الولي الصالح سيدي أحمد مول الواد.
على بعد 7 كلم من مدينة اليوسفية في اتجاه الشرق، ينتصب على الضفة الشمالية لوادي كشكاط ، ضريح الولي سيدي أحمد بن محمد بن حرمة الله البوهلالي المعروف ب ( مول الواد )، أحد صلحاء قبيلة احمر.
شكل ولا زال أحد أهم المزارات بالنسبة للحمريين ولقاطني المركز الذي يحمل اسمه ( مركز سيدي أحمد )، ولقاطني مدينة اليوسفية، وخاصة خلال شهر غشت من كل سنة، حيت يقام على ضريحه موسم يدوم ثلاثة أيام، ويعرف توافد كل القبائل المحيطة بمنطقة احمر ( دكالة ـ عبدة ـ الرحامنة… ).
ورغم شهرة الولي سيدي أحمد، فإن العديد من سكان مدينة اليوسفية ومركز سيدي أحمد، لا يعرفون تاريخه وتفاصيل حياته خاصة بالنسبة للجيل الجديد، نظرا لندرة الوثائق والمصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ منطقة احمر ككل.
ينتمي الولي سيدي أحمد بن محمد بن حرمة الله، إلى أسرة معروفة بالصلاح وكانت لها اهتمامات بالتدريس وتعليم الرماية، جعلت من زاويتها ( زاوية حرمة الله ) ـ إلى جانب الزاوية البوسونية وزاوية سيدي بوطيب والزاوية الخنوفة.. ـ أحد أهم المدارس العتيقة بمنطقة احمر.
داخل هذا الفضاء نشأ وتكون الولي سيدي أحمد، وإذا كنا نجهل مساره التكويني خارج منطقة احمر، فإن إلمامه بالفقه والحديث والنحو وغيرهم من العلوم يجعل منه أحد أهم الأساتذة الذين عرفتهم منطقة احمر خلال النصف الأول من القرن 12 ﻫ / 18 م، إذ تخرجت على يده أعداد هائلة من الطلبة بكل من دكالة واحمر ولجت كلها عالم الفقه.
كما عرف بزهده ودعوته إلى الله، فهو ( البركة الصالح السني الدال على الله المرشد إلى سبيله… ) يقول صاحب جواهر الكمال، وهو المتشبع بالطريقة الناصرية، و ( أحد أكابر أصحاب الشيخ أبي العباس أحمد بن ناصر ومن خيرة أصحابه… ) يضيف الكانوني.
وعرف عنه كذلك، أنه كان له الأثر المحمود في إخماد شوكة الفتن والحروب بين قبيلتي دكالة البيضاء و دكالة الحمراء إذ كان من ضمن من استقبلوا سيدي المعطي بن صالح الشرقاوي صاحب الذخيرة، و الشيخ أبي العباس أحمد بن ناصر لما قدما للصلح بين القبيلتين المذكورتين، وكان له الدور الفعال في تحقيق التآخي بين القبيلتين.
ويبقى الاهتمام بالمرأة وبتعليمها أهم منارة في حياة هذه المعلمة الفكرية والدينية، التي لا زالت في حاجة إلى التعريف بها أكثر.
وللمزيد من المعلومات حول هذا العلم يمكن الرجوع إلى كتاب صلحاء بلاد أحمر.
ذ. المصطفى حمزة
نقلا من النايت