تلبيس إبليس على صاحب”تلبيس إبليس

“( ابن الجوزي) تلبيس إبليس على صاحب”تلبيس إبليس

بسم الله   الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين في كتابه تلبيس إبليس تطرق ابن الجوزي رحمه الله إلى قرابة أربعين صنفا من الناس منهم اليهود والنصارى والفقهاء والعلماء والعوام والصوفيةو الفلاسفة … وقد أشار استنادا إلى حكايات وخرافات وظنون كيف لَبَّسَ إبليس عليهم. وحسب ابن الجوزي فإن إبليس لَبَّس على جميع خلق الله إلا على الأنبياء والرسل والملائكة كما استثنى شخصه يقول حاكيا عن نفسه مُعظما لها في أول الكتاب: “كتبت بأصبعي ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألفا “. وفي كتابه صيد الخاطر ص180 يقول :”    …. فإن أبي مات وأنا لا أعقل والأم لم تلتفت إلي فركز في طبعي حب العلم… ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف،وأسلم على يدي أكثر من مائتي نفس، وكم سالت عين  متجبر بوعظي لم تكن تسيل… “.

وفي نفس الكتاب ص27 يقول : ” قلت يوما في مجلس لو أن الجبال حَمَلت ما حَمِلْتُ لعجزت… ” ؟

ألا يكون إبليس قد لبس عليه هو الآخر، ألا يكون هذا عجب وغرور ألا يكون حبا للشهرة وتعظيما للنفس.؟

الإجابة عن هذه التساؤلات نجدها في معرض كلامه على تلبيس إبليس على الكاملين من العلماء(ص157)  “إن أقواما علت هممهم وحصَّلوا علوم الشرع من القرءآن والحديث والفقه والأدب وغير ذلك فأتاهم إبليس فلبس بخفي التلبس فأراهم أنفسهم بعين التعظيم لما نالوا وأفادوا غيرهم “.

وفي ص41 يقول :”جاء إبليس إلى موسى عليه السلام فسأله موسى عن الشيء الذي إذا صنعه الإنسان استحوذْتَ عليه .قال إبليس إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه”  .

يقول ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر ص179: ” ولقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا لو حصل لي ندمت عليه، ثم تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم وجاهي بين الناس أعلى من جاههم”.

من خلال كلامه يتبين أن ابن الجوزي رحمه الله استكثر عمله و أعجبته نفسه ونسي ذنوبه التي يقول عنها في نفس الكتاب {صيد الخاطر} ص 348 : … مانزلت بي آفة أو غم أو ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى يمكنني أن أقول هذا بالشيء الفلاني وربما تأولت فيه بعد فأرى العقوبة فينبغي للإنسان أن يترقب جزاء الذنوب فَقَلَّ أ ن يسلم منه وليجتهد في التوبة”. وفي ص349 يقول:” ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعا ولو كشف للناس بعضها لاستحييت”.

وكتابه يحتوي تقريبا على 500 صفحة خصص منها 265 للكلام على من سماهم تارة الصوفية وتارة قوم تشبهوا بالصوفية. والكتاب مليىء بالغيبة والبهتان وسوء الظن والحكايات والخرافات والتناقضات وكله يعتمد على الرواية حدثنا…حدثنا… حدثنا. وفي بعض الحكايات يصل الرواة إلى 14 شخصا وقد قيل ما آفات الأخبار إلا رواتها. وبئس مطية الرجل :حدثنا.

والكثير من الحكايات يشكك هو بنفسه في صحتها فيقول “هذه الحكايات الله أعلم بصحتها “{ص228}. “هذه الحكاية أنا مرتاب في صحتها ” {ص251} ” هذه الرواية وان صحت “{ص353}.”هذه الحكاية عندي بعيدة عن الصحة ” {ص356 .

الحكايات التي يرويها ابن الجوزي رحمه الله غالبا ما كانت تتداول في الأسواق وكل حاك يزيد وينقص حسب خياله ليجلب إليه أسماع المتفرجين ، و ابن الجوزي رحمه الله يقر بهذا ويعترف به. إقرأ ص21 من كتابه صيد الخاطر :”… وأمثال هذا كثير وربما حملها القصاص على الكرامات وعظموها عند العوام”. وفي ص22 من نفس المصدر السابق يقول “وكم  زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد ولا ماء”. وفي ص94 يقول: “… ولقد ادخل المتزهدون في الدين ما ينفر الناس منه حتى إنهم يرون أفعالهم فيستبعدون الطريق وأكثر أدلة هذا الطريق القصص فإن العامي إذا دخل مجلسهم وهو لايحسن الوضوء كلموه بدقائق الجنيد وإشارات الشبلي…” وفي ص151 من تلبيس إبليس يقول وهو يحكي عن القصص : “…ثم إن غالبهم يخلط فيما يورده وربما اعتمد على ما أكثره محال “.وفي ص 472 من(تلبيسه) يقول “قيل لرابعة العدوية يا عمة لم لا تأذنين للناس يدخلون عليك؟ قالت وما أرجو من أناس إن أتوا  لي حكوا عني ما لم أفعل.” والغريب في ابن الجوزي أنه مع اعتماده على الحكايات والخرافات وتشكيكه في صحة الكثير منها فهو يصدر حكما عليها ويطعن فيمن رويت عنهم ويسوء الظن بهم. يقول عن الحديث الشريف في ص145 : “ومن القبيح تعليق حكم على حديث لا يدرى أصحيح هو أم لا؟ هذا في حق الحديث ؟ فما بالك  بالحكايات والخرافات يا ابن الجوزي. يقول في كتابه صيد الخاطر ص127: ” رأيت كثيرا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من الغيبة “وكلامه ينطبق عليه إذ لبَّس عليه إبليس فلم يتحاشى الغيبة وسوء الظن.

يقول في تلبيسه ص149: ” وقد لبس إبليس على قوم من العلماء ينقطعون عن السلطان إقبالا على التعبد والدين فيزين لهم غيبة من يدخل على السلطان من العلماء فيجمع لهم آفتين غيبة، الناس ومدح النفس”.

يقول في نفس الكتاب ص416 : ” حدثنا … حدثنا محمد بن الفضل قال كنا عند عبد الرحمان بن أبى حاتم وهو يقرأ علينا كتاب ” الجرح والتعديل” فقال أظهر أحوال العلم من كان منهم ثقة أو غير ثقة فقال له يوسف بن الحسين استحييت إليك يا أبا محمد كم من هؤلاء القوم قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة أو مائتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم على أديم الأرض فبكى عبد الرحمان وقال  يا أبا يعقوب لو سمعت هذه الكلمة قبل تصنيفي هذا الكتاب لم أصنفه.”

ويورد ابن الجوزي رحمه الله هذه الحكاية ولم يتعظ بها، ويعقب عليها بقوله: ” ثم كون القوم في الجنة لا يمنع أن نذكر بما فيهم وتسمية ذلك غيبة حديث سوء.” فالغيبة عنده لها مفهوم آخر.

في ص329 من تلبيس ابليس بعد سرد حكاية بعيدة الصحة يقول: ” إني أعجب من فعل هذا الرجل وإلقائه جلباب الحياء عن وجهه وإنما أعجب من البهائم الحاضرين كيف سكتوا  عن الإنكار عليه ” فها هو ابن الجوزي بعد مرور مائة سنة على الحكاية يتدخل ويسب الناس بالبهائم. وفي الصفحة 298 يقول: ” أما سعد الدمشقي فرجل جاهل “ص299 : ” وإن صحت الحكاية عن مروان فهو فاسق” . و يوجه الاتهام إلى حجة الإسلام الغزالي بقلة الفهم [ص302] وبالبدعة [ص327]. والعجيب في الأمر أن ابن الجوزي نفسه لم يسلم مما عاب به الغزالي وأخوه أحمد الواعظ ،فحشا كتبه الوعظية بما لا يصح ولا يثبت مثل كتابه (ذم الهوى) وقد لاحظ ذلك العلامة المؤرخ ابن الأثير في كتابه الكامل ج4 ص640 طبعة بيروت. قال ابن الأثير : والعجب أنه يقدح فيه بهذا وتصانيفه هو و وعظه محشو به مملوء به.

و يتناقظ مع نفسه فيقول في كتابه المنتظم ج9 ص168 يقول في مدح الغزالي: صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها وتحقيق الكلام فيها.”

الخرافات: يقول في الصفحة 151 من تلبيس إبليس وهو يحكي عن القصاص: “…ثم إن أغلبهم يخلط فيما يورده وربما اعتمد على ما أكثره محال. “وفعلا فأكثر ما أورد من الخرافات محالة وبعيدة عن التصديق. في ص256 يورد : ” صوفي لم يشرب ولم يأكل ستة عشر يوما ” (لماذا ؟). بنفس الصفحة “ صوفي أكل التبن مدة 3 سنين “. ص259 : “ صوفي يأكل كل يوم 10 حبات زبيب. ” ص260 : “صوفي لم يشرب الماء سنة كاملة. ” ؟؟؟ ص260 : ” صوفي آخر لم يشرب الماء سنة ولم يدق النوم سنة ” ؟ ص344 : يقول: ” نظر محمد بن عبد الله وكان من خيار عباد الله إلى غلام جميل فغشي (؟) عليه فحمل إلى منزله واعتاده السقم حتى أقعد من رجليه …”هذا رجل من خيار عباد الله يشل من رجليه بعد النظر إلى غلام جميل؟ وفي نفس الصفحة يقول: ” وفيهم (الصوفية)من همت نفسه الفاحشة فقتل نفسه ” ؟؟ هَمَّ بالفاحشة ولم يعملها وآتى بما هو أكبر منها :قتل نفسه؟ . الصفحة381 : ” يحكي عن بعضهم أنه بعد أن نظر إلى جارية حسناء قلع عينه التي نظر بها ” (كأن الإنسان يختار العين التي سينظر بها)” ويعقب ابن الجوزي على الحكاية (كما لو أنها قطعية الثبوت) يقول: ” انظروا إلى جهل هذا الشخص بالشريعة لأنه لم يتعمد النظر فلا إثم عليه وإن تعمد فقد أتى صغيرة يكفيه الندم. ” ص382 : ” امرأة تقلع عينيها وترمي بهما إلى رجل افتتن بها وتبعها إلى دارها. ” ؟؟؟  ص435 : ” يحكي عن الحسين النوري أنه ما قعد على الأرض أربعين يوما إلا في التشهد .” يعني انه كان يأكل وهو مستلق على الأرض وكذلك إذا أراد قضاء حاجاته.؟؟؟  ص446 : ” شيخ لم يفتح إحدى عينيه 80 سنة…” ص447 : ” رجل فقأ إحدى عينيه وقال النظر إلى الدنيا بعينين إسراف. “

والكتاب مليئ بالخرافات أنظر الصفحات 385-386-387-413-414-456…..

فكأننا اشترينا جريدة من الجرائد التي تنشر الحوادث،و الإشاعات الخاطئة والكاذبة.يقول في ص280 ” فإذا ادعى الشاب الصحيح البدن السليم المزاج أن رؤية الحسناوات لا تزعجه ولا تؤثر فيه ولا تضره في دينه كذبناه لما نعلم من استواء الطباع. فإن تبث صدقه عرفنا أن به مرضا خرج به عن حيز الاعتدال. “

الصفحة301: ” من ادعى أنه يسمع الغناء ولا يؤثر فيه عنده تحريك النفس إلى الهوى فهو كاذب.  ص 327 ومتى إدعى الانسان انه لاتثور شهوته عند النظر الى أمرد فهو كادب ؟؟. ص280: “…وكذا من قال أن الغناء المطرب المزعج للطباع لا يؤثر عنده كذبناه. و من كلامه يتبين مدى تلبس إبليس عليه ،فهو تثور شهوته عند النظر إلى الأمرد . الغناء يحرك نفسه إلى الهوى، رؤية الحسناوات تزعجه وتؤثر فيه. وإذا قال لا، كذبناه.  في ص 405: يقول ” أن القلوب تصدأ وتحتاج إلى جلاء وجلاؤها النظر في كتب العلم  ” (مع أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال بأن جلاء القلوب ذكر الله). ص77: من كتابه صيد الخاطر يقول: ” وهو يتكلم عن العلم.. وربما كان تقليب الأوراق أحسن من الصوم والصلاة والحج والغزو… ” ؟؟؟ .

ص420 : يحكى عن سهل بن عبد الله أنه قال لصحابه إذا أردت أن تشتكي فقل أوه فهو اسم من أسماء الله تعالى؟؟؟.ص206: يقول “…وجاء المقدسي وصنف لهم كتاب سماه صفوة التصوف سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضع إن شاء الله . “ولم يذكر منه شيئا.  ص243: يروي عن سفيان الثوري أنه قال لرجل عليه صوف لباسك هذا بدعة. وهذا لا يمكن أن يصدر عن فقيه عالم مثل سفيان الثوري.  الصفحات من 243إلى247 يروي حكايات تنكر على من يلبس الصوف. مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس الصوف وابن الجوزي يعرف هذا بل ويورده في الصفحة240.

ويتبين من هذا أن ابن الجوزي رحمه الله  يروي كل ما يسمع دون التيقن من صحته، و دون تحكيم عقله فيه، و دون سند لما يروي ولم يمحص الأسانيد للتأكد من صحة المتون . وهذا من تلبس إبليس عليه فهو  يعتقد الصواب في الخطأ والحق في الباطل ويجرح الأشخاص.

الصفحة461 : يقول عن الصوفية: “…وقد أبدلوا إزالة العقل بالخمر بشيء سموه الحشيش والمعجون…”. في الصفحة 142 يروي حكاية عن علي بن داود ونفس الحكاية يرويها في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين الصفحة82.

كذلك تجده يحكي في الصفحة  132من أخبار الحمقى والمغفلين عن ذلك الذي فقأ عينه قائلا بأن النظر إلى الدنيا بعينين إسراف وهذه الحكاية يوردها في كتاب تلبيس إبليس الصفحة447 كما سبق ذكرها.

ومن هنا يتبين لنا أن ابن الجوزي لا يدري هل الأشخاص الذي يحكي عنهم صوفية أم متشبهون بالصوفية أم حمقى أم مغفلين أم منحرفين يشربون الخمر ويأكلون الحشيش والمعجون؟  في الصفحات 265-266-267: يحاول شرح تأثير الجوع على الجسم بكيفية علمية(؟)  فتزل قدمه ويتكلم عن امتداد المعدة ؟عند الجوع وأن مع الجوع لابد لها من شيء تهضمه فتتغذى بالأخلاط وهذا الغداء الرديء يخرج الوسواس والجنون وسوء الأخلاق.  الصفحة356: يقول أن للدماغ ثلاث قوى: قوة يكون بها التخيل ،وقوة يكون بها الفكرة، وقوة يكون بها الذكر. ثم يأتي بنظرية تشريحية للدماغ بعيدة عن الواقع (بطبيعة الحال) .

وفي نفس الصفحة يقول أنه إذا دام ترك النكاح على شباب الصوفية أخرجهم إلى 3 أنواع: النوع الأول المرض بحبس الماء فإن المرء إذا طال احتقانه تصاعد إلى الذماغ مَنِيُّه… ونفس الخطأ يورده في كتاب صيد الخاطر الصفحة 36 حيث يقول فإذا زاد اجتماع المني أقلق… لأنه يترقى من بخاره إلى الذماغ فيؤدي….؟؟؟!!

فما بال هذا الرجل يجادل فيما ليس له به علم. يتكلم بكل وقاحة عن أشياء لا علم له بها ولا دراية له بها حبًا في الكلام و إظهار العلم وهذا من تلبيس إبليس عليه فهو لا يدري أنه لا يدري وهذا قمة الجهل. وغالب الظن أن الأخلاط التي تكلم عنها هي التي دفعته إلى الهلوسة .

التناقضات :

يقول في الصفحة 377 من تلبيس إبليس ” إن طباع الآدمي تتساوى. “

وفي الصفحة453 . “من ادعى أن الرياضة تغير الطباع ادعى المحال. “

وفي الصفحة454 : ” من ادعى تغير طبعه كذب. ” وكذلك صفحة 438. ويتناقظ مع أفكاره ويقول في الصفحة146 : ” وينبغي أن نعلم أن الطبع لص فإذا ترك مع أهل هذا الزمان سرق من طباعهم وصار مثلهم…”كذلك في الصفحة 394 يقبل التغيير يقول : ” … فيخرجون بهذا عن الطباع السليمة التي تؤثر عندها الفراق. “

تناقضات أخرى.في الصفحة 265 يقول: ” أن الشباب لا صبر لهم على الجوع “. وفي الصفحة267 يقول ” أن قوة الشباب تعين على الجوع. ” في الصفحات 263 إلى 266 ينكر على الناس (الذي يتحدث عنهم والذي سماهم بالصوفية)  تقليلهم من الطعام. في الصفحة 218  يقول عن الصوفية أن مهمتهم دوران المطبخ والطعام والماء المبرد…

وفي الصفحة 267 يقول أن عمر بن الخطاب كان يأكل في كل يوم إحدى عشر لقمة وأن ابن الزبير كان يبقى أسبوعا لا يأكل.

وفي الصفحة 138 من كتابه صيد الخاطر يقول … وأوقات الجوع خير من أوقات الشبع.

وفي الصفحة 362 من نفس الكتاب يروي في معرض الاستحسان والمدح أن الصوفي داود الطائي وعثمان الباقلاوي كانوا يقللون الطعام . تناقضات أخرى حينما يتطرق إلى الحديث عن الوجد في الصفحة 310 لا يقبل تمزيق الثياب من الوجد وفي الصفحة 301 يحكي عن شخص سمع بيتا من الشعر فصاح ومات ولم ينكر هذا. وفي الصفحة 316 يقول ” إننا لا ننكر ضعف بعض الطباع عن الدفع(أي دفع الوجد)… فهو من جنس قوله تعالى “فخر موسى صعقا. “

في الصفحة 246 يقول: ” كان المهاجرون والأنصار يلبسون لباسا مرتفعا وقد اشترى تميم الداري حلة بألف درهم. “

في الصفحة246 يقول ….” فإن الإنسان يجب أن يرى جميلا وذلك حظ النفس ولا يلام فيه. ” ويتناقض مع كل هذا عندما يختص الأمر بالصوفية فيقول الصفحة251 وهو يحكي عن صوفي يلبس المرتفع من البز الديبقي يقول هذا في الشهرة كالمرتفعات إنما ينبغي أن يكون ثياب أهل الخير وسطا. في الصفحة 355 من تلبيس إبليس ينكر على الصوفية العزلة. أما في كتابه صيد الخاطر فهو يمدح العزلة ويقول في الصفحة 30 :…فعليك بالعزلة والذكر والنظر في العلم فإن العزلة حمية… الصفحة177 يقول : ما أعرف للعالم قط ولا عزا ولا شرفا ولا راحة ولا سلامة أفضل من العزلة.

تناقضات في كتابه صيد الخاطر في ص126 يقول ليس في الدنيا أنفع للعلماء من جمع المال للاستغناء عن الناس.في ص335 يقول ومن ضرورة المتشاغل به (أي العلم) البعد عن الكسب…

في كتابه تلبيس إبليس يتكلم عن العلماء نجد تناقضات أخرى في كلامه في الصفحة 157 و 358.

تناقضات الصفحة 225 و230 حينما يتكلم عن المال فحديث الذي مات من أهل الصُّفة، وخلف دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان. فهذا الحديث يعطيه ابن الجوزي معنيين مختلفين على حسب هواه ومراده.

الصوفية ومن تشبه بهم: التناقض الكبير الذي ظهر في كتاب ابن الجوزي هو أنه لا يعرف عمن يتكلم فمرة يقول الصوفية ومرات يقول ناس تشبهوا بالصوفية. استمع إليه في الصفحة 218 وهو يضع الصوفي الحق في كفة ومن تشبه به في كفة أخرى يقول: فمهمتهم دوران المطبخ والطعام والماء والمبرد فأين جوع بشر (يقصد بشر الحافي شيخ الصوفية في زمانه) وأين ورع السري السقطي وأين جد الجنيد وهؤلاء أكثر زمانهم ينقضي في التفكه في الحديث أو زيارة أبناء الدنيا. فمن هؤلاء الذين لا يشبهون بشر الحافي وسري السقطي وسيد الطائفة الجنيد.

في الصفحة 398 يقول: ” …حدثنا أبو حفص قال وما كان المتقدمون في التصوف إلا رؤوسًا في القرآن والفقه والحديث والتفسير ولكن هؤلاء أحبوا البطالة. فمنهم هؤلاء الذين ليس لهم دراية لا بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ؟ يقول في الصفحة 234 أن رجلا قال للشبلي قد ورد جماعة من أصحابك وهم في الجامع فمضى فرأى عليهم المرقعات والفوط فأنشأ يقول:

أما الخيام فإنها كخيامهم                 و أراى نساء الحي غير نسائها

ويعقب ابن الجوزي على هذا بقوله : ” واعلم أن هذه البهرجة في تشبه هؤلاء باؤلئك لا تخفى إلا على كل غبي في الغاية فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس (أي غش)  “.فمن هم هؤلاء؟ وأولئك؟ لقد خفي الأمر على ابن الجوزي وينسب نفسه بنفسه إلى غاية الغباء.في الصفحة 232 يقول: ” وجاء آخرون فأرادوا التشبه بالصوفية وصعب عليهم البدادة…وقد لبس إبليس عليهم أنكم الصوفية بالنفس والنفيس وانما أرادوا أن يجمعوا بين رسوم التصوف وتنعم الدنيا…” فمن هؤلاء الذين أرادوا التشبه بالصوفية والجمع بين رسوم التصوف ونعيم الدنيا؟.

الصفحة 210 يقول: ” فأما المتشبهون بالقوم ليسوا منهم فأغلاطهم كثيرة…. ” فمن هؤلاء المتشبهون بالقوم وأغلاطهم كثيرة.؟

الصفحة 231 : ” إن إبليس قد لبس عليهم وقال أنتم الصوفية لأن الصوفية كانوا يلبسون المرقعات وأنتم كذلك، أتراهم ما علموا أن التصوف معنى لا صورة ، وهؤلاء قد فاتهم التشبه في الصورة والمعنى. ” إذا هو يحكي عن أناس تشبهوا بالصوفية في الصورة لا في المعنى.

الصفحة326 يقول: ” أن الصوفية في صحبة الأحداث على سبعة أقسام: القسم الأول أخبث القوم وهم ناس تشبهوا بالصوفية…”

أهم صوفية؟ أم أناس تشبهوا بالصوفية؟ انه لا يدري على من يتكلم.

الصفحة449. “وقد اندس في الصوفية أهل الإباحة فتشبهوا بهم حفظا لدمائهم. “

الصفحة457: ” … تم تشبه بهم من ليس منهم وتسمى بأسمائهم وصدر عنهم مثل ما قد حكينا…” إذا كل ما حكاه كان عن المتشبهين بالصوفية.

الصفحة475: ” وقد اندس في الصوفية أقوام وتشبهوا بهم وشطحوا في الكرامات وادعائها وأظهروا للعوام مخاريق…”

ما جاء في كلامه عن التصوف:

يقول في الصفحة 203 من تلبيس إبليس : ” وهذا الاسم الذي ظهر للقوم قبل 200 هجرية ولما ظهر أوائلهم تكلموا فيه وعبروا عن صفته بعبارات كثيرة وحاصلها أن التصوف رياضة النفس ومجاهدة الطبع برده عن الأخلاق الرذيلة وحمله على الأخلاق الجميلة من الزهد والحلم والصبر والإخلاص والصدق إلى غير ذلك من الخصال الحسنة التي تكسب المدائح في الدنيا والثواب في الآخرة. “

الصفحة 204 يقول: ” قال الجنيد: التصوف هو الخروج عن كل خلق رديء والدخول في كل خلق سني. “

الصفحة209 : ” قال الجنيد. ما أخذنا التصوف عن القيل والقال لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات فإن التصوف من صفاء المعاملة مع الله. “

الصفحة209 : يقول” قال الجنيد:علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة. “.

الصفحة209 : ” قال السري: من ادعى باطن علم يناقض ظاهر حكم فهو غالط. “في الصفحة 400 يقول : ” قال أبو سعيد الخراز كل باطن يخالف ظاهر فهو باطل. ” قال ابو على الدقاق: كل حقيقة لا تتبعها شريعة فهي كفر. قال الغزالي: من قال الحقيقة تخالف الشريعة والباطن يخالف الظاهر فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان. يقول في الصفحة204: قال رويم كل الخلق قعدوا على الرسوم وقعدت هذه الطائفة على الحقائق وطالب الخلق كلهم أنفسهم  بظواهر الشرع وهم طالبوا أنفسهم بحقيقة الورع ومداومة الصدق.

وفي الصفحة230 : يقول ابن الجوزي سئل أحمد بن حنبل عن السري السقطي فقال الشيخ المعروف بطيب المطعم. وفي ص 71 من كتابه صيد الخاطر يقول حضر أحمد بن حنبل فسمع كلام الحارث المحاسبي فبكى. في الصفحة 218 من تلبيس إبليس يمدح بشر الحافي والسري والجنيد.

الصفحة 209 يقول قال أبو سلمان الدارني ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه الإ بشاهدين عدلين الكتاب والسنة. وفي نفس الصفحة يقول قال أبو يزيد : ” لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تعتبروا حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود. “

وبذلك فمن كان على هذا المنهج فهو صوفي ومن خالفه فهو مبتدع يدخل تحت إطار الخرافات والتناقضات التي جاء بها ابن الجوزي.

يقول في الصفحة 16 : ” قد بينا أن القوم كانوا يتحذرون من كل بدعة وإن لم يكن بها بأس لكيلا يحدثوا ما لم يكن . “

وخلاصة القول أن إبليس لبس على صاحب”تلبيس إبليس” هو الآخر وأوقع به في الغيبة وفي تناقضات واضحة وافتراءات دنيئة. لقد اعتمد في هجومه على من سماهم بالصوفية على هذه الافتراءات وعلى حكايات خرافية وأصدر حكما عليها مع تشكيكه في الكثير منها. لقد أتاه إبليس بخفي التلبس فأراه نفسه عظيمة لما [نال وأفاد غيره] لقد استكثر عمله ونسي ذنوبه وجمع له بين غيبة الناس ومدح النفس. فأنساه إبليس قواعد ما تعلمه من علم المصطلح ومدى حرص أهله على صحة رواياتهم وثبوت أحكامهم ،وأنسانا ابن الجوزي بدوره في كتابه العجيب هذا ابن الجوزي الحافظ العالم المحقق العادل فحفظنا الله وإياكم من تلونات إبليس ومكائده.ويبدو أن ابن الجوزي لم يميز بين التصوف الحقيقي وبين أصحاب الأهواء. وأورد قوله مرة ثانية: ” واعلم أن  هذه البهرجة في تشبه هؤلاء بأولئك لا تخفى إلا على غبي في الغاية فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس. “.وبهذا يشهد على نفسه بغاية الغباء.

وابن الجوزي يجهل تماما التصوف الحقيقي ومن جهل شيئا عاداه. يقول في الصفحة 206 من تلبيس إبليس”:  وصنف لهم القشيري كتاب الرسالة فذكر فيه العجائب من الكلام في الفناء والبقاء والقبض والبسط ،والوقت،والحال والوجد … إنه يسمي مالم يفهم وما جهل العجائب وجاء المقدسي فصنف لهم صفوة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها.؟ ويقول صفحة 205 “وصنف لهم أبو نصر السراج كتابا سماه اللمع ،ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول…”كما أنه لا يصنف الفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم ومعروف الكرخي من الصوفية بل يعتبرهم من العباد فقط. ومع ذلك يتناقض ويروي في ص314 من تلبيس إبليس أن ابن الفضيل بن عياض قد سقط من الوجد.

وفي كتابه صفوة الصفوة الذي جمع فيه خيرة الأخيار من الناس تجده يترجم لجم غفير من الصوفية ويذكرهم بكل خير نذكر منهم الحارث المحاسبي ج2ص376 والسري السقطي ج2 ص371 و أبو سعيد الخراز ج2 ص435 و أبو الحسين النوري ج2 ص439 و رويم شقيق البلخي ج2 ص442 و حاتم الأصم ج4 ص161 و الشبلي ج2 ص456 و خير النساج ج2 ص451 و الجنيد ج2 ص416 يقول فيه كان ورده 300 ركعة و30 ألف تسبيحة… في الصفحة 420 من كتابه تلبيس إبليس يقول” أن سهل بن عبد الله قال أن (أوه) اسم من أسماء الله ” أما عندما يترجم له في كتابه صفوة الصفوة في ج4 ص 64 فلا يقول عنه إلا الخير ويروي له كرامات. كذلك بالنسبة لأبي يزيد البسطامي ففي ج4 ص107 من صفوة الصفوة فيقول فأبو يزيد من أولياء الله أما في تلبيس إبليس فهو عنده قليل العلم سيئ الفهم صاحب بدعة أنظر الصفحات 414-415-424-425-397.

لقد مات والد ابن الجوزي وهو صغير وتزوجت أمه كما أصيب بمرض نفسي ألجأه إلى زيارة قبور الصالحين (قبر الصوفي معروف الكرخي الذي يقال عنه : قبر الكرخي ترياق مجرب)  كما يحكي ذلك في صيد الخاطر صفحة62 : ” …. وكثر ضجيجي من مرضي وعجزت عن طب نفسي فلجأت إلى قبور الصالحين….”

لقد طعن ابن الجوزي و انتقد كل عباد الله ولم يترك أحدا ،وذهب به تلبيس إبليس عليه أن شك في توكل الصديق أبي بكر رضي الله عنه حين ذهب بكل ماله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ” ما تركت لأهلك قال: الله ورسوله. ” فاستمع إلى ابن الجوزي في صيد الخاطر ص47 يقول: فإن اعترض جاهل فقال جاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله فالجواب أن أبا بكر صاحب جأش وتجارة فإذا أخرج الكل أمكنه أن يستدين فيعيش.ولم يقف عند هذا الحد بل لبس عليه إبليس إلى أن فسر حديثا شريفا بغير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتناقض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ الصفحة290 من كتابه صيد الخاطر:… وكذلك أهل الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة فإن أحدهم توسل بعمل كان ينبغي أن يستحي من ذكره وهو أنه عزم على الزنا. والآخر ترك صبيانه يتماغون إلى الفجر ليسقي أبويه اللبن وفي هذا البَرِّ أَذىً للأطفال ولكن الفهم عزير .والنبي صلى الله عليه وسلم ساق حديث أصحاب الغار في سياق يمدحهم به لجلال أفعالهم وهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم لما فعلوه وهم ما أدلوا بأعمالهم وإنما توسلوا بها في وقت الضيق إذ علموا أنها خالصة لوجه الله تعالى ثم لو كانت أفعالهم فيها نقص لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالإشارة لهذا النقص وهو صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم عند كل ذي دين لا يسكت عن منكر أبدا . لكن صاحب تلبيس إبليس يورد هذه الأفعال في مقام الذم والتصغير ويفسر الأشياء برأيه الخاص.

لقد حُبس ابن الجوزي في آخر حياته 5 سنوات فشرد عياله إلى أن شفعت فيه أم الخليفة فأطلق سراحه وتوفي بعدها مباشرة سنة 597.

ألا يكون هذا عقوبة لطول لسانه وتهجمه على خلق الله. يقول في صيد الخاطر صفحة 348 :… ما نزلت بي آفة أو غم أو ضيق صدر إلا بزلل أعرفه حتى يمكنني أن أقول هذا بالشيء الفلاني وربما تأولت فيه بعد فأرى العقوبة…… فيا ترى كيف رأى 5 سنوات من السجن.

هذا وليسامحني القارئ الكريم على نقدي لشخص ابن الجوزي لكن ماذا أفعل    عندما أرى شخص يتهجم على أولياء الله. وأريد أن أشير إلى أنني ما ذكرت كلمة من هذا البحث إلا وراودني تسائل هل فعلا ابن الجوزي هو الذي كتب هذا الكتاب لأنني أعرف ابن الجوزي عالما منصفاحافظا متقنا… فكيف له أن يقع في هذه الزلات العظام ولكنني كلما تذكرت قوله تعالى في الحديث القدسي: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.فهمت سبب هذا التيه الذي وقع فيه ابن الجوزي رحمه الله.

خاتمة:

إن هناك جماعة من الدخلاء على التصوف نسبوا أنفسهم إليه شوهوه بما أدخلوا عليه من بدع ضلالة وأفعال منكرة تحرمها الشريعة الإسلامية الشريفة كاستعمال آلات الطرب المحظورة ،والاجتماع المقصود بالأحداث، وحضور النساء حلقات الذكر والغناء الفاحش… فلم يعد التصوف عملية لتطهير القلب والتحلي بالأخلاق الحميدة والتخلي عن الرذائل بل صار سهرات أنس لتسلية النفوس،والتصوف بريء من كل ذلك. فكل شخص إدعى التصوف ومال عن السنة النبوية (ولو في لبس نعله) فهو مبتدع وبعيد عن طريق التصوف الذي هو مقام الإحسان وعلم السلوك إلى حضرة ملك الملوك. فهذا الشخص مبتدع ومسؤول عن نفسه لذا ينبغي التفريق بين التصوف والصوفي فليس الصوفي المنحرف (وأذكر كلمة صوفي هنا تجاوزا فقط وإلا فالصوفي لا يمكن أن يكون منحرفا) ممثلا للتصوف كما أن المسلم بانحرافه لا يمثل الإسلام ومما يؤسف كذلك أن بعض أدعياء العلم من تلبيس إبليس عليهم تهجموا على التصوف ولم يميزوا بين أصحاب البدع المنحرفين(المتشبهين بالصوفية) وبين الذاكرين السالكين المتبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الحقيقة القلبية. وأشير إلى أنه : لو أن الفقهاء تحققوا بمقاصد فقههم لما احتجنا لمن يتسمى صوفيا ولكان الفقهاء هم الصوفية الحقيقيون. وأختم بقول الجنيد رحمه الله: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته.

وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وسلم تسليما كثير.

المراجع :

تلبيس إبليس طبعة 2000. صيد الخاطر طبعة 2000.

أخبار الحمقى والمغفلين طبعة 1997. صفوة الصفوة الطبعة الثانية لدار المعارف

 محمد ابن  المبارك سنة 2001  .

حصل المقال على : 1٬353 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد