سَجَنْجَلُ العارفين

سَجَنْجَلُ العارفين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين

يقول أحد العارفين: من عرف موقع الصفة ،بلغ قرارالمعرفة اهـ .

 أي من عرف وأدرك أن الصفات ،لاتقع على الذات الإلهية ،وإنما هي مستفادة منها، ومفادة الى بساط الألوهية ،والذي هو ديوان الحضرة الإلهية، وراجعة عليها،من عرف ذلك بلغ قرارالمعرفة.ونزه الحق تعالى ان تشبهه مخلوقاته أو أن يشبهه.

لهذا نبينا صلى الله عليه وسلم استعاذ من أفعال وأسماء وصفات  إلاهية من أخرى :أعوذ برضاك من سخطك.أعوذ بمعافاتك من عقوبتك … ثم في النهاية سلم الأمورالى الهوية الإلهية وقال :أعوذ بك منك.ولم يقل  صلى الله عليه وسلم، أعوذ بذاتك من كذ، وكذا.  حتى الملائكة كانوا في غاية الأدب حين قالوا”ونحن نسبح بحمدك نقدس لك”وما قالوا،ونقدس ذاتك.

فالصفات الثبوتية لا تقع على الذات الالهية اذ تشبهها بالمخلوقات، والذات الالهية لها الغنى المطلق حتى عن الاسماء والصفات (تفكروا في ءالاء الله ولا تتفكروا في ذات الله)

 فالأسماء الإلهية هي المتجلية في الوجود،وهي السارية في جزئياته،والمدبرات لشؤونه  كسريان الماء في الأشجار،والعدد واحد في الأعداد، لاغنى للأشجارعن الماء،ولا غنى للأعداد على الواحد.

 وفق ارادة الله

يقول الشيخ الأكبر في الباب الخامس ومائتين :هو عين كل شئ في الظهور،ماهو عين الأشياء في ذواتها سبحانه، بل هوهو ،والأشياء أشياء. العبد عبد، والرب رب ،فلا تغالط ولا تخاط ، لأن ماهية الحق،غير ماهية العبد،الحق واجب الوجود والعبد ممكن الوجود.اهـ.

ويقول في موضع اخر من فتوحاته:هو الظاهر في المظاهر،أي ظاهر بأسمائه التي لا حصر لها، بلا حلول ولا وحدة ولا إتحاد. الرب رب، والعبد عبد وان اشتركا في العهد “وأوفوا بعهدي اوفي بعهدكم”

وقد اخطأ من نسب  ابن عربي الى مذهب وحدة الوجود.

تجليات الأسماء الإلهية متعددة ،بتعدد صور الممكنات، فكما تظهر صورتك متعددة في مرايا متعددة ،فتبدو في كل مرآة بزاوية خاصة ، ووجه مختلف، متكثر، وأنت أنت لم تتعدد، ولم تحل في المرايا، ولم تتحد معها.

وما الوجه إلا واحد غيرأنه  ♣ إذا أنت عددت المرايا تعددا

  فالتجليات الإلهية هي غداء الكون ،ومدده.

هي التي تحفظ له بقاءه .فلا تكرار في الكون للوسع الإلهي ،ومن أسماء الله تعالى الواسع. فمن لطف الله بنا  أنه يتقرب إلينا،ويتعرف لنا، بأوصافنا، وذلك على سبيل الإيناس المألوف،وهو تعالى “ليس كمثله شئ “.                

فالحق تعالى هو الذي جعل بعض عباده قادرين ،والبعض كرماء،والاخر رحماء.فتسمي قادرا ،وبإفادته الكرم للكرماء سمي كريما،وتسمى رحيما.

أما ذاته فمنزهة عن كل وصف يشبهها بالمخلوقات. فهو سبحانه أظهر لهم وجهة خلقية، ليستأنسوا بها وحتى لا يسحقهم الجلال.فوصف نفسه بالهرولة والضحك والاستعزاء…فافهم ،وانشل نفسك من اوحال التوحيد

فكل ما يخطر ببالك فالحق خلاف ذلك. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين,

حصل المقال على : 1٬132 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد