حديث الجمعة (2)

  1. قال تعالى (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً)[آل عمران : 41]
    في سورة مريم (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً)[مريم : 10]
    في الاولى ثلاتة أيام و في الثانية ثلاث ليال،لم ؟ ولم الإسثتناء في اليوم(إلا رمزا)؟ولم يرد مع”ليلا”؟
    ربما لأن في النهار ينشغل الناس بأعمالهم وتجارتهم وبمهام بيوتهم وخصوصياتهم،فيكون الكلام أكثر لأنه وسيلة للتواصل،وضروري في الحياة البشرية،وما تميز الانسان عن الحيوان إلا بالنطق. 

  كما ان التواصل بالاشارة يكون واضحا بالنهار.فأمره تعالى أن لايكلمهم إلا رمزا،ولا شك أنهم كانوا يفهمون ما يرمز إليه،وفهموا تذكيره لهم بالتسبيح بكرة وعشيا(وأوحى اليهم أن سبحوا بكرة وعشيا)ولو لم يفهموا اشارته، لاتهموه بالجنون . 

      فهو الذي طلب من الله أن يجعل له آية،ولا شك أنه ماطلب الاية حتى كان بخالده فكرة عنها،فأعطاه الله له الاية التي أرادها وكان يفكر فيها. 

أما بالليل وفي ذالك الزمان البعيد،فلم تكن هناك إنارة جيدة،بل قناديل تكاد لاترى يدك على ضوئها ، فلا فائدة من ذكر الإشارة.فسيدنا زكريا عليه السلام ،صام عن الكلام ثلاثة أيام،وثلاثة ليالى،إلا في النهار فكان مسموحا له بالاشارة. 

 ومااقترن كلا من الجمعين:”ليالي وأيام”في القرءان إلا وتم تقديم الليالي عن الأيام (سيروا فيها ليالي وأياما امنين..(سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام) فحساب الايام والشهور،يبتدأ بالليل،والليل أصل والنهار فرع عنه،منسلخ منه.قال تعالى (و آية لهم الليل نسلخ منه النهار).

 فالليل له اهمية في حساب الزمان،وردت معه اللفظة”سَوِيّاً“معبرة عن ذلك(ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً)ولم ترد مع حساب اليوم. “سَوِيّاً“صفة كمال (فتمثل لها بشرا سَوِيّاً).(فاتبعني اهديك صراطا سويا)( أمن يمشي سويا على صراط مستقيم).والدليل على كون حساب الايام والشهور،مرتبط بالليل،قوله تعالى في سورة يونس(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) فالقمرليلي ومنازله 28 هي التي تبين عدد السنين والحساب.فحساب العرب ليلي،هو تقديم الليل على النهار،وزمانهم قمري،أما الحساب العجمي فيقدم النهار على الليل وزمانهم شمسي. فليلة السبت عندهم هي الليلة التي يكون في صبحها يوم الاحد. وليلة السبت عندناهي التي يكون في صبحها يوم السبت  .

قال تعالى(وَآيَةٌ لَهُمُ الَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ)ولم يبين أي نهار يسلخ من آية ليلة،ولم يقل ليلة كذا، نسلخ منه نهار كذا .

وعلماء السيمياء يقولون: ان ليلة الأحد يسلخ منها نهار الأربعاء،فالشأن الذي هو في ليلة الأحد،هو في نهار الأربعاء،وليلة الاثنين يسلخ منها نهار الخميس، فالشأن الذي هو في ليلة الإثنين،هو في نهار الخميس،وليلة الثلاثاء يسلخ منها نهار الجمعة ،وليلة الاربعاء يسلخ منها نهار السبت،وليلة الخميس يسلخ منها نهارالاحد،وليلة الجمعة يسلخ منها نهار الاثنين،وليلة السبت يسلخ منها نهار الثلاثاء،والشأن الذي يفعل في ليلة كذا يفعل في نهار كذا،فجعل الله بين كل ليلة ونهارها المسلوخ منها 3 ليال و3 نهارات.فاليوم نهار وليل،في مقابل ظاهر وباطن.

والله اعلم. 

حصل المقال على : 609 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد