1 – دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَـل مَـا تَشَـاءُ وَطِـبْ نَفْسَـاً إِذَا حَكَـمَ القَضَـاءُ
2 – وَلاَ تَجْزَعْ لِحَادِثَـةِ اللَّيَالِـي فَمَـا لِحَـوادِثِ الدُّنْـيَـا بَـقَـاءُ
3 – وَكُنْ رجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً وَشِيمَتُـكَ السَّمَـاحَـةُ وَالـوَفَـاءُ
4 – وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا وَسَـرَّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَـا غِطَـاءُ
5 – يُغَطّى بِالسَّمَاحَةِ كُـلُّ عَيْـبٍ وَكَـمْ عَيْـبٍ يُغَطِّيـهِ السَّـخَـاءُ
6 – وَلاَ حُزْنٌ يَدُومُ وَلاَ سُـرُورٌ وَلاَ بُـؤْسٌ عَلَيْـكَ وَلاَ رَخَــاءُ
7 – وَلاَ تُـرِ لِلأَعـادِي قَـطٌّ ذُلاًّ فَـإِنَّ شَمَاتَـةَ الأَعْــدَا بَــلاّءٌ
8 – وَلاَ تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيـلٍ فَمَـا فِـي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ
9 – وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّـي وَلَيْسَ يَزِيدُ فِـي الـرِّزْقِ العَنَـاءُ
10- إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْـبٍ قَنُـوعٍ فَأَنْـتَ وَمَالِـكُ الدُّنْـيَـا سَــواءُ
11 – وَمَنْ نَزَلتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَـا فَـلاَ أَرْضٌ تَقِـيـهِ وَلاَ سَـمـاءُ
12 – وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلكِـنْ إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَـاقَ الفَضَـاءُ
13 – دَعِ الأَيَّامَ تَغْدُرْ كُـلَّ حِيْـنٍ وَلاَ يُغْنِـي عَـنِ المَـوْتِ الـدَّوَاءُ
الشرح :-
1 – طب نفساً: طابت نفسه بالشَّيء: وافقها فارتاحت إليه، أَو سمحت به من غير كراهية. القضاء: إِخراج ما ثبت بالمقدر إلى الوجود، ومنه القضاء والقدر. وفي بعض النسخ (نزل) بدلا من (حكم).
2 – تجزع: تفقد الصَّبر على ما أَصابك. الحادثة: المصيبة،والنَّائبة، الجمع: الحوادث.
3 – الأهوال: المفرد: الهول؛ أي: الفزع. الجلد: جلد جلداً وجلادةً وجلودة: قوي،وصبر على المروه. شيمتك: الشَّيمة: الخُلق والطبيعة، الجمع: شيم. السماحة: الجود والكرم والسُّهولة. الوفاء: المحافظة على العهد وإتمامه.
4 – عيوبك: المفرد: العيب؛ أي: الوصْمة والنَّقيصة والمذمَّة. البرايا: المفرد: البريَّة؛ أي: الخلق.
5 – ورد هذا البيت في بعض النسخ:
تَسَتَّرْ بالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ * يُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ
6 – الحزن: الهمُّ والغمُّ، والجمع: أحزان. السرور: الفرح. البؤس: المشقَّة والفقر والشِّدة، الجمع: أبؤس. الرخاء: سعة العيش، وحسن الحال. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “تَعَرَّفْ إِلى اللّه فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ”. – أخرجه السيوطي في الدر المنثور: 1/166، والبغوي في شرح السُّنَّة: 4/123، والهندي في كنز العمال: 3221، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 14/125، والعجلوني في كشف الخفاء: 1/366، وابن كثير في تفسيره: 7/34 و 91، والقرطبي في تفسيره 6/398.
7 – الأعادي: العدو: ذو العداوة (للواحد والجمع، والمذكَّر والمؤنّث)، وقد يثنَّى ويجمع ويؤنّث. الجمع: أعداء، وعِداً، وعُداة، وجمع الجمع: أعاد. الشماتة: الفرح ببلية العدو. بلاء: الاختبار والامتحان. قال تعالى في سورة الأنبياء الآية 35: {وَنَبْلُوَكُمْ بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً}.
8 – ترج: تأمل، وأصل الفعل: ترجو، وأصل ترجو: رجأ؛ أي: أمَّل، قلبت الهمزة واواً. البخيل: مُمسك المال عمَّا لا يصحُّ حبسه عنه. الظمآن: العطشان.
9 – رزقك: الرزق: كل ما ينتفع به مما يؤكل ويلبس، والعطاء. التأني: التمهُّل. العناء: التَّعب والتَّعب، والفعل: عنى، والمصدر: عناء. عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “الرّزْقُ مَقْسُومٌ، وَكذَا الرّزْقُ يَطْلُبُ العَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ”. – أخرجه العجلوني في كشف الخفاء: 1/517، وابن القيسراني في تذكرة الموضوعات:.
10 – قنوع: الكثير القناعة، والقناعة: رضا الإنسان بما قُسم له.
11 – المنايا: المفرد: المنيَّة؛ أي: الموت.
12 – القضا: هنا بمعنى القضاء والقدر. وفي بعض النسخ ورد هذا البيت بهذا النص:
وَأَرْضُ اللّه وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ * إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
13 – تغدر: تنقض العهد وتترك الوفاء. والغدر: ترك الوفاء، ونقض الذِّمام والعهد.
المصدر : ديوان شعر للامام الشافعي مع الشرح