قال العارف بالله ابو العباس بن العريف الصناجي:
”ليس بين الله وبين العباد نسب الا العناية،ولاسبب إلا الحكم ،ولاوقت غير الازل،ومابقي فعمى وتلبيس” انتهى .
( كتاب محاسن المجالس).
ليس هناك نسبة بين الله وبين عباده ،الرب رب الى ما لانهاية،والعبد إلاما لانهاية.الحق تعالى له الغنى المطلق، لاتنفعه طاعة مطيع ،ولا تضره معصية عاص.
إلا العناية: والعناية هي مقتضيات الاسماء الالهية،فاسمه تعالى الرزاق يطلب المرزوق، والشافي يطلب المريض،والتواب يطلب المذنب، وقس على هذا باقي الاسماء الالهية وعموما الربوبية تطلب المربوب.
فكل الأسماء الإلهية تطلب الظهور، والظهور يكون بالمخلوقات.فمقتضياتها تخصهم.
“إن ربهم بهم ”.
قال ابن عربي في فصوصه :
فأظهرنا وظهر بنا.ويقول :هو الظاهر في المظاهر.أي ظاهر بأسمائه وصفاته في مخلوقاته ،لا بذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ولاسبب الا الحكم : يقصد بالحكم،قضاء الله السابق ”فريق في الجنة وفريق في السعير”.
الحكم الإلهي الذي“قدر كل شئ تقديرا”.
”كل شئ خلقناه بقدر”.
ولا وقت إلا الأزل :الأزل نعت ،وهو نفي الأولية عن الله تعالى،فليس في حق الله تعالى ماض ولا حاضر ولا مستقبل ،خلق الزمان والمكان ، وهو تعالى لا يجري عليه حكمها.الزمان والمكان من مخلوقات الله كان الله ولاشيء معه.
وما بقي فعمى وتلبيس: الله تعالى مخلاف لكل مخلوقاته.لا تجل بأحديته،ولامثيل لوحدانيته،ولا ند له في افعاله وصفاته.
وكل ما خطر ببالك فالحق خلاف ذالك.
وما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد.
ومن قال بالحلول فهو معلول.
ومن قال بوحدة الوجود فكفره ظاهر مشهود.
فنزه الحق،حتى عن التنزيه. “ليس كمثله شئ”
”سبحان ربك رب العزة عما يصفون”.
فعزة الحق تعالى حاجز دون الوصول الى معرفته.
قال تعالى(ولا يحيطون بعلمه)فمن لا يحاط بعلمه،كيف يحاط بذاته.؟!؟.
هيهات هيهات.
(وما يعقلها الا العالمون).
يقول الجيلي في كتابه الانسان الكامل :
المتكلم في ذات الله صامت،والمتحرك ساكن، والناظر باهت،لأن الشيء إنمايفهم بما يناسبه فيطابقه،أوبما ينافيه فيضاده،وليس لذاته في الوجود مناسب،ولامطابق ولا مناف ولا مضاد …انتهى
فذات الحق تعالى لا يدركها الفهم،ولا الكشف.ولا الخيال،ولا إلهام ،ولا الفلسفة،ولا الإشارة ،ولا العبارة،ولا الشريعة،ولا الحقيقة…
لا يعرف الله الا الله.