قال تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)
وما اخبرنا سبحانه وتعالى بهذا، الا لعلمه انه سيكون منا مَنْ أينما تولّى سيشاهد هذا الوجه الالهي في الاشياء .
(ان الله واسع عليم) ولهذا الوُسع الالهي،فهذا الوجه المذكور يختلف مِنْ تَجَلٍّ الى تَجَلٍّ ،ومن صورة الى صورة. لأنَّ الاسم المُتجلّى به يختلف ،والحضرة المحمدية تختلف . والتجلّي تابع للعلم ،والعلم تابع للإرادة الإلهية. وحيثما تصل الرحمة،يصل العلم: (ربنا وسِعْتَ كل شيء رحمة وعلما).
ومن يرى هذا الوجه الرباني في الاشياء،يكونُ من أصحاب وحدة الشهود… أشار ابن عربي في أبيات مطلعها ( لقد صار قلبي قابلا كل صورة…) الى أنه يرى هذا الوجه في صور الوجود
.
وفي الفتوحات الجزء 3 ص 132 اشار الى. انه يرى هذا الوجه كذلك في التجليات الاخذة بنواصي المخلوقات(مامن دابة إلا هو اخذ بناصيتها)
قال:
عقد الخلائق في الإله عقائدا= وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه
.
(أنا شهدت) اشارة الى المشاهدة,أي مشاهدة التجليات الالهية،وهذه الوجه المشهود. أعداء التصوف حرفوا البيت وقالوا .
قال ابن عربي :
عقد الخلائق في الإله عقائدا =وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
حرفوه لينسبوا ابن عربي الى القول بوحدة الاديان.
فهذا الوجه ظاهر لمن جاهد فشاهد.لأصحاب مقام(كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر به) فإن لم تكن تراه،فصدِّقْ بأن هناك من يراه، ولا تجمع بين الجهل والانكار .
فلكل مقام مقال ..ولكل زمان رجال…
و أكثِروا من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل:( أقْرَبكُم مني مجلسا يوم القيامة اكثركم علي صلاة )