جذبة من جذبات الحق خير من عبادة الثقلين

قال تعالى”وله من في السموات والارض و من عنده” فعطف”من عنده”على السموات والارض والعطف يقتضي المغايرة .فدل على أن بساط العندية وراء السموات والأرض ومحيط بحضرات السموات والأرض .فخزائن الأشياء في العندية الإلهية،وهو بساط  العطاء الإلهي.ولكل اسم من الأسماء الإلهية “عنديتة ” لأن مقتضى العاطي غير مقتضى المانع “وما ننزله إلا بقدر معلوم “.وهذا يقتضي أن الحق تعالى يوجد الأشياء من وجود علمي إلى وجود عيني” إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون” وسماه شيئا. قال تعالى” قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى” أعطى كل شئ خلقه ،أي كماله الذي يستحق، فما في العالم نقص أصلا.فلا يصدرعن الكامل إلا الكمال،فما في الكون إلا الجمال “وليس بالإمكان أبدع مـما كان” (كما تقول عبارة الغزالي).والوجود كله عطاء،واعوجاج القوس إستقامته لما أريد له.لأن ما في الوجود إلا الأسـماء الإلهية ومقتضياتها، وما ثم أشرف من الأسـماء الإلهية عرف ذلك من عرفه، وذهل عنه من ذهل .قال تعالى “إن الله واسع عليم”هو الواسع من حيث العلم،ومن حيث الإحاطة ،ومن حيث المراقبة ، فالكل بمشيئة الله  مقدر،في بساط  الرحمانية مسطر.قدر المقادير وظبط الموازين .فمن سأل فما خرج من القضاء ،ومن ترك السؤال فما خرج من القضاء.

فتوجه إلى  الله بقـلبك وقالبك، واقتدي بسحرة فرعون حتى تصل ،وتُحَصِّل،قال السحرة ” إنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ” وما قالوا” الاخرة خير وأبقى ” (كما ورد في سورة الأعلى ). فانظر كيف جذبتهم العناية الربانية ،في أسرع وقت، وتأمل قوة إيمانهم ،وتعلقهم بخالقهم ،وقبل دقائق كانوا سحرة.ورد في كلام القوم :جذبة من جذبات الحق خير من عبادة الثقلين.

حصل المقال على : 1٬705 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد