سؤال من احد الاخوان
قال تعالى : مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً (النساء 147)ما معنى شاكرا عليما وجاءت “شاكرا” باسم الفاعل ومن اسماء الله الحسنى الشكورلا الشاكر.؟؟
شكورصيغة مبالغة،والمبالغة تقضي مضاعفة الأجور،فالشكور من يقابل إحسانك بمضاعفة في الأجر،والشاكرمن يقابل الإحسان بالإحسان.قال تعالى(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)(سورة فاطر 30).(ليوفيهم أجورهم )هذا مقتضى الشاكر، وأما ويزيدهم من فضله فهذا مقتضى الشكور.ومثاله قوله تعالى (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن 17)أما قوله تعالى(مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا(النساء 147) فالآيات التي قبلها تتحدث عن المنافقين وتعرض بهم وتتوعدهم بالعذاب، وكما هي العادة فأبواب المغفرة لا تغلق وتفتح لهم الباب حين قوله تعالى(الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (النساء 146) ولاحظ أن الآية قالت مع المؤمنين ولم تقل من المؤمنين.وهنا سرالخطاب فثوبة المنافق مقبولة غير أنه لايصير من الأغنياء في الدين من حيث حسناته ولهذا لم يقل شكورا بل قال شاكرلبيان عدم مضاعفة الأجر.وهذا تقييد خاص لأن النفاق داء خطير ويصعب التأكد من صحة توبة المنافق،لاحظ أن الآية قدمت الشكر على الإيمان.؟ و الإيمان يسبق الشكر؟؟ والجواب أن هذا خاص بالمنافقين إذ أن الإيمان قلبي ولا يستطيع أحد الإطلاع على قلوبهم،فوجب النظر أولا إلى أعمالهم (والشكرعِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه).والله اعلم.
سؤال من احد الاخوان
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
السابق بوست
القادم بوست