بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا عن سيدي أبو الليوث.
الدارالبيضاء أو كازابلانكا بالإسبانية اوباختصار:كازا هي أكبر مدينة في المغرب وعاصمته الاقتصادية،يتجاوز عدد سكانها الستة ملايين وتاريخ بنائها مجهول. و يرجح بعض المؤرخين بناء المدينة إلى قبيلة زناتة الأمازيغية،حيث كانت تعرف باسم أنفا ..
هذه المدينة تضم بين احشائها اسواق تجارية ضخمة وفنادق فخمة ،وعمارات شاهقة ،وشوارع واسعة ،وبنايات راقية،وزوايا صوفية، يقطن بها النصاب والمهرب، والتاجر، والمثقف والفقير البائس ،والغني الفاحش..والولي الصالح… من يظن ان بها 29 ضريحا لولي …واحد منهم من العراق واخر من تونس و3 أضرحة لصالحات .
أشهرهؤلاء الاولياء سيدي ابو الليوث او سيدي بليوط كما تسميه العامة, وسيدي عبد الرحمان,وسيدي معروف يوجد ضريحه بقلب العاصمة ،ويعتبرمن أقدم الأولياء المدفونين بالعاصمة إلى جانب سيدي علال القرواني الذي لا يبعده إلاّ بأمتار معدودة.
سيدي بليوط, هو أبو حفص عمر بن هارون المديوني المتوفى سنة 595هـ، ، ويظهر من تاريخ وفاته أنه عاش في أواخر عهد المرابطين، وأوائل عهد الموحدين، كما أن سنة وفاته هي نفس السنة التي توفي فيها الخليفة يعقوب المنصور بن يوسف الموحدي.. وفي هذا القرن كان معاصرا للشيخ ابي شعيب السارية دفين أزمور، وللشيخ أبي العباس السبتي دفين مراكش، و مولاي عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلم، والشيخ مولاي بوعزة دفين قبيلة زمور.
يحكي ابن الزيات في كتاب التشوف الى رجال التصوف : أن الشيخ أبي حفص عمر بن هارون المديوني كان من أهل آنفا، قال: كان عبدا صالحا اعتزل عن الناس وكان أكثر جلوسه في المقابر فيأتيه الأسد فيمسح ظهره بيده ،ويقول اذهب جعل الله رزقك حيث لا تضر أحدا من المسلمين ،فينصرف عنه، وهذه الكرامة هي التي كني بها: أبوالليوث.
ولعل الأسود التي كانت تحوم حوله في خلوته ،هي التي ذكرها الجغرافي الشريف الادريسي في كتابه{نزهة المشتاق}في رحلته من مراكش الى اقليم تامسنا ووصف مرسى فضالة{المحمدية حاليا} فذكر أنه توجد قربها غابة مملوءة بالأسود.. ولا تزال في عصرنا الحاضر بعض مناطق بالدارالبيضاء الكبرى التي كانت تكسوها الغابات قديما تحمل اسماء الحيوانات الضارية كمنطقة عين السبع وعين الذياب … وبقايا هذه الغابات لا زالت في ضواحي الدارالبيضاء وتدفعها مشاريع العمران لتضمحل عن الوجود ،كغابة بوسكورة ،وغابة كاسكاد، ووادي المالح ،وغابة وادي نفيفيخ، والغابات الساحلية والداخلية وغيرها.
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.