شرح الصلاة 24

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّا أَرسَلنَٰكَ﴾أَيْ زِيدَ نَبِيًّا،وَعِنْدَ تَمَامِ الأَرْبَعِينَ،جَاءَتُهُ الرِّسَالَةُ.فَالآيَةُ مُعْرِبَةٌ عَنْ أَزَلِيَّةِ نُبُوَّتِهِ،وَالَّتِي صِفَاتُهَا لاَ تُضَاهَى،وَمُسْفِرَةٌ عَنْ شُؤُونِهِ الَّتِي لاَتَتَنَاهَى،إِشَارَةٌ لِأَقْدَمِيَّتِهِ،وَتَلْمِيحٌ لِبَرْزَخِيَّتِهِ،وَتَنْوِيهٌ بِقَدْرِهِ العَالِي، وَجَاهِهِ العَظِيمِ،الَّذِي لاَيَخْفَى عَلَى كُلِّ ذِي قَلْبٍ سَلِيمٍاللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْك وَفَوَّضْتُ أَمِرِي إِلَيْكَ ،وَأَلجَأْتُ ظَهِرِي إلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إلَيْكَ،لاَمَلجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ،آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ،وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَنُبُوَّةٌ مُطْلَقَةٌ أَزَلِيَّةٌ،وَرِسَالَةٌ شَامِلَةٌ أَبَدِيَّةٌ.وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
قال تعالى(يا أيها النبي انا ارسلناك )ولو لم يكن نبيا حين جاءته الرسالة لقال تعالى[ يا محمد انا ارسلنلك] فخاطبه بالصفة ولا معنى لمخاطبته بالصفة ان لم يكن متصفا بها فأنت لا تقول لشخص يا دكتور وهو ليس دكتورا.

كان متصفا بها قبل سن الأربعين،وقبل القبل لان النبوة ذاتية له “كنت نبيا وءادم منجدل في طينته” (قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين)وأول العابدين هو اول الخلوقين اذ لا يعقل وجود مخلوق قبله لا يعبد الله، وهذه الأولية في الخلق وفي العبادة تفيد الأولية في القرب من الله ،فقدره عند الله عظيم ،وجاهه كبير، ففي القرءان كله لم يناديه تعالى الا بصفاته تعظيما وتشريفا له (يا أيها النبي ) (يا أيها الرسول)(ياأيها المزمل) (يا أيها المدثر) ونادى باقي الأنبياء النواب المقتسمين الذين جعلوا القرءان عضدين بأسمائهم هم انبياء بالجعل ونبوتهم وصية لهم ولله در القائل:

كل النبيين والرسل الكرام أتـوا =نيابة عنه في تبليغ دعـواه فهو الرسول إلى كل الخلائق فـي =كل العصور ونابت عنه أفواه.

فالنداء بالصفة والتي هي ملازمة للموصوف يفيد استمرارية نبوته صلى الله عليه وسلم ازلا وابدا ،أي وجوده في الكون الإلهي منذ اول قدم على ما جرى في القدم فشرائعهم فرع عن شريعته بحُكم الميثاق المأخوذ في عالم الشأنية(واذ اخذ الله ميثاق النبيئين” الذي يقتضي وجود حقيقته المحمدية ،تُمِدّ بَرازيخ الوحي الأولية ”هَٰذَاذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُمَن قَبْلِي”.

حديث: البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِن آخِرِ كَلَامِكَ، فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، مُتَّ وَأَنْتَ علَى الفِطْرَةِ. قالَ: فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ فَقُلتُ: آمَنْتُ برَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ بنَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. وَزَادَ في حَديثِ حُصَيْنٍ وإنْ أَصْبَحَ أَصَابَ خَيْرًا. ( :البخاري ومسلم ) فتأمل كيف أرشده سيدنا محمد الى التمييز بيت النبوة والرسلالة(يا أيها النبي إنا ارسلناك)
ومن اقوال العارفين في كون النبي صلى الله عليه وسلم زيد نبيا:

يقول الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني في كتاب الديوانة:… النبوة والرسالة كانتا حاصلتين له في تلك المدة،أعني قبل نزول الملك …فإن القرءان كان مقرؤا وثابتا عنده في مدة الأربعين، كما كان قبلها بشاهد (وإنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم) ﴿وَلَاتَعجَل بِٱلقُرءَانِ مِن قَبلِ أَن يُقضَىٰ إِلَيكَ وَحيُهُۥ﴾…فالوحي من لوح أحمديته يقرأ وعلى محمديته يتلى. أما النبوة فلقوله صلى الله عليه “كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد “وأما الرسالة فلقول التنزيل (وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ) فسماه رسولا في تلك القرون الأولى. لنفسه ولمن تقدم من الأنبياء والرسل، الى أن آن وقت ظهوره”انتهى .

يقول الجيلي {في كتابه الكمالات الإلهية}في معرض كلامه عن قوله تعالى “ما تقدم من ذنبك وما تأخر” أنه صلى الله عليه وسلم كان نبيا وهو في الأرحام والأصلاب،والنبي لا يغْفُل عن الله تعالى،وغيره لم يكن نبيا إلا بعد كماله وظهوره في العالم الدنيوي ،فظهر من الكلام علو مرتبة سيدنا محمد.اهــ
قال صلى الله عليه وسلم ”إنِّي عبدُ اللَّهِ وخاتِمُ النبيين وإن آدم لمنجدل في طينة (رواه أحمد) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف : يُسْتدل بذلك على أنه صلى الله عليه وسلم ولد نبيا، فإن نبوته وجبت له صلى الله عليه وسلم من حين أَخْذِ الميثاق، فكان نبيا من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبيا قبل خروجه، كمن يولى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته، وإن كان تصرفه متأخرا إلى حين مجيء الوقت.

قال الشيخ السفاريني في لوامع الأنوار البهية: لم يكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة على دين قومه، بل ولد مسلماً مؤمناً، كما قال ابن عقيل وغيره، قال في نهاية المبتدئين: قال ابن عقيل: لم يكن صلى الله عليه وسلم على دين سوى الإسلام ولا كان على دين قومه قط، بل ولد نبينا مؤمناً صالحاً على ما كتبه الله وعلمه من حاله.اهـ. فهوصلى الله عليه (رسول من الله) قبل القبل(رسول من عند الله)عند نزول الوحي .

وصلى على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بنت رسول الله

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد