قال تعالى :” ان الله اشترى من المومنين انفسهم” فاضاف الشراء له تعالى، فما لنفسك ليس لك ، وفي نفس الاية ” فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “وأضاف بيعها للمومنين، وتأمل قوله تعالى ” اشترى” بالماضي فالشراء وقع قبل القبل، فالمومن لا نفس، المومن له قلب ” لمن كان له قلب ” فكسر صَنَم نفسك فقد بعتها،وارتح من منازعاتها ولا بلوغ لهذه الغاية الا بالصدق في مجاهدتها، فتحفك العناية الربانية ،وتظهر لك السبل الموصلة الى القرب من الله ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا “،سبلنا بالحمع إذ منها ما هو حسي،ومنها ما هو معنوي ،منها ما هو ظاهر ،ومنها ما هو باطن، فالطرق الى الخالق على عدد أنفاس الخلائق،فتفتح عين بصيرتك،ويصير غيبك شهادة،و كثافتك لطافة “فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ”….” كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به” ( الحديث).جاهد تشاهد ،ولا وصول لمن ليس معه محصول، فمن أراد الراحة فليجهد مطية نفسه “ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” والله تعالى أوقع البيع على النفوس لا على القلوب.فجد واجتهد،ففضل الله لايقتصر على عمرو أو زيد ” كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً“
حصل المقال على : 1٬968 مشاهدة