شرح الخلاف الوارد بين ابن عربي والجيلي

خيف العارفين

الجيلي قمة من قمم التصوف وعارف من الفحول الكبار كتب عدة كتب ،إلا أنه لم يجد العناية الكافية والاهتمام اللائق،فظل ثراته في سراديب النسيان (أوتقريبا)على عكس مؤلفات الحاتمي التي ترجمت الى عدة لغات فلم نجد من يكتب “تنبيه الغبي الى تكفير الجيلي “مع أنه لم يسلم من حملة فقهاء عصره. فهو من أصحاب مراتب الوجود، ومن أصحاب الحقائق.
الشيخ الأكبر ابن عربي ،والقطب الرباني الأحمدي الجيلي،هرمان من أهرام التصوف العرفاني،لا يمكن للسالك لطريق التصوف العرفاني،أن لايقرأ كتبهما ويتتلمذ على أذواقهما.
في نظر الجيلي،ابن عربي هو الشيخ الأكبر،والقطب الأعظم، مظهرالصفة العلمية،ومجلس الكمالات العينية والحكمية،لسان الحقيقة،واستاذ الطريقة المتبوع،التابع لآثار الشريعة (كتاب شرح مشكل الفتوحات) ولكن في ثنايا كتبه،يرى الجيلي نفسه أنه فاق ابن عربي، وتجاوز مقامه،وانتبه إلى ما سها عنه الشيخ الأكبر.
والخلاف بينهما :هو أن ابن عربي يقدم المعلوم على العلم،في حين الجيلي يرى أن العلم متقدم على المعلوم.

يقول ابن عربي رحمه الله :إنما علم الله تعالى تابع للمعلومات، معناه أن الله تعالى لايعلم الاشياء من حيث إنها اشياء ظاهرة وإنما يعلمها من حيث إنه تعالى هو الظاهر(الظاهر بأسمائه لا بذاته) وظهوره تعالى ليس متأخرا عن بطون بل ظهوره عين البطون،فهو تعالى يعلم الاشياء من حيث نفسه لأن ذاته دائرة الاول والاخر والظاهر والباطن(الفتوحات باب العلم).

في الفتوحات (ج1 ص 168 ): يقول”….ولم يكن للأعيان في حال عدمها شيء من النسب،إلا السمع فكانت الأعيان مستعدة في ذواتها في حال عدمها لقبول الأمر الإلهيّ إذا ورد عليها بالوجود، فلما أراد بها الوجود،قال لها”كن” : فتكوّنت وظهرت في أعيانها، فكان الكلام الإلهيّ، أوّل شيء أدركته من الله تعالى بالكلام الذي يليق به سبحانه، فأوّل كلمة تركبت كلمة “كن” … “انتهى.

أما في كتابه انشاء الدوائر،يقول ابن عربي ..إنما العلم متقدم من غير زمان بالشيء قبل عينه،فوجود الشيء المحدث في علم الله تعالى،قبل وجود الشيء في عينه،ومتقدم عليه، غيرأن ثَمَّ سراً سنوميء إليه في هذا الفصل إن شاء الله تعالى ونبين لك أن وجود العين يتقدم على العلم بالمرتبة،ويساويه في الوجود أزلا ،لا من جهة كونها محدثة وهذا في حق الحق.انتهى.

فكما ترى فهو يقدم العلم على المعلوم غير أن ثمَّ شرطا.

أما الجيلي فيقول في باب العلم (الإنسان الكامل):واعلم إن العلم صفة نفسية أزلية،فعلمه سبحانه وتعالى بنفسه،وعلمه بخلقه علم واحد،غير منقسم ولا متعدد،ولكنه يعلم نفسه بما هوعليه،ويعلم خلقه بما هم عليه،ولا يجوز أن يقال أن المعلومات أعطته العلم من نفسها، لئلا يلزم من ذلك كونه استفاد شيئا من غيره.لقد سها الإمام محيي الدين بن عربي رضي الله عنه،حيث قال: إن معلومات الحق أعطت الحق العلم من نفسها فلنعذره،ولا نقول إن ذلك مبلغ علمه،ولكنا وجدناه سبحانه وتعالى،بعد هذا يَعْلمها بعلم أَصْلي منه غيرمستفاد مما عليه المعلومات،فيما اقتضته من نفسها بحسب حقائقها،غير أنها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه منها،فَحَكَم عليها ثانيا بما اقتضته وهو حكمها عليه.ولما رأى الإمام المذكور رضي الله عنه أن الحق حكم للمعلومات بما اقتضته لنفسها،ظن أن علم الحق مستفاد من اقتضاء المعلومات،فقال:إن المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها،وفاته أنه إنما اقتضت ماعَلِمها عليه بالعلم الكلي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها اهــ(الإنسان الكامل، باب العلم).
الجيلي يرى أن المعلوم تابع للعلم، أي بالنظر لرتبة الأشياء من العلم الإلهي ،فالمعلومات مندرجة في العلم،فلولا العلم ما عُلمت المعلومات،فالعلم أظهرها فله الرتبة عليها،من حيث الإظهار.
وفي باب القِدًم(الإنسان الكامل) يقول الجيلي :العلم لايطلق عليه علم إلا بوجود معلومه، وإلا فيستحيل وجود علم ولا معلوم، كما يستحيل وجود كل منهما بعدم العالم ….ولما كان هذا القدم في حق المخلوقات امرا حكميا والحدوث أمرا عينيا،قدمنا ما يستحقونه من حيث ذواتهم على ما ينسبون إليه من حيث الحكم ،وهو تعلق العلم الالهي بهم. فافهم انتهى.

ولنستمع الى ثالث عملاق من عمالقة التصوف،الإمام محمد الكتاني(كتاب روح القدس في شرح الانموذجية):يقول…فلا يتجدد العلم بتجدد المعلوم .فالمعلوم تابع للعلم،والعلم قديم بقدم الذات،فالمعلوم بحيث تعلق العلم به في حضرة الأولية الغيرالمتعلقة قديم،وإن لاتقل بهذا تقل بالتجزئة في العلم وأنه يتجدد بتجدد المعلوم وله أوليات بالنسبة إليه وإلينا ،فتعلقه بنفسه قديم وتعلقه بنا حادث وهذا كلام رق ليس من ديوان الأحرار في شئ.وهذا إنما يمكن لو كان علمه مستفادا من الأسباب والآلات والوسائط ،تعالى وتقدس.بل علمه من ذاته ليس ببرزخ وقد كان موجودا وعالما قبل ايجاد الموجودات،وقبل ايجاد المعلومات فعلمه من ذاته فليس ثم من علمه من ذاته إلا الحق فكانت أعيان الأشياء مشهودة للحق حالة تعلق العلم القديم بها وليس لها الا حضرتين ….                                                         امااية(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) واية(امْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) فحارت فيهما الأذهان، لأنهما يفيدان تجدد العلم ولم يرد فيها نص.فكانت الأشياء مَجْلُوة للحق حالة تعلق العلم القديم بها،بل علمه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد.ولا يلزم من هذا مسيايرتها للحق في ازليته لا ،لا ،…لأن أعيانها ليست موجودة، وإنما وُسْعُ تعلق العلم أعطى هذا،فإنه يتعلق بالواجبات، والجائزات،والمستحيلات،وإلا أنت قائل بالتقديم والتأخير في التعلق حتما،وقد سها الإمام الجيلي حيث قال يلزم من هذا مسايرتها للحق في الوجود،قلنا وفاته أن الاشياء لم تخلق من العدم وإنما ابرزها الحق من وجود علمي الى وجود عيني.انتهى.

قـــلـــت
ابن عربي يرى أن المعلوم سابق للعلم،والجيلي يرى عكس ذلك :يرى أن العلم هو السابق ويضيف لو كان المعلوم سابق للعلم، لسايرت الأشياء الحق تعالى في أزليته.

أما الكتاني فيوافق الجيلي في قوله أن العلم سابق للمعلوم،ويرى أن علم الحق تعالى بنفسه وعلمه بالمخلوقات واحد،وهذا ينفى كونها تساير الحق في أزليته لأن أعيانها ليست موجودة،وإنما وُسعُ تعلق العلم أعطى هذا.

علينا أن نعرف ان سماء معرفتا هو مرتبة الالوهية حيث الاسماء الالهية التي تطلب الظهور، والقرءان،والحقيقة المحمدية،وإذا حققنا الاصطحاب وعرفنا حقيقته ومغزاه أستنتجنا أن سماء الوجود هي الحقيقة المحمدية،وحتى هي حقائقها مطلسمة علينا،وظهور حضراتها يسير تدريجيا وفق التجليات الإلهية،وحسب ما يريد الله تعالى اظهاره في ملكه فلنقف عندها،واذا وقفنا عندها فعالم الظهور يبدأ منها،ومن بساط الألوهية،الخاص بها ،أما ظهور الكائنات فبدأ من دائرة الرحمانية(خلق الله ءادم على صوة الرحمن)(لهذا حذفت ألفه ،لم تكتب الرحمان).أي مقتضيات اسمه تعالى الرحمن قال تعالى(قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الاسماء الحسنى) فالاسم”الرحمن”ياتي في المرتبة الثانية،بعد الرئيس اسم الجلالة “الله“الرحمن نقيب الأسماء الإلهية،والظهور بدأ منه :ظهور الملائكة والجن والانس والانبياء. ومظاهرالكون كله …. حتى الحروف الهجائية ،ما ظهرت حتى دائرته

واذا حققت هذه علمت أن الأشياء،مستحيل عليها مسايرة الحق في أزليته.النور المحمدي الأحمدي هو المتصف بالازلية،لأن له مناسبة مع الاحدية،ومجانسة مع الأسماء الالهية.
فالوجودان،العلمي والعيني مرتوقان في الوسيط البرزخي، ولاعلاقة لهما بالذات الإلهية،بل لاعلاقةلهما حتى بمرتبة الأحدية ،وقِـدَمِها،وإن”افترضنا” أن  الوجود العلمي والعيني  يسايران البرزخ النوراني المحمدي في الوجود،فلا حرج هو كذلك مخلوق مثلهم،وعبد من عباد الله ،وانتهى الأمر ولاضرر ولا ضرار.

ففي حقيقة الأمر ما سها ابن عربي ولا الجيلي :فكل واحد منهما رآى الحقائق من وجهة (ولكل وجهة هو موليها)موليها“بحساب الجمل تساوي 92= محمد.

فلوأرجعت المسألة الى الحقيقته المحمدية(سماء الوجود)،لا الى الذات الالهية،لوجدت الحاتمي علي حق والجيلي على صواب. فهو صلى الله عليه وسلم أصل الموجودات من حيث حقيقته، بها خُلقت(من اسماء الحقيقة المحمدية :الحق المخلوق به)والعلم الإلهي أظهرها وفق الإرادة الإلهية،وحسب توقيت التجلي الالهي.

فكل سالك وجهته محمد صلى الله عليه وسلم،عرف ذلك أم لم يعرفه. قال تعالى(هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)وهل بمعنى “قد ” و”الحين”هو التجلي أي قد اتى على الانسان حين من الدهر،لم يكن شيئا مذكورا،لم تبرزه التجليات الالهية بعد.أي هو في وجود علمي لم يخرج الى وجود عيني،ليصبح شيئا مذكورا.
التجلي هوالذي يخرج الأشياء للوجود بمعنى أنه “كان” ولم يكن “مذكورا”وهذا يفيد أن المعلومات تابعة للعلم ،إذ لوكان العلم تابعا للمعلومات لكان الإنسان شيئا يذكر.فالعلم سابق والحقائق لايطلق عليها اسم العلم إلا بوجود المعلوم،فلا نقول علم الفلك لولم يكن نجوم وكواكب موجودين.                                                 والعلم ذاتي لمرتبة الألوهية،أما المعلوم فلم يظهر إلا بعد هذه المرتبة الرئيسة.

ولنضع نصب أعيننا أن ابن عربي لايعتبر الذات الالهية من الوجود، إذ لا معرفة لنا بها ونُهينا عن التفكرفيها،كما ورد في الحديث (واتفق معه)ولايعتبر الأحدية كذلك مرتبة وجودية (ولااتفق معه)في حين الجيلي والكتاني يعتبرا الذات الالهية من الوجود،ويعتبرا الأحدية مرتبة وجودية،وابن عربي بدأ مراتب الوجود الخاصة به،في عالم الظهور من العقل الأول،ومن هنا ظهر هذا الاختلف بينهما اتحدوا في المعنى (لأن الحقائق الالهية واحدة)واختلفوا في المبنى، ودوائر الألوهية جمعت بين الاضداد.

فالرجوع الى القرءان كلام الله،والي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،الذي هو الواسطة بيننا وبين ربنا( حتى يحكموك فيما شجر بينهم) هو الفاصل.

 أما الذات الالهية فلا نسبة بيننا وبينها قط .الأشياء كلها صغيرها وكبيرها،جليها وخفيها ،ظاهرة كانت أم باطنة،اصلها النور المحمدي الأولي الذي به وجدت، وإذا أراد الله ظهور شئ في كونه يكون التجلى في الاسم،او الصفة، أو الاية القرءانية التى من مقتضاها الشئ فيظهر.

قال تعالى(انما قولنا لشئ اذا اردناه ان نقول له كن فيكون)وسماه شيئا قبل “أن يكون” لأنه موجود بوجود الحقيقة المحمدية،هي العلم والمعلوم،مرتوق فيها،والمعلوم يطلب التجلي حين يصل إبانه، وهو قول ابن عربي العلم تابع للمعلوم .وبما أن استمرارية الكون الالهي يقتضي ظهور هذا الشئ وإبانه وصل،فإن العلم يبرزه،فهو قول الجيلي المعلوم تابع للعلم . اتحاد المعنى،واختلاف المبنى.
ومن هنا سمى الصوفية الحقيقة المحمدية “الوحدة“لأن الكون كله مرتوق في بسطاها ويظهر الفتق تدريجيا حسب مراد الله،وحسب تجليات كل زمان.هو ما عبر عنه الشيخ الكتاني في صلاة المتري:” المتأحد في عين الكثرة والمتكثر في عين الوحدة“.
ومن ظهر له أن المعلوم سابق للعلم، فإنماىشاهد،أن المعلوم حين يصل إبان ظهوره يطلب التجلي، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ”. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا مع رسول الله فَرَأَى تَمْرَةً عَائِرَةً فَأَعْطَاهَا سَائِلا وَقَالَ: “لَوْ لَمْ تَأْتِهَا لأَتَتْكَ”.
يقول سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه “الرزق نوعان رزق تطلبه و رزق يطلبك” فأما الذي يطلبك فسوف ياتيك و لو علي ضعفك، و اما الذي تطلبه فلن ياتيك الا بسعيك و هو ايضا من رزقك .. فالاول فضل من الله و الثاني عدل من الله “.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم” فإسمه تعالى الغفار يطلب الظهور ،ومقتضياته تطلبه .
التجلّي يُظهر المُقتضى،والمُقتضى عندما يحضُر إبّانه يطلُب التجلّي. ولا تعطيل لدائرة من الدوائر الكونية التعطيل محال (كل يوم هو في شان)وهو مصداق الايتين (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) واية (امْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)

يقول الكتاني في كتاب “الطلاسم”:اعلم ان المدبر لهذه الدوائر الكونية من حيث هي،هي حضرة الأسماء الالهية،فمهما اقتضى ركن من اركان دوائر الكون شيئا حكمت به الرتبة الا وتبرزه مقتضيات الأسماء”انتهى.
فاسمه تعالى الرازق يقتضي ظهور المرزوق،والمرزوق يطلب الرزق.
يقول ابن الفارض {ت 632}
وما برحتْ تبدو وتَخُفي لعلة  على حسب الأوقات في كل حِقْبة

ولا كلام لنا في الذات الالهية هي حضرة “بهت وخرس” ولايكون الجهل علما،إلا في علمك بالله،فإن العلم به جهل، فمن علمه جهله، ومن جهله كان به عالما وكان صديقا” العجز عن الادراك ادراك”.فهناك اتحاد في المعنى بين الجيلي وابن عربي واختلاف قي المبني فكن شارباً بِكَأْسَيْن ناظرا بعينين.عَيْن الحَقِيقَة تَرى أَنَّ الله غنيٌّ عن العالَمينَ،غير مفتقر لعبادة عباده،وكلُّ الأمور بِيَدِهِ(إِلَيهِ يَرجِعُ ٱلأَمرُ كُلُّهُ)وعَينٌ الشّرِيعَة،تقِرُّ أَنْ لابد من واسطَة بينه وبين الخلاَئِق،إِذ لا قوَّةَ لَهم علَى مكَافَحة الذات الأَقْدَس، وَالتَّلَقِّي بدون وساطَة،فالذات لامعبودة ولامشهودة.لاتدركها الوجوه بأبصارها،ولا العقول بأفكارها،ولا القلوب بأذواقها .ولايتحقق هذا إلا بصحبة العارفين.
وخلاصىة القول: إجمالا المعلوم تابع للعلم،أما تفصيلا هناك تجليات إلهية تقدم المعلوم على العلم،للوسع الإلهي،ولإطلاقية التجلي،ولأن الأمور الإلهية فاعلة ومنفعلة(إنا كنا فاعلين) (وكان أمر الله مفعولا).

وبما أن ابن عربي لايعتبر الذات الإلهية مرتبة وجودية،فهو يتكلم على مرتبة الألوهية،وفي هذه المرتبة يرى أن المعلوم سابق للعلم ،فهو رآى تفصيل التجليات

قال تعالى (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)

فحيثما تصل الرحمة يصل العلم، والعلم واسع،و أوسع من المعلوم،وبالتالي فالمعلوم على العموم،تابع للعلم في كل حالاته

 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (5)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد