بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
يقول الله عز و جل “وكل شئ أحصيناه في إمام مبين”
“كل شئ” فلم يستثني شيئا فكل شئ أحصي في هذا النبي الكريم فهو المطلع على المقتضيات كلها “أحصيناه “اي صلى الله عليه وسلم حصره و عرفه وأحاط به و ضبطه و من أسمائه عز وجل (المحصي) وقد تحلى صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم كما اصطحب مع باقي الاسماء والصفات الالهية فصرنا نعرف الله بنبينا و لا نسبة لنا مع الله تعالى عز وجل اذ لا مناسبة و لا مجانسة لنا مع الخالق و لكن مع النور المنبثق من صفته أحد و المبعوث للناس جميعا ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
“في إمام مبين “
مبين : واضح وظاهر
مبين هو اسم علم مذكر من أصل عربي، ومعناه هو الواضح الجلي الظاهر للعيان صاحب الحجة والبرهان
فهو متصف بالاظهار و امامته للكون ملكا وملكوتا حجة و برهان وهو صل الله عليه و سلم معجزة الزمان ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) فهو الاية و البرهان صلى الله عليه وسلم و لكن لا يعلمون
إمام :ا م ا م
في كلمة امام أمان : ام و ام و هي أميته صلى الله عليه وسلم ،مرتبة من مراتب نبوته فهو أصل الوجود (المتقلب في الساجدين) ام الاولى : أصل بنور نبوته قبل خلق الخلق( الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان) ام الثانية: جسده الشريف فالانسان صور على القالب المحمدي ( خلق ادم على صورة الرحمن) و حشى ان نظن ان الرحمن راجعة على الذات فلا علم لنا بها (يقول ابن عربي ارتباط العالم بالله هو ارتباط الصانع بالمصنوع) وانما هو خليفته الملتحف بحلل الاسماء وهذا هو اصل المنطق
امام ،الميم :ميم المحمدية وهي كذلك عدد الدوائر الكونية فإحاطته بها إحصاؤه لها قبلا و بعدا فهو المهيمن، الخليفة ،المدبر قبل بعثه واثناء بعثه وبعد بعثه و خليفة الله الى ان يرث الله الارض ومن عليها ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)
الالف : فهو الساري سره في كل شئ سريان الالف في الحروف و الواحد في الاعداد فبوجود نوره وجد الوجود فجاءت الالف سابقة الميم لأن الوجود النوري سبق وجوده الجسدي فجاءت امام بامامتان امامة نورية و امامة جسدية شريفة فقد ام صلى الله عليه و سلم الانبياء بجسده الشريف وهم ارواح فكان جامع للنورانيته و جسده صلى الله عليه وسلم
ايمان