سكزوفرينيا ذوقية(6)
قال تعالى في سورة النحل : وَمَن رَّزَقۡنَـٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنا فَهُوَ یُنفِقُ مِنۡهُ سِرّا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ یَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾
….
وَمَن رَّزَقۡنَـٰهُ *مِنَّا* رِزۡقًا…
لما جاءت *منا*..وماذا أفادت.؟؟
ولم يقل تعالى. وَمَن رَّزَقۡنَـٰهُ رِزۡقًا حسنا…
رزقناه منا. رزق خاص من معين النبوة. وهو رزق معرفي. ولذلك وصف بالحسن، وقال تعالى ينفق منهم وليس ينفقه.وقدم السر على الجهر. وهذا النوع من الرزق هو الذي عبر عنه سيدنا شعيب بقوله
قَالَ یَـٰقَوۡمِ أَرَءَیۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَیِّنَة مِّن رَّبِّی وَرَزَقَنِی مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَناۚ… واذا تتبعنا انفاق الاموال في القرآن وجدناها كلها “ينفقون أموالهم”. وليس ينفقون من أموالهم.
ف (الرزق) في هذه الآية هو رزق معنوي، أي (المعارف والأذواق).. (منا) تستبطن الحقيقة المحمدية في خفاياها، بمعنى أنه على قدر المعرفة بها يكون (العطاء اللدني)..
(هل يستوون) تشير إلى تفاوت مقامات الاولياء من عصر لآخر،تبعا لظهور المقتضيات القرآنية وترقي التجليات الإلهية..فكأن قوله تعالى (سرا وجهرا) يشير إلى إحتواء الختمية المتأخرة في الزمان للختمية المتقدمة في الزمان.. هذه اشارة ظهرت لي في الآية ،وعلى العموم عطاء الله شامل لكل مراتب الولاية.
وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا الرزق النبوي بقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم
قال تعالى: وَإِنَّاۤ إِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ *مِنَّا* رَحۡمَة فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ كَفُور﴾ [الشورى ]…
وفي سورة هود: ﴿وَلَئنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ *مِنَّا* رَحۡمَة ثُمَّ نَزَعۡنَـٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَیَـُٔوس كَفُور﴾ …..
*مِنَّا* ؟؟؟… (منا) في الآيتين تشير إلى وساطة الحقيقة المحمدية في العطاء، وأنها طرف فاعل في التجليات الإلهية ليكون اللطف في الوجود وتشمل الرحمة كل الكائنات..والله أعلم
من مذاكرات الوتساب