زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، والألفاظ المترادفة تدل على معان مختلفة، فإذا وردت صيغتان بمعنى واحد، فلابد من فرق دلالي بينهما
ومنها سقى وأسقى
سقى : تقال في سياق الشراب عندما يكون جاهزا للشرب، حيث تتم عملية السقيا بشكل مباشر بسيط،وبدون أية إجراءات فرعية أو تدابير إضافية معقدة. ﴿وسقاهم ربهم شرابا طهورا﴾ – (وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً) – (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ).
أسقى: يوفر الساقي إمكانية السقيا للمسقي، ويترك له زمام المبادرة، واتخاذ بعض الخطوات والتدابير الإضافية بما فيها من تعقيدات من أجل إتمام عملية السقيا بمختلف أشكالها. (فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ) – ﴿وأسقيناكم ماء فراتا﴾ – ﴿لأسقيناكم ماء غدقا﴾.
قال سيبويه: “سقيته فشرب، وأسقيته جعلت له ماء وسقيا، فسقيته مثل كسوته، وأسقيته مثل ألبسته ».
– قال السيوطي رحمه الله في الإتقان: ومن ذلك سقى وأسقى، فالأول لما لا كلفة فيه، ولهذا ذكر في شراب الجنة، نحو ” وسقاهم ربهم شرابا طهورا » والثاني لما فيه كلفة، ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو “لأسقيناهم ماء غدقا »
ذة أم أيمن