سر رجوع الصوفية بالذكر الى عدد

سررجوع علماءالتصوف بالذكر

الى عدد

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين

حساب الجمل هو حساب يعطي كل حرف عددا معينا يدل عليه،

هو حساب استخدم في اللغات الساميةكذلك،حيث نجده مستعملًا في الأبجدية العبرية التي تتطابق مع الأبجدية العربية حتى حرف التاء(أبجد، هوز، حطي ،كلمن، سعفص، قرشت) أي تتكون من 22 حرفا وتزيد العربية: ثخذ، ضظغ. واستخدمه المسلمون في تثبيت التاريخ. لكل حرف مدلول رقمي يبدأ بالرقم 1 وينتهي عند الرقم 1000.

وهو من  المعارف التي انتشرت بين الصوفية بعد القرن 6 هجري.ويسمى علم الرمل،وعلم الخط،وأول من عمل به سيدنا ادريس على نبينا وعليه الصلاة والسلام(كان يخط في الرمل).

وهو من علم الحروف،في علم الحرف يقول الحكيم الترمذي رحمه الله:
         العلم بالحرف سر الله يدركه●●من كان بالكشف والتحقيق متصفا               

ويقول ابن عربي أن لقمان من ورثة ادريس في هذا العلم(الباب 15 من الفتوحات)وسماه مُداوي الكَلوم،لأن الكلوم هي الجراحات،ويقول عنه أنه هو الذي علم الطب والفلك والحروف والكيمياء،وسيدنا ادريس في السماء الرابعة حيث فلك الشمس،وحاكم ملائكة هذه السماء هو إسرافيل .هناك حديث شريف مروي عند ابي داوود :”عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يارسول الله ومنا رجال يخطون قال “كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك ” .

واستخدم علماء التصوف حساب الجمل في أذكارهم كاللطيف بالعدد 129 كسر لطيف =129،والبسملة 1026 كسرا.

هناك اختلاف بين المشارقة والمغاربة في شأن هذا الحساب سببه العلم بالطبائع : أي الطبائع الأربعة: النار الهواء،التراب،والماء.

 المشارقة رأوا أن هذا العلم،أي حساب الجمل سمائي ،وبالتالي فهذه الطبائع يجب الإعتماد عليها وتسخيرها نزولا من زحل، ثم الفلك الناري(ن) الذي خلق منه إبليس ونزولا، نجد الهواء(هـ) ثم الماء أي السحاب(م)ثم نجد الكرة الأرضية أي التراب(ت).

إذا جمعت هذه الحروف تعطيك كلمة ” نــهـــمــت” .

أما المغاربة فقالوا نحن في الأرض وحساب الجمل أعطي إلينا للتصرف في الأرض فبدأوا بأول عنصر قوي هو النار(ن)والنارإذا سترتها بالتراب لا تموت وتبقى حية أي تتلأم معه ،فاتبعوه لها ،تراب (ت)،ثم الريح (ر) ثم الماء( م)

أي نــتــرم.

كما رأوا أن أول البروج في الخلق هوالحمل،وهو ناري،ويتبعه الثور،وهو ترابي ،والجوزاء وهو ريحي،والسرطان وهو مائي .

فهذه الطبائع إن سيرتها على أبجد هوز …تعطيك اختلافا في طبائع الحروف (ناري، هوائي، مائي ، ثم ترابي) مما أدى الي اختلاف في حسابها لامحالة ( بين المشارقة والمغاربة)وقد لحق هذا التغييرالأحرف الستة التي جاءت بعد الميم والنون(من كلــمــن) لأن الميم بعدد الدوائر الكونية وتشير إليها،والتي لايمكن تغيرها لأنها تابعة لما سطره القدر في الأزل،والنون يَكْمُن فيها سر الأحمدية نون= 106 أي 53 + 53  .  53 =أحمد.

وحسب علماء سرالحروف فلكل حرف: جـــسم(ج) ،وروح (ر) ،ونـفس (ن)،وعـــقل (ع) ،ودم (م)،وهوما يسميه علماء الحروف جـــرنـــعـــد،وهو حساب البسط والكسر الذي يشير الى باطن الكلمة أو باطن الاية القرءانية.

 إذا فلكل حرف خاصيته :طبيعته المختلفة،جسمه،وروحه، وعقله،ونفسه،ودمه، الذي يختلف عن الحرف الاخر،ولكل حرف ملكه وملكوته” فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ” والحرف شئ له ظاهره وباطنه(مثلا ظاهر حرف د يساوي 4 باطنه هو الدال يساوي 66)وهذا الإختلاف الكبيرلا تجده في الأعداد.

الملائكة عندما عاينوا خلق ادم من العناصر الاربعة المتضادة (الماء التراب النار الهواء)عناصر غير متجانسة قالوا بالفساد”أتجعل فيها من يفسد فيها”وطبائع الحروف كذلك تابعة للطبائع الأربعة ،فهناك تشاجر بين الحروف المائية والنارية والترابية والهوائية،كما أن هناك تشاجر بين الأسماء الإلهية فالمضل يجر الى دائرته،والهادي يجر الى دائرته،الرزاق يجر،المانع يجر.فافهم،لهذا حبذ العارفون الرجوع بالذكر الى العدد الذي لاتشاجر فيه والذي يرجع كله الى العدد واحد،وهو العدد واحد.فالعشرة واحد كررعشرة مرات…وهكذا.. فمثلا 100 هو واحد تكرر مائة مرة،والواحد من اسماء الله تعالى ويشكل دائرة كونية, فالعدد واحد هو العدد الحقيقي وكل الاعداد مندرجة تحته.فكل الأعداد أُسها العدد واحد ،هو المتجلي في مراتبها ويُظهرها وبأسرار تكراره في مراتبها تظهر أسرار الأعداد.فلا تشاجر فإن اختلفت صورالأعداد فباطنها واحد.

فالذكربعدد معين يزيل هذه التشاجرات بين الحروف وبين  الأسماء كما أنه  يجمع همة الذاكر ويركز حضوره فلكل عدد بداية و نهاية.

نــتـرم =  المغـــاربة                                        

الحروف  النارية :     أ       ه       ط       م        ف       س      ذ       

الحروف الترابية :    ب     و      ي      ن        ض       ت      ظ         

الهـــــوائيـــة           ج      ز      ك      ص     ق         ث       غ   

المــــائـيـــة             د    ح       ل       ع       ر        خ         ش         

فكما ترى مثلا في اسمه: لطيف ،الحرف الأول مائي،والثاني ناري  والثالث ترابي،والرابع ناري.

يقول ابن عربي حساب المشارقة حساب أهل الأنوار،وحساب المغاربة حساب أهل الاسرار. فهذا التشاجر يجعل الذكر لايعطي النتيجة المتوخاة  منه مائة في المائة ولكن عندما ترجعه الى عدد ،يزيل هذا التشاجروتكون الإجابة أسرع والترقي أبلغ.أضف الى هذا أن الله  تعالى لم يقل جل شانه(أنا الواو،أو أنا النون) وإنما قال” إِنَّمَا إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ” وهذا يزيد في أهمية الأعداد، والله واحد لا من طريق العدد ،لأن الواحد العددي يقبل الثاني ،وأحدية الحق تعالى لاتقبل الثاني  يقول ابو العباس السبتي دفين مراكش :أنت الواحد لا من عدد الباقي بعد الأبد لك خضع من ركع  كما ذل لك من سجد…اهـ

فالكل يرجع إلى الواحد وعندما تضرب عددا ما، في الواحد لايخرج الا العدد نفسه،كأن الواحد حالٌ في جميع الأعداد،والعدد واحد له من الحروف الألف ا= 1 والألف في اسم الجلالة “الله” يشير الى الأحدية أي الصفة، وهي اعلا مرتبة وجودية ،وغاية ما يصل إليه كشف العارفين،وراءها الغيب المطمطم الخاص بالله. وهناك حروف نورانية تُجمع في”طرق سمعك النصيحة” وغيرها ظلمانية، وهناك حروف يابسة تجمع في “قطب جد”.

كما أن القرءان الكريم أشارالى خاصية بعض الأعداد  كالعدد 7 =سبع سموات ،السبع المثانى،أبواب جهنم … وخاصية العدد 19 بعدد حروف البسملة ،وبعدد خزنة جهنم.و 114 سورة في القرءان هو 19X  6  اسم الله الرحمن ذكر 57 مرة .

فخاصية الحروف تمر من الأعداد.وهذا هو سر رجوع علماء التصوف بالذكر الى عدد معين .

إلا أن العدد المطلوب الذكر به ،يجب ان يكون فيه سرالاحمدية و(أو) المحمدية و (أو) الاسماء الإلهية .بدون هذا السر ينتج الذكر أجرا وربما لا ينتج ترقيا ورفعا للمقام أو يكون الترقي بطيئا.

فمثلا الذكر بالعدد 114  يكمن فيه سر الاحمدية، والذكر بالاسم 92 يكمن فيه سر المحمدية ،والذكر بالعدد 14 يكمن في سر الاسم الوهاب.

وبعض الطرق الصوفية،اعدادهم مرتبطة بالعدد 100 وهو عدد يشير الى الكمال ؟  

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه

كتب سنة 2009

حصل المقال على : 1٬916 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد