هذا سؤال من بعض الاخوان
قال الله تعالى(وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا
خالصا سائغا للشاربين}سورة النحل
وفي سورة المومنون(وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تاكلون). مرة (بطونه) واخرى (بطونها) ؟؟.
قال عز وجل:﴿وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ﴾ …﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾.فيقال لكل غامض: بطن، ولكل ظاهر: ظهر،ومنه: بطنان القدر وظهرانها،ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر،ولما يخفى عنها: باطن.
بطونه في الاية الاولى تعني الخفاء وعدم الظهور لذا اتبعه تعالى قوله (من بين فرت ودم لبنا خالصا).. ومن المستحيل رؤية أوالاطلاع على المكان الذي له هذه الخاصية فهو في بطون ،وبعد ذلك ينتقل اللبن الى الضرع
من بطونه اي مما خفى عنا،ولن نطلع عليه بتقنياتنا الحديثة.
اما الاية الثانية(من بطونها) فهنا بطونها تشير الى تعدد المعدات، وخاصية الاجترار ،وبقاء الطعام مدة طويلة لتخميره للحصول على قدر كبير من هضم، وامتصاص الطعام ،وتحويله إلى إنتاج سواء لحم أو حليب اومواد أخرى .
فعندما قال تعالى( بطون) تكلم عما خفي عنا:بين الفرث والدم.
وعندما تكلم عن (بطونها) تكلم عن ما ظهر لنا:المنافع والاكل.
قال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ .مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)النحل
في اية النحل يخرج( من بطونها) أي بطن النحلات الشغالات (الاناث) فالعسل لايخرج من بطن نحلة واحدة بل لابد من اجتماع نحل كل الخلية والتعاون على ذلك لذا قال تعالى (بطونها) والله أعلم.