سوق المعرفة31

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.  

       قال تعالى “فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ”ووجه الشئ حقيقته، فلله وجه مشهود في الأشياء،مشهود لمن فتح الله عين بصيرته فأصبح بصره حديد. وما قال لنا تعالى ” فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ “إلا لمعرفته بأن هناك منا من أينما تولى سيرى هذا الوجه،وكل شئ في الوجود له وجهة مُلكية(أي تابعة للملك) وهي ما ننراه بأعيننا، ووجهة ملكوتية لاترى الا بعين البصيرة.قال تعالى”سبحان الذي  بيده ملكوت كل شئ” فكل شئ له ملكوته الخاص به للوسع الإلهي,وهذه الوجهة الملكوتية تابعة للتجلي الالهي الحاكم على الشئ،ومنوطة بحضرة محمدية رحمة بها،ومدبرة لشؤونها،وقائمة على تسبيحها”وإن من شيء إلا يسبح بحمده”ولو فقد سريانه صلى الله عليه في ذرة من ذرات الوجود،لصارت محض عدم”فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون”.وسلطان عالم الملكوت هو التجلي الالهي الذي يراه اصحاب وحدة الشهود.انظر الى عصا موسى عليه السلام حينما تغير عليها التجلى تحولت من صفتها الجمادية الى صفة ثعبانية ،تغير ملكوتها فتبعه ملكها.ثم رجعت الى صفتها الاولى الجمادية “سنعيدها سيرتها الاولى “أي التجلي التي كانت تسير عليه ويسيِّرها.فهذه الرحمة التي وسعت كل شئ هي حقيقة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “رحمتي وسعت كل شئ”فهي حقيقة الحقائق ,والنور الاسبق للخلائق, والحق المخلوق به, وماء الوجود ,وروح الارواح ,والسراج الذي اتقدت منه جميع السرج الكونية.فهو أصل لجميع الموجودات من حيث حقيقته,لا من حيث صورته البشرية.ظهر بمعناه في الأشياء,إذ لولا معناه لم يوجد لها عين,ولوظهر بصورته  لم يوجد لهم عين .ومن أجل تلك النسبة, عمت الرحمة كل الموجودات,فحقيقته سارية في ذرات الوجود سريان الماء في الاشجار،وسريان الكلي في جزئياته ،هي الوجود المفاض على الكون الإلهي”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّارَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة التي وسعت كل شئ،وأينما توليت وجدتها. كما أن هذه السراية لا مطمع للعقل في دركها ,فما أدركتها الملائكة المقربون”لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّاعِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ “.والأولون هم مراتب الحقيقة المحمدية ,منها القلم الاعلى،والعقل الأول،ولا أدركها أولوا العزم من المرسلين. فهو الظاهر الذي لا يعرف والباطن الذي لا يجهل.قال أويس القرني رحمه الله،لسيدنا عمر وسيدنا علي رضي الله عنهما: لم تدركا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كالسيف في غمده،قالوا:ولا ابن أبي قحافة، قال : ولا ابن أبي قحافة،ذلك أمر عجز عنه أكابر الرسل فلا مطمع فيه لغيرهم .
وقال أبو يزيد البسطامي قدس الله سره: غصت لجة المعارف طالبا للوقوف على الحقيقة المحمدية فإذا بيني وبينها سبعين ألف حجاب من نور،لو دنوت من أدناها، لاحترقت كما تحترق الشعرة بالنار.              قال صلى الله عليه وسلم”من راني فقد راى الحق”وهذا الحديث يعنون عن أفضليته على جميع الخلائق لأنه ليس ثم من يذكر الله بمجرد نظر الرائي إليه الا من أنزله منزلته، وأقامه مقامه قال تعالى “ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله”. فاعرف قدر نبيك صلى الله عليه وسلم ولا تكن في هذه اعمى وفي الاخرة اعمى و أضل سبيلا .قم من غفلتك واستيقظ من نومك،وتوضأ من جنباتك .

   وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 1٬104 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد