شرح الصلاة 26

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ،الْخَلِيفَةُ الْكُلِّيُّ الْمُلْتَحِفُ بِوَحَدَاتِ الذَّاتِ.فَأُعْطَى مَالَمْ يُعْطَاهُ غَيْرُهُ مِنْ أهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ﴿وَأَنَاٱختَرتُكَ فَٱستَمِع لِمَا يُوحَىٰ إِنَّنِي أَنَا ٱللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَٱعـبُـدنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكرِي﴾ *مَنْ رَأَنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ* فَأَنْزَلَهُ مَنْزِلَتَهُ، وَأَقَامَهُ مَقَامَهُ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ﴾ وَأَثْبَتُ لَهُ الرُّتْبَةَ، وَاسْتَوَى عَلَى عَرْشِ الصِّفَاتِ،فَكَانَ سِدْرَةَ مُنْتَهَى الْمَخْلُوقَاتِ،فَصَارَتْ بِرَبِّهَا عَارِفَةً،وَلَهُ سَاجِدَةً، وَلِسُلْطَانِ التَّجَلِّي خَاضِعَةً﴿مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰط مُّستَـقِيم﴾.وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

خليفة كلي ،نعم، لأن من كان محتده الاحدية ،واصطحب مع ميازيب الذات العلية لا يمكن الا ان يكون رئيسا على العوالم الملكية والملكوتية ،فهو كلي وغيره جزئي ،والجزء لا يعلو على الكل،والجزء يحن الى الكل و يستمد من الكل ويرجع في كل اموره الى الكل ،والخلافة الجزئية حظي بها الانبياء والرسل وكذا اقطاب الامة والمحمدية وكل من برع في علم من العلوم الدنيوية .قال تعالى  ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ الْأَرْضِ﴾(الانعام) تشير من حيث المعنى الباطني إلى أولياء الله ومقاماتهم لذا أتبعها قوله تعالى﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجـــٰت ﴾ وحذفت ألف خَلَٰٓئِفَ لأن الفتوحات والعلوم اللدنية تختلف حسب التجليات الإلهية، وتختلف من عارف لعارف،ومن زمان لآخر،وحذفت ألف درجـــٰت كذلك.      قال تعالى ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَٰٓئِفَ فِـــي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾(يونس 14)﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ فِـــي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾(فاطر 39).هذه إشارة إلى الخلافة العامة لكل البشر،أي عمران الأرض،والتناسل،ووردت محذوفة الألف لاختلاف دياناتهم،ولإختلاف ألوانهم،وألسنتهم ،ومساكنهم، وحِرفهم.فيهم القوي والضعيف،الغني والفقير.                                          والاصل الاحدي والاصطحاب اعطيا النبوة المحمدية قوة وسطوة وحكما وهيمنة وتدبيرا لكل الدوائر الكونية .فالتحفت بوحدات الذات “الله” فالالف للاحدية واللام الاولى للاحمدية والثانية للمحمدية ،والهاء هي سدرة منتهى المخلوقات ونهايات كل المقامات.

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم” من راني فقد راى الحق” ولا يقوم مقام الحق الا الحق،فهو حق ولكل حق حقيقة، فنابت هذه الحقيقة عن الالوهية (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله)”ظاهرا وباطنا( ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى) ملكا وملكوتا ،اولا واخرا. فهو سماء كل سماء ،المتردي رداء الكبرياء ،وأشعة الفردانية ،الملثم بمعاني عظمة سردقات غيب الهوية. الظاهر في المظاهر المتكثر في عين الوحدة ،والمتأحد في عين الكثرة .عرف الخلائق بالخالق فما من شيء في الوجود الا يصلي ويسبح ويسجد لخالقه(كل قد علم صلاته وتسبيحه)

صلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

حصل المقال على : 619 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد