سوق المعرفة(17)

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى مولاتنا الزهراء سيدة نساء العالمين وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين وعلى اله وصحبه اجمعين

القرءان نزل الى بساط الرحمانية حاملا أحكامه وحكمه ،ومعانيه الشرعية الظاهرة والباطنة

هو كلام الله ،وكلام الله قديم ،والكلام صفة  المتكلم.

وكلام  الله هو معان  ملتحمة بألفاظها

 فلم تكن  عند الله تعالى معاني اولا ثم إقتبس لها من لغة البشر ألفاظا  ضم بعضها لبعض  لتعطينا جملا مفيدة بلغتنا حكم الله وأحكامه ،انما المعاني والألفاظ سبيكة واحدة نورانية لا انفصام لها ،فلغة القرءان شئ ، واللغة  العربية  شئ اخر.

القرءان قديم ،واللغة  العربية محدثة ألهمها الله العرب، فكيف يستمد القديم من المحدث، و كيف  تحمل حروف اللغة وجملها معاني كلام الله، وكيف يأخذ السابق من اللاحق …؟ فلغته لم تتطور من اللغة العربية والشعر الجاهلي

لوكان  القرءان أصلا باللغة  العربية لكان معنى ذلك ان الله تعالى( تنزه عن ذلك ) كانت لديه معاني واستعار اليها الفاظا من اللغة  العربية لكي يبين لنا هذه  المعاني والحكم والشرائع وبهذا المفهوم يكون القرءان غير قديم،لأنه تابع للعربية والعربية محدثة ،ويكون الحق تعالى قد احتاج الى لغتنا ليبين لنا أوامره ونواهيه وهذا ينفي الغنى المطلق عن الله، حاشا وهو كلام الله  الازلي.والحروف العربية ليست قديمة بقدم الالوهية ،وهي ككل المظاهر لم تظهر حتى بساط الرحمانية.

فالقرءان كلام الله ،وكلام الله لا يأخذ من كلام البشر.

فاللغة العربية ليست اصلا للقرءان وهذا ما يدل عليه التدبر لكتاب الله ” انا جعلناه قرءانا عربيا” بالجعل اي لم يكن وجُعل،والمنطق العرفاني والكشف الاعتصامي الصراح

القرءان لم ينزل باللغة العربية،انما نزل بكلام الالهي مطلسم لا نعرفه، وترجم من طرف نور نبوة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والذي برز والقرءان من بساط واحد: الصفة الاحدية  ” قل ان كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين” اول ما خلق الله نور نبيك يا حابر ” كنت نبيا وادم منجدل فيطينته

فالترجمة النبوية هي التي جعلت القرءان عربيا ” انا انزلناه قرءانا عربيا”(يوسف) ‘انا جعلناه قرءانا عربيا”(الزخرف)

وقد وقع اختلاف كبير بين المعتزلة { وهم احدى فرق السنة} وبين الاشاعرة { وهم اهل السنة} حول مسألة خلق القرءان المعتزلة قدموا العقل على النقل فقالوا القرءان مخلوق

اما اهل السنة فقالوا كلام الله تعالى قديم ولا يصح ان يعد مخلوقا حتى وقعت “محنة خلق القرءان”

فترجم القرءان “الترجمة الاولى” ليوافق كلام الله كلامنا العربي “فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يذكرون”فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ” ثم “ترجم الترجمة الثانية بلسان كل نبي .فأصبح كتابا وظهر فيه كل المخلوقات الكونية “اذكر في الكتاب ابراهيم”اذكر في الكتاب مريم”….والنحل والعنكبوت والخيل والحمير والحجر والجبال ……فكل ما هو مذكور من بشر وحيوان وجماد ما ذكر الا بعد الترجمة اما كلام الله الازلي فمنزه عند ذلك ولا يمكن لهاته المخلوقات ان تتصف بالازلية .فالمخلوقات ذكرهم مخلوق مثلهم :محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بَضعة رسول الله وعلى اله وصحبه

حصل المقال على : 891 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد