سؤال ورد علينا

سؤال : لم لا يجوز التفكر في ذات الله؟؟
لا يجوز التفكر في ذات الله تعالى،إذ لا تُعقل له حقيقة،ولا يعرف له كنه ،ولا صورة له ،و(ليس كمثله شئ)، ولا يدخُل تحت الحدّ والوصْف فمن تفكر في ذات الله وقع في التشبيه والتجسيم والتحييز إنما امرنا في التفكر في ءالاء الله أي نعمه،وهي تابعة لأفعاله،والتي هي من مقتضيات تجليات أسمائه وصفاته،اي الاسماء الحسنى التى وصف بها تعالى ألوهيته،وتعرف بها إلينا فعلمنا بالله تعالى،هو علمنا بوجوده، وكونه سبحانه وتعالى “قادراً عالماً ،متكلماً، مريداً ،حَيّاً قيّوماً سميعاً بصيراً“..

ولهذا لا يجوز أن يسأل عن ماهية الحق كما فعل فرعون فقال :وما رب العالمين. أو عن الكيفية وقول “كيف هو” إذ لا كيفية له.

واعلم أن الذات الإلهية مُنزّهة عن أن يكون لها بعالَم الأمر والخلق مُناسبة ،أو ان تكون علة لشيء ،لأن المعلول تابع لعلته يوجد بوجودها ويفقد بفقدها، فإذا كانت علة أثبتت للموجودات القدم ،فهي لا معبودة ولا مشهودة ولا تعلّق لها بالعالم ،ولا تعلق للعالم بها ،فالمؤثر الرئيسي في العالم هو حضرات الأسماء الحسنى وتجلياتها ،مصطحبة مع حضرات النور المحمدي فلا تتفكر في ذات الله وأبقيها مقدسة ومنزهة حتى عن التنزيه.

قال تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) “نور النبوة “و القرءان ،فالنور سبب الكشف والظهور اذ لولا النور ما ادرك البصرشيئا فبنور النبوة ظهر الوجود للوجود وبنور النبوة عرفت الخلائق الخالق (وإن من شئ إلا يسبح بحمده).

فحقيقة العبودية تقتضي طاعة المعبود ومحبته والخلق لا يصلون الى كمال محبة الله وطاعته لضعفهم (وخلق الانسان ضعيفا ) فأوجد الله لهم بشرا من جنسهم له وجهة حقية تنظر الى الالوهية ووجهة خلقية بشرية وأقام طاعته مقام طاعته فقال (من يطع الرسول فقد اطاع الله )و أقام متابعته مقام متابعته ،ومحبته مقام محبته (قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) لأن الحق تعالى من حيث ذاته غني عن الاسم والنعت والصفة كما قال علي كرم الله وجهه في نهج البلاغة : كمال الاخلاص نفي الصفات عن الحق.