بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
قال الشيخ عبد الحي الفرماوي:ومن دلائل توقيفية الرسم القرءاني ،أن الكلمة من القرءان قد تكتب في مواضع برسم،وفي موضع اخر برسم ،مع أنها هي هي، فلوكان الرسم بالاصطلاح لما وقع هذا التخالف،وبإتباع ارشادات الوحي كانت هذه الاختلافات، انتهى.
وورد الاختلاف في رسم كلمة عظام
أثبت العلم وجود 360 مفصلاً في جسم الإنسان، موزعةٌ كالتالي: 86 مفصلاً في الجمجمة. 6 مفاصل في الحنجرة والرقبة. 66: مفاصلاً في الصدر. 76 مفاصلاً في العمود الفقري والحوض. 64 مفاصلاً في اليدين والأذرع وأصابع اليدين. 62 مفاصلاً في الأرجل والقدمين وأصابع القدمين. 360 مفصلاً هومجموع عدد المفاصل، أي ما يزيد عن عدد عظام جسم الإنسان بحوالي 154 حيث يبلغ عدد عظام جسم الإنسان البالغ 206 عظمات.
وردت “العظام” معرفة بالألف واللام في ثلاثة مواضع؛ ثبتت في موضع، وحذفت في موضعين؛في قوله تعالى: “وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259) البقرة. العظام في هذا الموضع هي عظام حمارعزير الذي مر على القرية الخالية ،وشكك في قدرة الله ، فأماته الله مائة عام ثم بعثه؛هي معجزة تبرهن على قدرة الله لذا ثبتت ألفها.فالعظام حقيقة ثابتة تكسى باللحم امام نظره.
وأما الموضعان اللذان
حذفت فيها الألف :
قوله تعالى:”وَضَرَبَ
لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَـامَ وَهِيَ رَمِيمٌ(78)
يس.
وفي قوله تعالى:”
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَـامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَـامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنشَأْنَـاـهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَـاـلِقِينَ
(14) المؤمنون.
تنقسم العظام إلى أربعة أنواع وهى كالتالى:
– العظام الطولية:
توجد فى الأطراف العليا والسفلى “كعظام الفخذ والساق والعضد والساعد.
-العظام القصيرة: توجد فى عظام القدم والرسغ.
-العظام المفلطحة: توجد فى عظام اللوح والإلية والجمجمة.
-العظام غير المنتظمة: توجد فى أماكن متفرعة من الجسم.
انظر الى شكل عظام الحوض،والى مفصل الكتف وعظمة اللوح،وكيف شَكْلُ عظام
القدم ومشطياته ،وسلاميات أصابع القدم.فورد الحذف هنا لختلاف شكل العظام .
وثبتت الألف في قوله تعالى:”أَيَحْسَبُ الإِنسَـاـنُ أَلَّنْ نَجْمَعَ
عِظَامَهُ(3) القيامة.
هذا استفهام واعجاز لمن ينكر البعث،وهذه كذلك
من معجزات الله تعالى؛ فثبتت ألفها. اذ هي عظامه هو،وليست عظام غيره،يعرف
طولها وعيوبها، والجمع يقتضي على الجامع ان يعرف حقيقة ما يجمع.
وجاءت كلمة (عظاما) محذوفة في ثمانية مواضع، ومعها
استفهام استنكاري (اءذا)انكار للبعث،وانكار لقدرة الله،وهو الذي اوجب الحذف،وهي
عظام بالية ونخرة، والقائلين مختلفين في اعتقاداتهم واستنكارهم .والايات هي :
قوله تعالى:“وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا وَرُفَـاـتًا
أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(49) الإسراء.
قوله تعالى: “ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ
بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَـاـتِنَا وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا
وَرُفَـاـتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(98) الإسراء
قوله تعالى: “أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ
إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ(35)
المؤمنون
قوله تعالى: “قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا
أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(82)المؤمنون
قوله تعالى: “أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا
تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(16) الصافات
قوله تعالى: “أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا
تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ(53) الصافات
قوله تعالى: “وَكَانُوا يَقُولُونَ
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(47)
الواقعة
قوله تعالى: “أَئِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا نَخِرَةً(11) النازعات
والله اعلم
ابن المبارك
من اسرار الرسم القرءاني الجزء الثاني