اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ.الْمُخَاطَبُ الأَوَّلُ.فَمَا سَـمِعَ مِنَ الإِلَهِ إِلاَّ مُحَمَّداً ﴿إِنَّنِي أَنَا ٱللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَٱعبُدنِي﴾فَجَاءَبِإِنِيَّتَيْنِ لِهَذِهِ الوَسَاطَةِ البَرْزَخِيَّةِ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾﴿إِنِّي أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلعَٰلَمِينَ﴾*مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآى الحَقَّ*.إِنِيَّةٌ إِلَهِيِّةٌ قَائِلَةٌ،وَإِنِيَّةٌ عَبْدِيَّةٌ سَامِعَةٌ ﴿وَمَا رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَٰكِـنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ﴾ فَأَثْبَتَ لَهُ الرَّمْيَ،وَنَفَاهُ عَنْهُ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ﴾وَمَا رَمَى إِلاَّ العَبْدُ،فَخَلَعَ عَلَيْهِ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ﴾وَبِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ الوِقَايَةِ تَنْدَرِجُ إِنِيَّةُ العَبْدِ،فِيإِنِيَّةِ الحَقِّ،اِنْدِرَاجاً فِي الظُّهُورِ،لِيَنْفَرِدَ الَحقُّ فِي تَجَلِّيهِ بالغِنَى الْمُطْلَقِ،فَمَا خَاطَبَ الإِلَهُ إِلاَّ مُحَمَّداً،وَمَا سَمِعَ الكَوْنُ إِلاَّ مِنْ مُحَمَّداً (فَحِينَ اِنْطِبَاعِكَ فِيكَ يَكُونُ هُوَ هُوَ،لاَ أَنْتَ أَنْتَ،وَحِينَ اِنْبِسَاطِكَ عَلَيْهِ،تَكُونُ أَنْتَ أَنْتَ لاَهُوَ هُوَ) وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
الخروج من الاحدية والمرور بحجب الهوية، والاصطحاب في بساط الالوهية أظهرا عبدا حقانيا برزخيا متصفا بالربوبية ،واسطة في كل الامدادات الربانية، فناب عن الحق في الكلام(إنه لقول رسول كريم) وهو كلام الله ،وفي الرؤيا(من راني فقد رأى الحق) وفي الاستماع( فأجره حتى يسمع كلام الله).
قال تعالى( انني انا الله) (اني انا ربك ) (اني انا الله رب العالمين ). انية الاهية. وإنية عبدية حقانيه (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى)..(ومارميت) فنفى عنه الرمي واثبته له(اذرميت) ونسبه في الاخير الى الالوهية(ولكن الله رمى)فكأن الالوهية هي الرامية في صورة محمدية او ان شئت قل فكأن الحقيقة المحمدية هي الرامية في صورة لاهوتية … تلازم بين حقائق الألوهية ،وحقيقة الحقائق الكلية ، بقوة الاصطحاب ،بلا مساواة فحقيقة العبد العبودية﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا﴾. خوطب ثم خاطب ،فَمَا خَاطَبَ الإِلَهُ إِلاَّ مُحَمَّداً،وَمَا سَمِعَ الكَوْنُ إِلاَّ مِنْ مُحَمَّداً . لينفرد الحق تعالى بالغنى المطلق ،فالتجلي دال على الغنى المطلق لله ،والظهورهو للاسم الالهي وللحضرة المحمدية. قال تعالى (فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها)نودي وهو قريب ،فكان التجلي في النار،في عين مطلوبه(اذ رءا نارا فقال لاهله امكثوا إني ءانست نارا لعلي ءاتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) فوجد أنها هي عين الهدى.فافهم.