بسم الله الرحمن الرحيم
الأعراس الإلهية هي التجليات،أوالواردات بالحقائق والمعاني حين تنزل على قلب العبد،وسميت أعراسا من التعريس وهو نزول المسافرفي منزلة معلومة. التجليات الإلهية هي علة ظهورأعيان الموجودات وهي بذاتها علة المعرفة التي يقدفها الله في قلب المومن بعد أن تُجْلَى مرأة قلبه،بالطاعات والمجاهدات،وبتوجيه الهمة إلى الله تعالى وحده ،فلا يتوكل على غيره،ولايرى فاعلا سواه،فيرحل صعودا عبر مراتب الوجود حتى يصل إلى المشاهدة التامة بعين البصيرة فيستيقظ من نومه” الناس نيان وإذاماتوا اسيقظوا”والصوفي موته بموت نفسه،وغفلته برؤية السوى، فالعارف عندما يرجع إلى اليقظة لايرى إلا وجه الله وإن اختلفت الصور وتعددت المظاهر﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾فهو صلى الله عليه وسلم وجه الله تعالى وكل التجليات الإلهية تمرعبر حقيقته المحمدية ليكون اللطف في الكون الإلهي.قال تعالى﴿بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ولم يقل بل أنتم في لبس من خلق جديد،فلم يشمل الخطاب سيدنا محمد فتأمل عظمة هذا النبي الكريم، إذ لم يجعل الله له ضرة في الوجود إطلاقا.فنحن في لبس من خلق جديد بين تجل وتجل،ولولا هذا الوسع الإلهي وهذه القيومية الإلهية ،لفنى العالم من حينه، ولايسع هذه التجليات الا قلب عبده المومن الٍذي تمرمنه وتصطحب باللطف،لأن رحمته وسعت كل شئ،حتى التجليات والأسماء الإلهية وسعتها هذه الرحمة.قالصلى الله عليه وسلم : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” وهذا الحديث يشير إلى التجليات الإلهية المتعددة ،بحيث من المحال بقاء الحال على نفسين لهذا الوسع الإلهي ولدوام إفتقار الملك الى الله تعالى، في كل لحظة، ولهذا أمره تعالى أن يقول﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ بهذه التجليات ومقتضياتها،كي تُنَفَّذ حسب مراد الله.وهذه الرحمة وسعت عالم الملك والملكوت وتحققت فيها وبها،الخلافة الكلية والجزئية،وهي التي أظهرت ما يريده الله من إيجاد الملك وأهله(لولاه لم تخرج الدنيا من العدم)وعبربالقلب لأن القلب يتكلف بالحسيات، وله التقلب مع التجليات الإلهية والفؤاد يتكفل بالمعنويات،وله الثبات قال الله تعالى﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَارَأَىٰ﴾ واسم محمد بإعتبار الميم المدغمة الباطنة،والتي تشير إلى النبوة المحمدية مـــحــمــمــد يساوي بحساب الجمل 132وقلب = 132ما يؤكد أن القلب هنا هو قلب محمد.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد
اضافة بعد استفسار احد الاخوة حول قوله تعالى ” وقل ربي زدني علما”
النبوة تترقى في مراتبها وكل العلوم ذاتية لها فهي تزداد علما بخروج كل العلوم الى الوجود،فالنبوة حريصة على ان تظهر كل المقتضيات القرءانية قبل قيام الساعة، كما ان قوله تعالى “وقل ربي زدني علما ” هو اظهار للعبودية من طرفه صلى الله عليه وسلم والذلة والافتقار الى خالقه فهو صلى الله عليه وسلم يعطي الربوبية حقها والعبودية حقها
وقوله تعالى “وقل ربي زدني علما” هو تشريع لنا في طلب الزيادة من العلم بالله