سيدي بِيـبِي

 سيدي بِيـبِي.. وَليٌ “مجهول” يرقد في سهول سُوس بالقرية التي تحمل اسمه بين اكادير وتزنيت

  لا يعرف شيئا عن سيرته : رجل متعبد دُفن في هذا المقام، وتحج إليه قبائل سوس في أول خميس من شهر غشت كل سنة. كذلك رجال العلم أهل البلدة لا يعرفون شيئا عن سيرته

هناك اعتقاد سائد بأن سيدي بيبي وضريحه سبق السكان إلى هذا الموضع. وهو أول من سكن هذه المنطقة قبل أن تزدهر فيها الفلاحة وتصبح آهلة بالسكان من العمال والموظفين وتقنيي المجال الفلاحي.

إلى جانب الضريح يوجد مسجد ومدرسة ابتدائية تحمل هي أيضا إسم ” سيدي بيبي”، لكنها في الأصل كانت عبارة عن مدرسة قرآنية لتحفيظ القرآن وعلومه. ثم تهدمت وشَيدت الدولة فوق أطلالها مدرسة ابتدائية.

 باستثناء كتابَيْ “الإبداع والإتباع في تزكية شرف أبناء أبي السباع” لمولاي أحمد ابن مولاي المامون السباعي، و “الانس والامتاع في اعلام الأشراف أولاد ابي السباع” لصالح بن بكار السباعي،  

جاء في هذا الكتابين تحت إسم “سيدي الطيب السباعي المعروف بسيدي بيبي الكائن في الطريق الرابطة بين أكادير وتزنيت”. دون وجود معلومات أخرى سوى أنه ينحدر من صلب جد السباعيين الأكبر الولي الصالح سيدي عامر الهامل المكنّى بأبي السباع. وقد قال صاحب “الابداع والاتباع” أن أبو السباع غادر فاس سنة 870 هجرية إبان محاصرتها من طرف محمد الشيخ الوطاسي، قاصدا تلمسان التي أقام بها، ثم غادرها بعد سنتين نحو جبل شاهق يدعى ” أضاد إمدن” فمكث هناك متعبدا مدة تقارب 12 سنة، حتى اشتهر أمره وذاع صيته وتعددت كرامته.

بدأت القبائل تزوره وتطلب بركته وخدمته، ولما سمع به أمير قبيلة مجاوره بعث له 99 فارسا وأمرهم باختباره والتضييق عليه، حتى تظهر منه كرامة أو يأتوا به أسيرا.

يضيف نفس المصدر أن عامر الهامل أكرم الوفد واستقبله بالبشاشة وأطعمهم وأحسن مجلسهم، لكنهم لم يرضوا بذلك، وقالوا له ” لقد قصّرت في ضيافتنا ولم تقدرنا حق قدرنا. والآن إما أن تدبح لكل واحد منا شاة، وإلا سلبناك مالك وأخذناك أسيرا عند أميرنا”. فما كان منه سوى أن صاح طالبا النجدة فهجمت سباع من كل جانب، وأحاطت بالفرسان من كل جانب. تناوشهم حتى لاذوا به وتعلّقوا بأذياله يتضرعون إليه، ثم صاحوا ” يا أبا السباع كف عنا سباعك فنحن ثائبون إلى الله عما اقترفناه في حقك” .وكان هذا الرجل جد السباعيين ومنهم سيدي الطيب المعروف بسيدي بيبي، كما تقول بذلك المصادر المذكورة سلفا.

أغلب الظن أن ” سيدي بيبي” سلك طريق جدّه المشهور بأبي السباع، خاصة مع وجود روايات شفوية تقول بمقدمه من الساقية الحمراء، لذلك قصد مكانا نائيا في اشتوكة أيت باها وتعبد هناك تحت شجرة أركان، تعبّد وحده وناجى ربّه إلى أن وافته المنية ودفنته القبائل السوسية وشيدت له مزارا تتبرك به ويقصده كل ذي حاجة يرجو قضاءها: طلب زواج، استشفاء من علة جمسية أو عقلية، طلب قَبول وحب الناس، مستنجد ببركة الولي لإنجاح تجارة..

يُقام موسم سيدي بيبي في الخميس الأول من شهر غشت كل سنة. فإلى جانب أنه مناسبة سياحية وتجارية فهو مقصد العديد من السكان الذين يعتقدون في بركة الولي سيدي الطيب المشهور بسيدي بيبي في تزويج من تأخر زواجها، إذ يقول المسنون “أن الفتيات كُنّ يقصدن شجرة أركان قريبة من الضريح ويعلقن بها بعض قطع أثوابهن فلا يمضي وقت كثير حتى يتزوجن ببركة الولي سيدي بيبي”. لكن شركة للبناء قامت بإزالة تلك الشجرة العجيبة منذ سنوات.

عن النايت

حصل المقال على : 1٬549 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد