حديث الجمعة ” وكذالك كدنا ليوسف”

جاء في الآيتين (70-72) من سورة يوسف(فلما جَهّزهُم بجَهازِهم جَعلَ السقايةَ في رَحل أخيه ثمّ أذّن مؤذن أيتها العيرُ إنّكم لسارقون. قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون،قالوا نفقد صواع الملك،ولمن جاء به حمل بعير).

غاير بين السقاية والصواع واستعمل المعاريض لتفاد الكذب، فلو قال نفقد السقاية لكان كذبا ،فهم لم يفقدوها.
قال تعالى (وكذلك كدنا ليوسف ماكان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله)(76) فغاير من السقاية الى الصواع،لأن الكيد اقتضى ذلك، فالكيد لا يكون كيدا حتى يكون مخفى عن المكيد به،يأ خذ اخاه محبة فيه ،وهم يظنون أنه اخذه لاجل السرقة(ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل).والاخ الذي يظنون انه سرق من قبل امامهم…

والكيد منه ماهو مذموم وما هم محمود.

وقد سبق كيدهم ليوسف بشهادة ابيه( يابني لاتقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا) فرموه في البئر وادعوا ان الذئب اكله.

(وجاءوا على قميصه بدم كذب) كأن الذئب قبل أكله، نزع قميصه.

(وجاءوا أباهم عشاء يبكون) عشاء حتى لا يرى والدهم الكذب على وجوههم.والخجل من أنفسهم،الظلام ستر ملامحهم. وهذا كله من كيدهم؟.
(فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه(76)

“ثم” تفيد التماطل، أي بعد وقت طويل، كي لايلفت انتباههم،ويكون الكيد خفي …واستعمل القرءان اداة ” كذالك”(وكذلك كدنا ليوسف) اداة البعد،أي بعيد عنهم ادراك حقيقة المسألة، وانها مجرد كيد،ولم يفقدوا صواع الملك. فكان الكيد في فعل فتية يوسف وفي كلامهم .

الكيل كان هو السائد في التعامل التجاري،في المواد التموينيّة، أمّا اليوم فيغلب فيه الوزن.ولم يكن المكيال مقتصراً على المحاصيل الزراعية، كالقمح والشعير. .. بل كان يستخدم أيضاً في المواد السائلة،كالزيت والعسل والحليب. من هنا نجد أنّ المكيال المستخدم كان يصلح لضبط كيل المحاصيل الزراعية، وكذلك كيل المشروبات السائلة.فهو إذن صواع،وهو أيضاً سقاية.
والله اعلم

حصل المقال على : 97 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد