تحت المجهر:نص تحليلي لمناظر الجيلي

“منظر الوجود”

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.                          لكل جواد كبوة ،ولكل فارس غفوة،وكلام الله هو الوحيد الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه،لا اختلاف فيه ولا تناقض ﴿وَلَوْكَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ في المنظر الخامس من كتابه المناظريحاول الجيلي أن يبين أن الداخل في هذا المشهد يطَّلع على السرالإلهي،الذي يكون شافعا لمن شاء من عبدة الأوثان،والمشركين وغيرهم،من أهل النِحْلَ والمِلَلِ الماضية، فيحصلون على حقيقة الإيمان ،قبل الموت،أو بعده،ويحشرون في زمرة الموحدين، وهو سر قوله تعالى:  ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾(الزمر 53 ) انتهى. وينسى الجيلي قوله تعالى﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾وقوله تعالى ﴿فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ فهذا الكلام إن لم يكن دُس على الجيلي ظلما فغير مقبول شريعة .المناظر الإلهية للجيلي تذكرنا بالمواقف الإلهية لابن قضيب البان،والمواقف والمخاطبات للنفري .وكذا كتاب مواقف الفقراء لعبد الله البوسناوي، ومن المؤكد أن الجيلي قرأ معظم مؤلفات ابن عربي،وأخذ الكثير من أفكار ومصطلحات الشيخ الأكبر ،وأعطاها ذوقه الخاص،ومهما يكن من أمر فالجيلي الوحيد من بين أقرانه،الذي تجرأ على نقد ابن عربي، ونعته بالسهو (أدبا معه). لهذا نجد شبيه هذا المنظر عند ابن عربي في فتوحاته وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 959 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد