رشحاتٌ مِن أسْرار الرّسم القُرآني:
﴿سَرابيلُهُم﴾…﴿سَرٰبيلَ﴾
﴿بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم﴾ ﴿الحَمْدُ للّه ربّ
العٰلمين ﴾ حمد العارفين،و﴿لا إله إلا الله﴾توحيد المُقرّبين،والصّلاةُ والسّلامُ
على نَبيّ الله صلاة الأحاديين. ونبرأ إليه تعالى من الحول والقوة ،فلا علم إلا ما
علّمَنا،ولا عطاء إلا ما أعطانا،ونسأله تعالى أن يجعلنا ممن هَمُّه الصدق،وبُغيته
الحقّ،وغرضه الصواب،ممن لايلتفِت إلى نفسه،ولايبحث عن الثناء،ولاعن التّطاول
والإطراء،فإن أصاب فمن اللّه،وإن اخطأ فمن نفسه ورحم الله امرؤا عرف قدره فوقف
عنده﴿ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾،
قال الحق سبحانه:
﴿يَومَ تُبَدَّلُ
الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّمٰوٰتُ وَبَرَزوا لِلَّهِ الوٰحِدِ القَهّارِ
وَتَرَى المُجرِمينَ يَومَئِذٍ مُقَرَّنينَ فِى الأَصفادِ
سَرابيلُهُم مِن قَطِرانٍ وَتَغشىٰ وُجوهَهُمُ
النّارُ﴾إبراهيم 50
﴿سَرابيلُهُم﴾ السِّربالُ :هو كلّ ما يُلبس من قميص أو دِرْع ونحوهما
*سرابيلهم* ثبت ألفها:
أولا: لأنه من مادة واحدة ثابتة المصدر(من قَطِرَانٖ)
ثانيا : لأن وظيفة هذه السرابيل وظيفة محددة ثابتة هي التعذيب وليست لباسا
ثالثا : لثبوت اشتراكهم جميعا في هذا النوع من العذاب
وقال سبحانه:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِمّا خَلَقَ ظِلٰلًا وَجَعَلَ لَكُم مِنَ الجِبالِ أَكنٰنًا وَجَعَلَ لَكُم سَرٰبيلَ تَقيكُمُ الحَرَّ وَسَرٰبيلَ تَقيكُم بَأسَكُم كَذٰلِكَ يُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تُسلِمونَ﴾النحل 81
“سَرٰبيلَ تَقيكُمُ الحَرَّ وَسَرٰبيلَ تَقيكُم بَأسَكُم ” فهما في حق اصحاب الدنيا نوعين ،نوع يَقيهم الحر ،ونوع يقيهم بأسهم، فوجب الحذف ليشمل النوعين ،ولأنه لباس قد يُصنع من مواد مختلفة في حيثيات كثيرة..
سَرٰبيلَ تَقيكُمُ الحَرَّ: حر الشتاء وحر الصيف
وَسَرٰبيلَ تَقيكُم بَأسَكُم: وهي الدروع
ثبتت ألف السرابيل في حق اهل النار للمساواة في عذابهم وانها ليست للوقاية
وحذفت في حق اهل الدنيا فكل وسرباله وهي ستر وحماية ووقاية
و الله أعلم..
الفقير ابن الفاطمي