سوق المعرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
حروف اللغة العربية ثمانون وعشرون حرفا على عدد منازل القمر
1 القسم الاول منها النورانية وهي التي اشتملت عليها فواتح السور والباقي منها حروف ظلمانية.
2 القسم الثاني منها الشمسية وهي التي تدغم فيها اللام بخلاف القمرية فإنها لا تدغم فيها اللام كما تنقسم منازل القمر قسمين :قسم مستتر تحت الارض لايظهر وقسم ظاهر
فالدال من الاسم الشريف (محمد) ظلماني
اما الميم والحاء فنورانين والدال شمسي والميم والحاء قمرية
3 ثالث اقسامها انها تنقسم على الطبائع الاربعة فللنار من ذلك سبعة احرف يجمعها قولك (اهطم فشذ) وللتراب من ذلك سبعة احرف (بوين حتض)وللهواء (جركس قثض) وللماء(دصلع رخغ)
ويظهر ان الميم نارية والحاء ترابية والدال مائية
4 ورابع اقسامها انها تنقسم على الفصول الاربعة السنوية وحظ الصيف من الحروف النارية وحظ الخريف من الترابية وحظ الربيع الهوائية وحظ الشتاء المائية
فيظهر ان الميم صيفية والحاء خريفية والدال شتوية
5 وخامس اقسامها انقسامها من حيث الاخلاط : الصفراء السوداء الدم والبلغم فللصفراوية النارية وللسوداوية الترابية وللدموية الهوائية وللبلغمية المائية
فالميم صفراوية والحاء سوداوية والدال بلغمية
6 وسادس اقسامها انقسامها لأحرف سعد وهي الغير منقوطة وحروف نحس وهي المنقوطة ما عدا القاف والنون والياء لانها من النورانية
ثم النحس اما اصغر وهو ذات النقطة و أما اوسط وهو ذات النقطتين واما اكبر وهو ذوات الثلاث
فالحروف الشريفة كلها سعدية وليست من النحس في شئ
فحروف الاسم الكريم فيها النوراني والظلماني والشمسي والقمري والناري والترابي والمائي والصيفي والخريفي والشتوي وليس فيها ربيعي وصفراوي وسوداوي وبلغمي وليس فيها دموي وكلها سعدية
عن كتاب ختم صحيح البخاري للشيخ محمد الكتاني
====================================
تدخل الأخ طارق ند يوسف
(الحروف) عند إبن عربي (دلالات رمزية على حقائق وجودية)..ويصف (علم الحروف) بأنه (علم الأولياء)..
وقد إعتبر الشيخ الأكبر (الحروف): [ أمة من الأمم مُخاطبون ومكلفون،وفيهم رسل من جنسهم،ولهم أسماء من حيث هم،ولا يعرف هذا إلا أهل الكشف من طريقنا.وعالم الحروف أفصح العالم لساناً وأوضحه بياناً..]. وينحو هذا المنحى كذلك الشيخ إبن قضيب البان..
يقول الشيخ الأكبر: [ الحروف: سر من أسرار الله تعالى،والعلم بها من أشرف العلوم المخزونة عند الله،وهو العلم المكنون المخصوص به أهل القلوب الطاهرة من الأنبياء والأولياء].
ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي: [ الحروف: هي مَرائي يظهر فيها معنى السرّ الإلهي،لكن له في كل طور حكم مخصوص ومشهد منصوص،وأثر منفرد بنسبة محققة على أسلوب عجيب ونمط غريب].
وحقيقة (الحرف) عند أهل الله يَعْنُون به (الإنسان)..و[هو كائن في رتبته الإحاطية،بائن عن حكم القيد لإحاطته لكونه يفعل بحقيقته في الغيب.فهو غير محصور على ما يشهده من صورته]..وفي هذا إشارة إلى حقيقة الحقائق السارية في كل الوجود..
وأصل كل حروف الهجاء هو حرف (الألف)،وهو يعمّ جميع المراتب بتطوره أو تجلّياته..
وحرف (الألف) يُشير إلى (الإنسان الكامل) الذي هو بالأصالة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم،وورثته من الأنبياء والأولياء بالخلافة والنيابة..
(الحروف النورانية) يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر).
والإسم الشريف (محمد) جمع كل مزايا الحروف ومراتبها وفصولها،وكلها حروف (سعدية)..فيه إشارة إلى سريان حقيقته صلى الله عليه وسلم في كل ذرات الوجود..وأنه خير محض (نور من الله)..
والله أعلم،
تدخل الأخ رشيد موعشي
يقول الامام ابو الحسن البصيري رحمة الله تعالى عليه في نهج البردة..
لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آيَاتُهُ عِظَمًا … أَحْيَا اسْمُهُ حِيْنَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
و يتسمر إلى ان يقول
فمبلغ العلم فيه انه بشر.. و انه خير خلق الله كلهم..
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بها…فإنما اتصلت من نوره بهم..
و من ما يروى في اثر هذه القصيدة العظيمة أن الإمام البصيري كان مصاب بالفالج (أي الشلل) فنظم قصيدة تشفعًا واستشفاءً، في منامه رأى الرسول صل الله عليه وسلم يلف عليه البردته “أي عباءته” فقام من منامه معافى.
وقد ادرجت هذه الابيات و هذه القصة على سبيل الاستئناس و الاشارة لقدر مولانا رسول الله
الذي اسمه قسم من أعظم القسم
و قد ذكر اسمه الشريف في القرآن 4 مرات بصيغة محمد
و جاء على وزن مُفَعَّلْ يعني خرج من البطون الى الوجود ليفعل كل ما كان من وعد و وعيد و يظهر ما غاب و ما خفي.. في كلا المشرقين و المغربين و الجهات الاربع و الطبائع الاربع
و من خلال هذا الباب الذي ادرجه سيدي محمد الكتاني ادلي بدلوي و اقول تناسبت العناصر في اسمه الشريف كي ينطبق الاسم على المسمى.. فغاب عنصر الهواء كي لا يكون الاسم منفعلا لان الريح من خاصائصها انها تضفي انفعالا على الاشياء اذا اضفنا الهواء على النار زاد اتقادها
واذا اضفناه على الماء هاج و اذا اضفناه على التراب تحركت الزوابع. فكان غياب العنصر من تجلي هذه الرحمة
كما أن عنصري النار من حرف الميم يشيران إلى تجلي نوره صلى الله عليه وسلم عند أولي العزم .. فالأولى في قوله وقلنا يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم.. فكانت معجزته بلاطفة هذه النار التي احتجب دورها امام نور النبوي في صلب ابراهيم
و الميم الثانية في نبوة موسى اذ رأى نارا فلما اتاها نودي يا موسى فكانت نورا مبينا.
وكلي اسميهما يحتويان على ميم
و الحاء للمسيح لتجلي اسم الله الحي فيه فيحي الموتى باذن الله
و الدال لدوام هذا السريان في كل شيء و لها من العناصر الماء و كان عرشه على الماء ..
و جعلنا من الماء (الحقيقة المحمدية) كل شيء حي.
و اما غياب فصل الربيع فقد كان مولده صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول لتكتمل الفصول به و كانت قريش تعرف الشتاء و الصيف. و هذا من الجلال بمكان
فالصيف بحره و الشتاء ببرده و كلاهما موجع و لكن الربيع اعتدال لتكونوارأمة وسطا..
كما أن الدال حرف يصنف عند اهل الفن بالظلماني لانه لا ينتمي للحروف 14 عشر النورانية (نص حكيم قاطع السر)
و ختم به الاسم ليكون حجابا لطيفا للأنوار. فهو يجمع الماء في عذوبته و رطوبته و الظلمة في ظلها ليتحقق مقتضى الرحمة في التجلي الحاصل من الاسماء فلا نفنى بانوارها..
و اما اجتماع الشمسي و القمري لدلالة على الاهتداء به في كل الاحوال و الأزمنة و يكيفي انه لم يشهد له ظل بل انشق لاجله القمر.. فهو الاصل و الفصل
و أما الفصول الأخرى التي جمعت في اسمه الشريف
فهي لاظهار السنن الشتاء لاحياء القلوب و الصيف مثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه
و الخريف أشاره أن فناء الدنيا سيكون بعد ان تعم الرسالة المحمدية كل الارجاء.. و هذا ما جادت به الخاطرة..