اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَ مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.الحَقِيقَةُ الَّتِي تَسْمُواْ عَلَى جَمِيعِ الخَلَائِقِ وَتُمِدُّ جَمِيعَ الحَقَائِقِ، أَوَّلاً وَآخِراً، حِسّاً وَمَعْنًى،ظَاهِراً وَبَاطِناً.فَلَا اِسْتِمْرَارِيَّةَ لِلْوُجُودِ،إِلاَّمِنْ فَيْضِ نُبُوَّتِهِ،وَكَرَمِ خِلاَفَتِهِ.بِهَا حُفِظَ نِظَامُ العَالَمِ،وَهِيَ حَيَاةُ العَالَمِ،وَبِهَايُرْحَمُ العَالَمُ، وَلَوْزَالَتْ عَنِ الوُجُودِ طَرْفَةَ عَيْنٍ،لَصَارَمَحْضَ عَدَمٍ.النُّورُالإِلَهِيُّ ذُوالوِجْهَةِ الحَقِّيَّةِ،وَالوِجْهَةِ الخَلْقِيَّةِ﴿ثُـــمَّ دَنَـــا فَــــتَــــــدَلَّىٰ﴾﴿يَأكُلُ ٱلطَّـــعَـامَ وَيَــــمشِي فِي ٱلأَســوَاقِ﴾صَلَّى بِجَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ بِجِسْمِهِ الشَّرِيفِ،المَوْلُودِ مِنْ أُمٍ وَأَبٍ، وَهُمْ أَرْوَاحٌ لَطِيفَةٌ،لَمْ يَكُنْ لَهُ ظِلٌّ، أَوْتَرَ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَنَّى تَوَجَّهَتْ،فَهُوَ وَجْهٌ بِلَا قَفَا،يَرَى مِنْ خَلْفٍ كَمَا مِنْ أَمَامٍ.وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
قال صلى الله عليه وسلم “انا سيد ولد ادم ولافخر” أي لا اقصد الافتحار فالسيادة ذاتية له صلى الله عليه وسلم غير مكتسبة، صفة له والصفة ملازمة للموصوف. فهو صلى الله عليه وسلم سيد في الدنيا وسيد في الاخرة.وحديث الشفاعة يذكرك بذلك ان كنت غافلا عنه. واعلم ان الحق تعالى قال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وقال سيدنا موسى عليه السلام ( وعجلت إليك رب لترضى) قال تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( ألم نشرح لك صدرك ) قال سيدنا موسى عليه السلام (رب اشرح لي صدري) قال تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال سيدنا ابراهيم ابراهيم عليه السلام(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَلِي خَطِيئَتِي)
قال تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ورفعنا لك ذكرك)
قال سيدنا ابراهيم عليه السلام (واجعل لي لسان صدق في الأخرين)
قال تعالى في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (ولقد رأى من أيات ربه الكبرى)وفي حق سيدنا ابراهيم عليه السلام ( فنظر نظرة في النجوم فقال أني سقيم) وشتان ما بين من وطئ سدرة المنتهى،وهو بنعله الشريف ومن قيل له وهو فى الارض ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلـيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُـوًى﴾وشتان ما بين من خوطب بصفاته تعظيما وتكريما له(يا ايها النبي) (يا ايها الرسول)( يا ايها المدثر)(يا ايها المزمل) وبين من خوطب باسمه ( يا ادم)( يانوح)(يا عيسى) …. وقال تعالى في حق سيدنا عيسى(ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل) عبد نكرة مع انه جُعل و أمه اية للعالمين ،وهو كلمة الله وروحه . قال صلى الله عليه وسلم ” كنت نبيا وءادم منجدل في طينته” فكان نبيا قبل القبل ورسولا قبل القبل(وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَامَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)و أرسل للناس كافة وليس الى قومه خاصة (قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا). فله السيادة والفوقية على جميع الخلائق وعلى جميع الملائكة اولا واخرا ظاهرا وباطنا،ملكا وملكوتا له وجهة حقية ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ﴾ فلم يكن له صلى الله عليه وسلم ظل وكان يرى من خلف كما من امام، وجه بلا قفا ( اني اراكم من وراء ظهري)،ويرى بالضوء كما بالظلام،يرى بنوره . ووجهة خلقية﴿يَأكُلُ ٱلطَّعَـامَ وَيَمشِي فِي ٱلأَسوَاقِ). وهو الرحمة الالهية المنة على العالمين (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ونبوته طرف ملطف للتجليات الالهية،وبالتالي فاستمرارية الوجود منوط بها، هي الخليفة الكلي ،تراقب سير نظام الكون وفق مراد الله( فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين)لأن الحق تعالى غني عن العالمين ،ولو زالت من الوجود(وهذا افتراض مستحيل) لصار الى محض العدم ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)يعني ان غيابك يفتح المجال للاسماء الالهية الجلالية ومن بينهم المنتقم ،الذي مقتضاه الانتقام. له در القائل:
كل النبيئين والرسل الكرام= اتوا نيابة عنه في تبليغ دعواه
فهو الرسول الى كل الخلائق في = كل الدهور ونابت عنه افواه
فانتبه نور الله قلبي وقلبك،وضاعف في هذا النبي حبي وحبك ،واعرف قدر نبيك في هذه الدنيا ولا تكن من الغافلين الذين قال تعالى في حقهم (ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا).