سوق المعرفة 27

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. الاسماء الالهية هي ميازب الذات الالهية ،أي انها كلها مشتركة في الدلالة على الله وتميزت بمقتضياتها،بما تدل عليه من الرحمة والمغفرة والانتقام،والعطاء والمنع وغير ذلك….. قال تعالى “وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون “.. وكَثَّرَهُم ،وقال ” الا وهم مشركون “فجمع لم بين النقيضين الايمان والشرك، فهم مومنون بالله جاهلون بمقتضيات الاسمائية الالهية،وأنها هي الفاعلة في الوجود بأياد خفية ؟. قال تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد” فكل ما يفتقر اليه يصب في مقتضى اسم من الاسماء الالهية،فقر اضطراري لا مفر للعبد منه .فعندما تقول يا الله اشفيني فمقتضى اسمه تعالى الشافي هو الذي تطلب. قال تعالى “قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى”. وقال “ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ” .سئل ابو سعيد الخراز : بما عرفت الله ؟ قال :بجمعه بين الاضداد. وبناء على هذا فليس في عين الامر اضطرار ولا اختيار ولكن قضاء سابق وقدر لاحق ” الا له الخلق و الامر “. ارادته تعالى واحدة إذا تعلقت بالمثوبة تسمى رحمة ،وإذا تعلقت بالعقوبة تسمى غضبا ،وإذا تعلقت بالكرامة والتخصيص تسمى محبة.

وفي حقيقة الامر من ينكر وصفا ظهر في الوجود، فإنما ينكرعلى الاسم المظهر مقتضاه، بحسب الانفعال في ذلك المظهر “ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوامَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ” ” وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً” . فلا تنكر شيئا ظهر في الوجود ،اترك الخلق وخالقه ،ولا تزكي نفسك هو اعلم بمن اتقى،فلا احد يستطيع ان يعصي الله كرها، أي لا يوجد شخص يريد منه الحق تعالى الطاعة،وهو يأبى الا المعصية(حتى ابليس لم يخالف الارادة انما خالف الامر لقد قال الحق تعالى للملائكة قبل خلق ادم “اني جاعل في الارض خليفة”) كما ان لا احد يستطيع ان يعبد الله دون موافقته المسبقة “وما كان لنفس ان تومن الا بإذن الله” فالكون يسير وفق مقتضيات الاسماء الالهية ،ووفق ما سطر في القرءان “ما فرطنا في الكتاب من شيء”ومن هذا الباب قال الغزالي قولته الشهيرة “ليس في الامكان ابدع مما كان”.

وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 927 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد