بِسْم اللّه الرّحْمَن الرّحيم الحَمْدُ للّه ربّ العٰلمين حَمْدَ العارفين ولا إله إلا الله توحيد المُقرّبين والصّلاةُ والسّلامُ على نَبيّ الله صلاة الأحاديين.ونبرأ إليه تعالى من الحول والقوة فلاعلم إلاماعلّمَنا ولاعطاء إلاما أعطانا ونسأله تعالى أن يجعلنا ممن هَمُّه الصدق وبُغيته الحقّ وغرضه الصواب ممن لايلتفِت إلى نفسه ولايبحث عن الثناء ولاعن التّطاول والإطراء فإن أصاب فمن اللّه وإن أخطأ فمِن نفسه ورحِم اللهُ امرؤا عرف قدره فوقف عنده﴿وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾. عليكم ورحمة الله.موضوعنا حول سيدي رحال البودالي .
محمد بن احمد بن الحسن شريف حسني يمرنسبه من مولاي سليمان ابن عبد الله الكامل كما ذكرالشيخ العشماوي،وكما اورده كذلك صاحب كتاب “الإعلام بمن حل بأغمات و مراكش من الأعلام” .
كان اسلافه الاوائل يقيمون بتَمَّدُولْت بوادي أقا، ثم رحل بعضهم الى بلاد سملالة قبل ان تنتقل اسرته الى مدينة مراكش وفي هذه المدينة ولد سنة 890هجرية وبها نشأ وتعلم ،ولانعرف شيئا عن سيدي رحال إلا بعد أن بلغ الرابعة والعشرين من عمره، أي بعد وفاة شيخه سيدي عبد العزيز التباع سنة 914هـ ووصوله إلى المرحلة الأخيرة من التكوين الصوفي واستعداده لممارسة مهام الشيخ المربي.
سمي برحال لأنه كان كثير الترحال بسبب ذكره لإسم الله تعالى السريع دون زجر.
وسمي بالبدالي لبلوغه مقام الابدال بين الصوفية .
ولسواد بشرته لقب بالكوش ،وصار يعرف برحال الكوش وعند العامة بويا رحال”..
عاش في أواخر الدولة الوطاسية وأوائل الدولة السعدية.
كان رجل دين،و كان بمثابة القاضي والفقيه والعالم الحكيم بزاويته حيث كان يعالج عدة قضايا اجتماعية ,كالزواج والطلاق والصلح بين القبائل ,ومن بين وساطاته المشهورة صلحه بين الأخوين السعديين المتنازعين محمد الشيخ ومحمد الأعرج.
كان صوفيا كبيرا بلغ مقام الابدال، وكان على معرفة بعلم الحروف والاوفاق ويدل على ذلك الابيات الشعرية المرموزة والتي يشير فيها الى المخمس العرشي الذي تتميز به مقامات الأولياء منذ زمن الصحابة والتابعين الى أن يرث الله الأرض ومن عليها .يقول :
رمزت لأوتادٍ بأبياتِ أهْسَذٍ =و أقطابٍ جضكْصَثٍ وقلبٌ لغوثها
ملائكةٌ زطفَقٍ حَلْنَضٍ لعرشها=بدوي ٍّ عَرْتَخٍ حمالةُ عرشها
فأقسمْ بعقلٍ ما قد جُمع عندك=من أية أو اسم لاتكرر عددها
نَقِّلْ بيوت الحمَّال في الوِفْق كله=واعلم بأن الورع يخص سرها
تتلمذ سيدي رحال على يد سيدي عبد العزيز التباع، واصبح من أخص اتباعه ومريديه الى جانب عبدالله الغزواني وعبدالكريم الفلاح و ابي عثمان سعيد بن عبد المنعم الحاحي،فهو جزولي الطريقة ويعتبرمن كبار هذه الطريقة زهدا و شهرة وكثرة اتباع ،هومؤسس الزاوية الرحالية بزمران, طريقته،طريقة سنية شعبية بسيطة ,تباعية جزولية شاذلية, انتشرت على يد تلامذته،من بعده،في أنحاء المغرب.عاصر سيدي رحال البدالي مجموعة من الأولياء والصالحين نذكر منهم عبد الله بن احساين دفين تامصلوحت ,عبد الرحمان المجدوب ,عبد الله الغزواني, سيدي احمد بن موسى, سيدي أحمد العروسي دفين الساقية الحمراء أما والده البدالي فمدفون بمحاميد الغزلان .
وبحسب ما روي أن سيدي رحال اشتهر بالعديد من “الكرامات” أهمها الطيران في الهواء، مما أكسبه لقب “طير الجبل الأخضر” والتي كانت تتحقق له كلما كان في خطر. وشرب الماء الساخن ،ودخول بيت النار دون إصابته بأي أدى وكذلك طقوس ترويض الافاعي .
وخلًف أولادا صلحاء وأشهرهم سيدي عبدالعزيز بن رحال ،الصوفي وارث مشيخة الطريقة، وحفيده سيدي احمد بن عبدالعزيز بن رحال الذي كان متصوفا ملامتيا والولي سيدي عمر(الملقب بويا عمر) بن عبد العزيز بن رحال البودالي الذي يوجد ضريحه على واد تساوت. توفي سنة 950هــ ويقع ضريحه : بمدينة تحمل اسمه على الطريق الرابطة بين مدينتي مراكش ودمنات على بعد 50 كلم من كلا الجانبين، كانت هذه المنطقة قديما تسمى بأنمايّْ،و هو الموضع الذي وقعت فيه المعركة بين الوطاسيين والسعديين سنة935هـ. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.