قال تعالى”واقيموا الصلاة “أربعين مرة ،وقال” وأقم الصلاة خمسة مرات. اعلم أن الصلاة لا تقام بطهارة الظاهر،واطمئنان وخشوع فحسب ،بل كذلك بطهارة الباطن،وهي طهارة السر،بأكل الحلال ،واجتناب المعاصي، والوقوف عند حدود الله.واستشعار عظمة الله .فما كل مصلٍ مقيم للصلاة. قال صلى الله عليه”رب مصل ليس له من صلاته إلا القيام، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع “. أقم الصلاة بكليتك قلبا وقالبا ،عقلا ووجدانا ،مع إتقان هـيئتها وآدابها أي آدائها كاملة الأركان،والشروط الظاهرة،والباطنة،ولمنزلة هذه الصلاة فرضت في السماء،ولمنزلة هذه الصلاة كانت أول شئ يطلبه الخليل “رب اجعلني مقيم الصلاة “ومن ثمرات هذه الصلاة، أنها تضع بينك وبين البخل والجزع سدا منيعا ،قال تعالى “إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إلا المصلين الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ“. ومجموع التكاليف عمل وحال، فالعمل ميزانه الإخلاص،والحال ميزانه الصدق.لا تزين ظاهرك بالتشبه بأهل الطاعات، وتخرب باطنك بالميل إلى الشهوات ” إن الله لاينظر إلى صوركم ،وإنما ينظر إلى قلوبكم ” التقوى ها هنا “. فَـكَسِّر صنم نفسك،واقتل جندها بأنواع المجاهدات، تحظى بالمشاهدات،وتجني الفتوحات . افطم نفسك عن ثدي الشهوات يغديك بلـبان المعرفة. فرضت الصلاة في المعراج ،على وفق العبادة التي ما قام بها نور النبوة ،في الدوائر الأولية أي قبل حلق الخلق،فكانت خمسون،وأصبحت 5 في الفعل و50 في الآجر ولو فرضت الصلاة في السير الملكي أي قبل سدرة المنتهى، لبقيت فريضة الصلاة 50 في الفعل والآجر .لكن لما كانت في السير الملكوتي ،خارجة عن الحس وعن المعنى، استجيب لحبيبه.
فانتبه الى صلا تك ،ولاتنقرها نقر الديك ،ولا بد من المجاهدة ليصير الحكم للروح لا للنفس، فالنفس آمارة بالسوء ،فكن منها على حذر.