شرح الصلاة 25

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.
الصلاة25: اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الَّذِي طَاعَتُهُ هِيَ طَاعَةُ اللهِ،فَمَا مِنْ فَرِيضَةٍ مِنَ الفَرَائِضِ،إلاَّ وَمَعَهَا سُنَّةٌ مِنَ السُّنَنِ.فَالنُّبُوَّةُ هِيَ الخَلِيفَةُ عَلَى الكَوْنِ الإِلَهِي،وَالرِّسَالَةُ هِيَ البَرْمَجَةُ،أَوْالدُّسْتُورُ الَّذِي يَسِيرُ عَلَيْهِ الخَلِيفَةُ،وَالأُمِّيَّةُ هِيَ سِدْرَةُ مُنْتَهَى الجَمِيعِ،وَتُدْخِلُ مَنْ تَرَى أَهْلاً فِي بِسَاطِهَا، وَإِنْ كَانَ لاَ يَقْرَأُ،وَلاَ يَكْتُبُوَمَايَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ،وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا…فَالْحَقُّ أَقَامَ فِعْلَهُ،وَأَوْصَافَهُ مَقَامَ عَبْدِهِ،بِلاَحُلُولٍ،وَلاَ إِتِّحَادٍ.فَكَيْفَ يَخَافُ،﴿أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَ ٱللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ﴾ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم .
لغنى الله المطلق عن العالمين،خلق تعالى للخلائق،بشرا من جنسهم واسطة بينه وبينهم اذ لا طاقة لهم على التلقي المباشر من الجناب الالهي الاقدس ودون حائل ملطف للتجليات الالهية حتى الجمالية منها فاستخلفه الحق سبحانه وتعالى على الخليقة.وأنابه الحق تعالى منابه “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله “وقال صلى الله عليه وسلم “من رأني فقد رأى الحق”.وألبسه حلل الخلافة قبل القبل “كنت نبيا وءادم منجدل في طينته” وأخذ له الميثاق في بطنان الازل ”وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ”لعظمة وساطة هذا الخليفة كان الله تعالى شاهدا على هذا الميثاق،والانبياء شهداء على أممهم،والامة الاسلامية شاهدة على كل الامم” ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس”فهو الخليفة وعلى علم بأمور الخليقة ولا يذكر الله الا وذكر معه :فقرن طاعته بطاعته،ومبايعته بمبايعته،ومحبته بمحبته والاستجابة له بالاستجابة له و… قالت الصديقة رضي الله عنها “ما ارى ربك الا يسارع في هواك”. لأن هواه هو ما جاء به القضاء والقدر وهو مقتضى الإرادة الإلهية. يقول الامام الجيلي : …أن مولانا رسول الله نسبة بين الله تعالى وبين الكون بأكمله ولولم يكن موجودا ما كان شئ من الموجودات يعرف ربه ، بل لم يكن العالم موجودا، لأن الله تعالى ما أوجد العالم إلا لمعرفته فأوجد النسبة أولا ثم أوجدهم من تلك النسبة ليعرفوه بها انتهى. ومازالت حقيقة هذا الوسيط البرزخي النوراني الجمعي الكلي مجهولة “ماعرفني حقيقة غير ربي” اذ، نوره بزغ من الاحدية، صفة إلهية سحقية محقية لا تقبل التجلي ولا الغيرية .فطاعة الله هي طاعة النبي ،قال تعالى (واطيعوا الله واطيعوا الرسول )(ومن يطع الله ورسوله)والكفار وهم في جهنم ليقولون (يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول) واذا كان طاعته هي طاعة الله ،فمعصيته يا معصيه الله(ومن يعص الله ورسول)..وكتبت في سوره المجادلة مخالفة للعربية بتاء مطلوقة(ومعصيت الرسول)لتبين ان معصية الرسول من الكبائر. وكل فريضة من سنة او سنن وكل صلاة معها راوتب،أي نوافل مقيدة بالزمان،تختص بكونها تابعة للصلوات الخمس ، إما قبل صلاة الفرض ويدخل وقتها بدخول وقت ذلك الفرض، وإما بعده ويدخل وقتها بالانتهاء من فعل صلاة الفرض. ويخرج وقت كل منهما بخروج وقت الفرض. وقد شرعت راتبة السنن جبرا للخلل الحاصل في كمال الفرض، كنقصان خشوع أو تدبر قراءة.فنحن نطيع الله في فرائضه وسيدنا محمد في سننه .قال تعالى (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)لانه خليفة الله على الكون الالهي ،والدستور الذي يسير عليه الخليفة هو القران.ورد في الحديث “مايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه…”(الحديث) اما الصفة الامية التي لم يتصف بها غيره ،فهي الحد المحدود لجميع الخلائق والمقامات هي سدره منتهاهم وهذه الصفة تجذب المؤمنين الصالحين المحبين لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدخلهم بساطها. فكم من ولي لم يكن من اهل العلم وكم من ولي لم يكن من حفظة القران . وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بنت رسول الله.

حصل المقال على : 711 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد