سوق المعرفة28:اسرار الألف

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين،وعلى اله وصحبه اجمعين.
الالف كسرا تساوي1 فلها من الاعداد مرتبة الأولية ،وتشير الى مرتبة الأحدية
الالف سار في باطنية كل الحروف اما ظاهرا في صورتها او باطنا يظهرعند بسطها . فمثلا الحرف (ق) لا يظهر الالف ولكن اذا بسطته وكتبت (قاف) ظهر الالف.
والعدد 1 ساري كذلك في كل الأعداد، فالعشرة هي واحد تكرر عشرة مرات والمليون هو واحد تكرر مليون مرة فليس هناك في حقيقة الامر الا الواحد وتجلياته في الاعداد ،والشيخ ابن عربي والشيخ الجيلي لايعتبران الواحد من الاعداد بل الاعداد عندهما تبدأ من الاثنين
كما ان واحد هو اسم من الأسماء الحسنى،و الواحد هو اسم جامع كذلك، بعد إسم الجلالة “الله” وبعد اسمه الرحمن” قل ادعوا الله او ادعوا الرحمان أيما تدعوا فله الاسماء الحسنى”
قال تعالىوالهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم فعرَّف الإله الحق بأنه واحد، ثم أثنى عليه بصفتي الرحمانية و الرحيمية.
كما يشير الواحد الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و على آله وصحبه باعتبار مقام الوحدة ،وبموجب الخلافة الكلية عن الله عزوجل، و بموجب الاصطحاب مع الأسماء والصفات الإلهية وظهوره بها ،هذا الظهور هو رداء الكبرياء كما اشار الشيخ الكتاني روح الله روحه ،في صلاة المتردي (المتردي برداء الكبرياء)فهو صلى الله عليه وسلم اول المخلوقين وأول العابدين .
أما الباء فيدل على الصفة،اذ بسطها وكسرها يساوي 13 ونقطتها تشيرالى العبودية أي العبد الموصوف بالاولية والموجودات تتصف بالعبودية بالتبعية وبالتعليم فوجود النقطة تحت الباء يدل على تبعية الموجودات الى التعين الاول:الحقيقة المحمدية،ويسميه الصوفية الانسان الكامل . قال الشبلي انا النقطة التي تحت الباء
فالباء لها من العدد اثنان وظهرت في المرتبة الثانية (ابجد)
الواحد لا يدل الا على نفسه مفردا ،لهذا بعث الرسل داعين الى توحيده وكما ان الواحد لا يتقيد بمرتبة دون غيرها كذلك الألف . يقول القاشاني في اصطلاحاته :الالف يشار به الى الذات الاحدية أي الحق من حيث أنه أول الاشياء في أزل الازل اهـــ قال ابن عربي في الفتوحات ج1 ص 102 :فإن الالف تعطي الذات لأنه لا يسمى بالواحد الا الواحد الاحد وبذلك فهو دليل على التوحيد ..الواحد اذا ضربته في نفسه لا يخرج الا واحد فلم يتعدد فهو عند ابن عربي والجيلي ليس بعدد فبداية الحروف 2 والتوالد من زوجين فالواحد منفرد بذاته مستغن عن الإضافات وهو الذي وصف الحق تعالى به نفسه . وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بَضعة رسول الله وعلى اله وصحبه

======

اضافة سي رشيد

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي: [ الحروف: هي مَرائي يظهر فيها السر الإلهي،لكن له في كل طور حكم مخصوص ومشهد منصوص وأثر مُنفرد بنسبة مُحقّقة على أسلوب عجيب ونمط غريب].ويقول الشيخ عبد الحق بن سبعين: [الحروف: هي خزانة الله،وفيها أسراره وأسماؤه وعلمه وأمره وصفاته وقدرته ومُراده،فإذا إطّلعت على شيء منها فأنت من خزنة الله..].من هنا كان للحروف (إنما أمرنا إذا أردنا شيئاً أن نقول له كن فيكون) والأرقام (وأحصى كل شيء عدداً) مكانة سامية عند العارفين،ومن خلالهما كانوا يقرّبون المسائل الرقيقة إلى الأفهام والعقول..أعطى العارفون لكل مرتبة وجودية (حرفاً ورقماً)..فحظي (الألف) و(الواحد) بالإشارة إلى (الذات الأحدية)..فلما كان الألف والواحد لهما السريان والتجلي في كل الحروف والأرقام،فقد ناسب إشارتهما للذات الأحدية (مرتبة الألوهية وتجلياتها)،لأن هذه الأخيرة تسري في كل ذرات الوجود بتجلياتها الحقيّة،بدون حلول ولا إتحاد،ولذلك إعتبر العارفون (الواحد) خارجاً عن الأعداد،وهذه الأخيرة تبتدئ من (الإثنين) كإشارة إلى (الوجود) أو (التعيّن الثاني)..ولما كان الغنى المطلق للحق تعالى عن الوجود،جعل (الحقيقة المحمدية / الإنسان الكامل) برزخاً بين (الوجوب والإمكان)..يقول الشيخ البيطار: [ الإنسان الكامل (صلى الله عليه وسلم): هو الذات الجامعة لمرتبة الألوهية وشؤونها وأسمائها وصفاتها الحقية،ومراتب تنزّلاتها الخلقيّة،وأحوال تلك التنزّلات وأحكامها الصورية الكلية والجزئية].فكانت بذلك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مرتبة (الواحد)،باعتبار تحلّيه بحُلل الأسماء والصفات الإلهية،وإصطحابه بالإسم الجامع (الله)،فكانت له (الخلافة الكليّة) على كل الوجود..وهو ما أشار إليه حرف (الباء) الذي يدل على (الصفة)،ونقطته التي تُشير إلى التبعيّة للموصوف بالعبودية أصالة،وما عداه تابع ومُستمدّ منه أصول الإيمان.. وظهور (الوجهة الحقية) لمولانا رسول الله صلى الله علية وسلم بصفات الربوبية،يُسميه العارفون ب(رداء الكبرياء)،فلا تقع الرؤية إلا عليه،وما شاهد العارفون إلا الوجهة الحقية لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم..و(رداء الكبرياء) هو الذي ينفي وَهْم من قال بالحلول والإتحاد..والله أعلم

.

حصل المقال على : 825 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد