بسم الله الرحمن الرحيم
قد آرى الله مظاهرهذه التجليات لسيدنا ابراهيم قال تعالى(وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) فآراه الحق تعالى الملكوت لا الملك،الملك ظاهر للكل﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ ونورالله في الكون لايغيب ولا يأفل .لكنه وجد القمر نوره يأفل، والشمس تأفل، فعرف أن هذه المظاهر ليست الله فقال﴿لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾وعرف أن عبادة الله في مظهرمن مظاهره هو الشرك بعينه﴿يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾فحفته العناية الربانية،وعرف الله بالله،وليس بمظهرمن مظاهر تجلياته في الكون وقال﴿إنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ فالحقيقة أم الشريعة،والشريعة من جملة الحقائق،والحقيقة مبطونة في المظاهر، كبطون الزبد في اللبن،وككمون النارفي ذاتية الماء الحار،فصورته ماء،وحقيقته نار تحرق،بغيرأن تجانس النار الماء،ولا أن تمازجه فهي متصلة بالصفات منفصلة بالذات. إنما قرب الماء من النار كساه صفتها النارية، فصار محرقا.فلولا الهداية الإلهية لظل الله يعبد في صور تجلياته في الوجود.