشاق البدنية،ومخالفة الهوى على كل حال،ولكن لا يتمكن له مخالفة الهوى إلا بعد الرياضة].
يقول السيد محمود أبو الفيض المنوفي: [الجهاد: هو مجاهدة النفس والشيطان والهوى،فيتخلّص له الطريق من القواطع والمفاتن]. وقد روى المشايخ حكايات مشهورة عن نماذج من المجاهدات الشديدات لعارفين مشهورين كالشيخ البسطامي والشيخ عبد القادر الجيلاني..والمجاهدة لا تتوقّف ،غير أنها تختلف في البداية عن النهاية..
يقول الشيخ أبو يزيد البسطامي: [ كُنت إثنتا عشر سنة حدّاد نفسي،وخمس سنين مرآة قلبي،وسنة أنظُر بينهما (إي بين النفس والقلب) فإذا في وسطي زنّار ظاهر فعَملت على قطعه في إثنتي عشر سنة،ثمّ نظرت فإذا في باطني زنّار فعملت على قطعه في خمس سنين،فكُشفلي،فنظرت إلى الخلق فرأيتهم موتى،فكبّرت عليهم أربع تكبيرات. .]..
وعندما نُطالع مصادر التصوف الإسلامي نعلم الأهمية التي تكتسبها (المعرفة بالنفس) في أولويات المعارف عند أهل الله،فمثلاً نجد في كتاب (التعرّف لمذهب أهل التصوف) للكلاباذي،خلاصة ما إستقرّ عند العارفين من ترتيب العلوم والتدرج في إكتسابها والأخذ بالأولى فالأولى،يقول: [ .. بعد إحكام (علم التوحيد وعلم الأحكام الشرعية) على طريق الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح..فأوّل ما يلزم المُريد (علم آفات النفس) ومعرفتها، ورياضتُها وتهذيب أخلاقها،ومكائد العدو (الشيطان)،وفتنة الدنيا وسبيل الإحترازمنها،وهذا هو (علم الحكمة)..]. (الرضا عن النفس) أصل جميع (الصفات المذمومة)..فمن رَضيَ عن نفسه إستحسن حالها وسكن إليها،ومن هنا تستولي عليه (الغفلة)وهي أصل جميع (الآفات)،فتَثور دَواعي الشهوة،ومن غلبته شهوته وقع في المعاصي لا محالة..فلا شيء أوْجَب على العبد من (المعرفة بنفسه)،وبقدر تحقّقه في معرفة نفسه يَصلُح حاله ويَعلو مقامه.. فأصل (المجاهدة): فطم النفس عن المألوفات،وحملها على خلاف هواها في عموم الأوقات..ومُخالفة النفس رأس العبادة..
وقد أجمع الصوفية: أنه لا يُفتح على المريد بشيء من ثمرات التصوف بغير لُزوم المجاهدة..وقد لخّص أستاذنا حفظه الله في (كتاب المواقف ،موقف المجاهدة باب المشاهدة) هذا الأصل بقوله: [..ومجموع التكاليف (عمل وحال): فالعمل ميزانه (الإخلاص) ،والحال ميزانه (الصدق).لا تُزيّن ظاهرك بالتشبّه بأهل الطاعات،وتُخرّب باطنك بالمَيْل إلى الشهوات..فكَسّر صنم نفسك واقْتُل جُندها بأنواع المجاهدات،تَحظى بالمشاهدات وتَجْني الفُتوحات.إفطْم نفسك عن ثَدْي الشهوات،يُغذّيك بلبان المعرفة..].
قال السهروردي في (آداب المريدين): [ الصوفية ثلاث طبقات: مُريد طالب، ومتوسّط سائر،ومُنْتَهٍ واصل..ومقام (المُريد): المُجاهدات والمُكابدات وتجرّع المَرارات ومُجانبة الحظوظ وما للنفس فيه مُتعة..فمن أوْجَب الواجبات على المُريد في بدايته (معرفة النفس وتأديبها بالرياضات)..فالنفس لها صفتان: (إنْهماك في الشهوات) و(إمتناع عن الطاعات)،فيُروّضها بالمُجاهدات: وهو فَطمُها عن مألوفها وحَمْلها على خلاف أهْويتها،ومنعها من الشهوات،ويأخُذها بالمُكابدات وتجرّع المرارات،وبكثرةالأوراد،وإستدامة الصوم والنوافل من الصلوات،مع النّدم على المخالفات،ونَقلها عن قبيح العادات،ويجتهد أن يتعوّض عن النوم سَهراً وعن الشبع جوعاً وعن الرفاهية بُؤساً..].
والمجاهدة،بإجماع العلماء،فرض عين،لأنه من خلالها تتمّ (تزكية النفس)،وهي فرض عين،و(ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب)..فمن لم يكُن في بدايته صاحب مجاهدة،لم يَجد من هذه الطريقة شمّة،ف(حركات الظواهر توجب بَركات السّرائر).. (السالك) فيه سبع عِلَل ظاهرة وسبع علل باطنة: (الظاهرة) هي معاصي الجوارح السبعة (العين والأذن والفم والبطن واليدان والرجلان والفرج).و(الباطنة) هي أخلاق القلب السبعة (الكبر والبخل والحسد والحقد والحرص والطمع والهوى). فإذا خلا من هذه صفا ظاهره ب(التقوى)،وخلُص باطنه ب(الإخلاص)،فلم تَبْقَ فيه بقيّة لغير مولاه عز وجل.. وقد أجمع مشايخ الصوفية على أن أكْثَف الحُجُب بين العبد وبين الله (النفس الأمارة بالسوء)،وهي مَحلّ الخصال الذّميمة،ومن أكْثَف الخصال الذميمة (العُجب) مع (محبة الدنيا)،وأظْلَم الظلمات (الحسد والغيبة والنميمة).وإتّفق الصوفية على النّهي عن (مُخالطة الأشرار) و(صُحبة الفَسَقة) و(معاشرة النساء). والتصوف الإسلامي (منهج تربوي)،والتربية (التزكية) سمة أساسية من سمات التصوف،بل هي مادة التخصّص عند مشايخ التصوف ومُرشديه..والمقصود من التربية في التصوف هو (تزكية الروح) و(تصفية القلب)..من هنا يكتسب (الأدب) قيمته كناتج تربوي من نتائج التربية الصوفية..
و(النفس)هي ساحة المعركة بين الحق والباطل،ومعدن القهر والإمتحان،ومن خلالها تتمّ التزكية (لولا ميادين النّفوس ما تحقّق سير السّائرين).. فالنفس ليست مذمومة لذاتها،ونستحضر هنا تحقيقاً دقيقاً للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في (فتوحاته)، يقول: [ قال الله تعالى (ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها)..فجعل (النفس) مَحَلاً قابلاً لما تُلْهَمُه من الفجور والتقوى، هي (مَحلّ لظهور الفعل)،فهي (برزخ) وسط بين هذين الحكمين.. والضمير في (ألْهَمها) يعود: للمَلَك في التقوى،وللشيطان في الفُجور..فالنفس ليست أمارة بالسوء من حيث ذاتها،وإنما يُنسب إليها ذلك من حيث أنها قابلة للإلْهام من الملك والشيطان،ولجهلها بالحكم المشروع في ذلك..].. والعارفون عندما يُطلقون مفهوم (النفس)لا يقصدون الذات،بل يُريدون ما كان معلوماً من أوصاف العبد ومذموماً من أخلاقه وأفعاله.. فالنفْس عندما تتزكّى بالمجاهدة تُصبح (نَفَساً)،وهو [تَرَوْحُن النّفس عند إنكشاف غمّة الطبع،بتنفّس وارد الفتح من مشرق إيضاح البيان]..
جهاد (النفس) يكون بقطع مألوفاتها وبخرق عوائدها: بتحميلها ما تكره،وإبعادها مما تُحبّ،وأعظمها ثلاثة (حب الجاه،وحب الدنيا،وحب النساء)..جهاد النفس هو باختصار: [ تهذيب الأخلاق،وترك الرّعونة،وتحمّل الأذى]..
و(الهوى)هو الذي يُغذّي(النفس)،يقول الشيخ أبو طالب المكي: [ النفس مجبولة على الشهوة،مطبوعة على الأمر بالهوى]..فالهوى أصل كل فتنة وبَليّة،لأنه مصدر الأباطيل ومنشأ الأضاليل،وله حالة تُشبه (السكر) تعتري الإنسان فتمنعه من التّمييز لِما غلب على عقله من نَشْوة الهوى،فليتنبّه له الفَطِن ليَحْسم مادّته بمجاهدة ومُخالفة..
قال سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم: [ أخْوَف ما أخاف على أمّتي: (إتّباع الهوى) و(طول الأمل).فأما إتباع الهوى ف(يَصُدّ عن الحقّ)،وأما طول الأمل ف(يُنسي الآخرة)].. وحقيقة (الهوى) هو (الميل إلى الباطل)،وهو خُلُق النفس وسَجيّتها،فجميع ما تميل إليه الأنفُس من الأباطيل هوالهوى..ومن شأن (أهل الحق) أخذ الضرورة من الأشياء،وما زاد عن الضرورة فهوعندهم من قسم (الهوى)،يجري ذلك في (الأكل والنوم والكلام) ونحوها..العارفون يُعطون النّفس (حقّها) وليس (حظّها)..
لهذا كان مَدار (النفوس)،كما يقول الشيخ زروق،على ثلاثة أمور: [(طلب الحظوظ بالغفلة)،و(إتباع الوَهْم من غير تحقيق)،و(صَريح الدّعوى من غير حقيقة)]. ولكي يتحقّق للمُريد النّفع من مُجاهدته فلا بد له من (صحبة شيخ عارف) وطبيب حاذق،قد سَلَك طريق القوم وحَلّ في منازل السائرين (ذوقاً وحالاً ومقاماً)..لأنه إن لم تَجر أفعال المريد على مُراد غيره،لا يَصحّ له الإنتقال عن (الهوى)،ولو بلغ في الرياضة والمجاهدة كل مبلغ،وذلك لكثافة حجاب نفسه.. فطريق التصوف كله (تخلّق) بالأخلاق المحمدية،والتخلّق يحتاج إلى (السلوك)،وهذا الأخير يفتقر إلى (المرشد العارف)..
أما (جهاد الشيطان) فيكون بالإشتغال بالله والغيبة عنه..ومبدئياً،كما يقول الحق عز وجل (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) ويقول (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)،فقوة الشيطان إنما هي مكتسبة من (النفس)، فالأصل عند أهل الله هو(جهاد النفس)،أما الشيطان فدوره هو إمتطاء النفس ليجول بها ويصول،لعلمه بمكامنها ومراكزها الخفية.. قال الله تعالى (إن الشيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدواً) ففهم بعض العارفين من الآية: أي (وأنا لكم حبيب،فإشتغلوا بمحبّتي)،فكَفاهُم من دونه.. وقدّم لنا أستاذنا حفظه الله العبادات الأساسية المُعينة على تخطّي عراقيل السّير إلى مرضاة الله عز وجل والناتجة عن حديث (النفس) ووسوسة (الشيطان)،
وهي: (كثرة الذكر):الذكر روح السلوك ومحوره،وهو منشور الولاية..فمريد لا يذكُر الله ضلّ السّلوك..والذكر في البدايات يكون بتكلّف،إلى أن يصير مَلَكة في النفس.. من هنا أهمية (الذكر الكثير)،قال الله تعالى (ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نُقيّض له شيطاناً)،وقال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليس يتحسّر أهل الجنة إلا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله فيها)..فمن لازم الأذكار توالت عليه الأنوار وإنكشفت له عن المغيبات الأستار،وقد قالوا:[الذكر سيف المريدين،به يُقاتلون أعداءهم من الجن والإنس،وإن البلاء إذا نزل بقوم وفيهم ذاكر حاد عنهم ببركته]..
(صيام التطوع): (الصوم) نوعين: (صوم جسدي) بالإمتناع عن تناول (الطعام والشراب والنكاح). و(صوم نفسي) بالإمتناع عن المُخالفات والمعاصي بمختلف أنواعها.. والصوم يجمع بين قهر النفس وقهر الشيطان،يقول الإمام جعفر الصادق: [ من خصوصيات الصيام: أنه قهر لعدو الله،فالشيطان لا يقوى إلا بواسطة الشهوات،والجوع يكسر جميع الشهوات التي هي آلة الشيطان]،ويقول أيضاً: [ الصوم: يُميت النفس وشهوة الطبع،وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح وعمارة الظاهر والباطن..وفيه من الفوائد ما لا يُحصى]..ويقول الحكيم الترمذي: [ ثمرة الصوم: تطهّر النفس]..
(قيام الليل): قال الله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ومن الليل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً).
وقامَ مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تَورّمت قدماه،فقيل له: (غفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر)،فقال: (أفلا أكون عبداً شكوراً).
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر،فيقول: من يدعوني فأستجيب له،من يسألُني فأعطيه، من يستغفرني فأغفرله،حتى ينفجرالفجر)..هذا النزول هو عبارة عن (تجليات خاصة) من خزانة الجود والكرم،يعرفها أهل الله،لهذا يُبادرون إلى التعرّض لها،ويوصون تلاميذتهم بعدم تفويتها..ولولا العلامات لإدّعى كل إنسان سلوك الطريق..
قيام الليل شعار الصالحين،ومدرسةالمخلصين..وأهله هم (عباد الرحمن)..وقد قال الإمام الجنيد:[ كُل مُريد لا يُعوّد نفسه صيام النهار وقيام الليل فكأنّه تَمنّى ما لا يَصلُح له]…
(الخلوة القلبية): الخلوة القلبية: هي (الخلوة عما سوى الحق تعالى،وما يوصل إلى مرضاته).. ومما يُستعان به أساساً لتحقيق هذه الخلوة الباطنية القُدسية: (التفكّر) و(المراقبة)،وهذا ما يُسميه العارفون ب(عبادة القلب)..
جاء في الحكم العطائية: [ ما نَفَع القلب شيء مثل عُزلة يَدخُل بها ميدان فِكرة].. و(خلوة القلب) في بداية سلوك المريد تحتاج إلى إنفراد القالب عن الناس،لا بد من ذلك،ولو أن يختلي الإنسان ساعة في اليوم..
يقول الشيخ إبن عجيبة: [ لا شيء أنْفَع للقلب من عُزلة مصحوبة بفكرة،لأن العزلة كالحمية،والفكرةكالدواء،فلا ينفع الدواء من غير حمية،ولا فائدة في الحمية من غير دواء..القلب إذا قَويت عليه الخواطر وإستحوذ عليه الحس،مرض وربما مات،ولا ينفعُه إلا الحمية منها والفرار من مواطنها،وهي (الخلطة)..].. والمقصود من (الفكرة) هو: تمكّن العلم بالله من القلب..يقول الإمام الجنيد: [ أشرف المجالس الجُلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد]..
قال الشيخ أحمد زروق: [ بالعزلة يَسلم من الأغيار، وبالفكرة يَسْتجلي الأنوار..].. (إتباع السنة ظاهراً وباطناً): (الشريعة) هي الباب واللّباب..جاء في الخبر: (الشريعة مَقالي،والطريقةأفعالي،والحقيقة حالي)..فكل حقيقة رَدّت شريعة فهي زندقة..والعارفون لا يفرّقون بين الشريعة والحقيقة إلا بقصد التّعريف،فالشريعة عين الحقيقة..
قال الله تعالى (قل إن كنتم تُحبون الله فاتّبعوني يُحببكم الله) فمُتابعة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم توصل الإنسان إلى (مقام المحبّة)..فكل الطرق مسدودة وكل الأبواب موصدة،إلا طريق وباب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبإتباع (أقواله وأفعاله وأحواله) يصل العبد إلى رضا الحق تعالى عنه،وهي الغاية المنشودة من سلوك أهل الله رضي الله عنهم..
يقول الحق عز وجل (لقد رضي الله عن المومنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة)، وقال تعالى (إن الذين يُبايعونك إنما يُبايعون الله)،وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لن يومن أحدكم حتى أكون أحَبّ إليه من ماله ووَلده والناس أجمعين).. فيا سعد من رَضيَ عنه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،فهو سدرة منتهى الجميع..ومن حاد عن هذه الغاية،وإتبع غير سبيل المومنين العارفين المحققين، فهو واهم وفي التخليط ساكن،ويحسب أنه يُحسن صُنعاً .وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
الفقير الى عفو ربه رشيد موعشي