قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام :يا أهل السلوك إلى منازل الملوك، الطريق ضيق المجال لا يسلكها إلاّ فحول الرجال، فمن لا دليل له فهو ضال ؛ومن لا مسلك له فهو مع الجهال ؛ ومن لا مربي له فهو من الأنذال ؛ ومن لا تربية له فدعواه محال ؛ ومن لا شيخ له فهو خائب الآمال ؛ ومن لا أدب له سقط من عين الكمال ؛ ومن لا صدق له فضحته شواهد الأحوال ؛ ومن لا همة له فعلمه نكال ؛*وا عجباه إلى بطّال يتطاول إلى منازل الأبطال وهو من الأطفال يجول مجال الرجال *الطبقات الكبرى للمناوي *
التصوف يعبر عن البعد الباطني للإسلام هو مقام الاحسان “ان تعبد الله كأنك تراه”هو علم الحقائق،هوالعلم الذي يوصل الى معرفة الله ،ومعرفة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . التصوف ليس لبس خرقة وتعليق سبحة ،وإطلاق صرخة.والتظاهر بعفة.لا وألف لا. ولله در القائل: ليس التصوف لبس الصوف ترقعه=ولابكاؤك ان غنى المغنونا ولاصياح ولا رقص ولا طرب=ولا تغاش كأن قد صرت مجنونا و إن ترى خاشعا لله مكتئبا = على ذنوبك طول الدهر محزونا
يحكي عن ابو يزيد البسطامي أنه وُصفَ له رجل بالولاية فأتى إلى زيارته وقعد ينتظره، فخرج الرجل من داره وتنخَّم في اتجاه القبلة فرجع أبو يزيد ولم يجتمع به، وقال :هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب الشريعة فكيف يؤمن على أسرار الله انتهى .
فالطرق كلها مسدودة على الخلق، إلا من اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته. يقول أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه “المنقذ من الضلال”: ولقد علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق انتهى. فالتصوف اوعلم السلوك الى ملك الملوك،طريق جِد وصدق ،و حق لا باطل، وطريق إخلاص لا رياء .طريق إتباع،واجتماع،وسماع و استماع. فلا سير بدون إتباع،ولا إتباع بدون ذكر ومذاكرة واجتماع.ومن أراد سلوك الطريق فليبحث أولا عن الرفيق .وليختره عارفا من أهل التحقيق ،والجار قبل الدار.