قال تعالى :
قال انظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين( الاعراف 15)]
{قال رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم (الحجر 37
{قال رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ص 80
في الاعراف : قال انظرني قال انك من المنظرين دون فاء
وقال رب فانظرني ) ( فإنك) (مرتين) بالفاء
لما ؟
في الحجر قال تعالى : ” إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم .
أبى=رفض وامتنع ، لهذا السبب أي للإباء جاءت الفاء الاولى (فاخرج) التي تفيد السببية والترتيب. قال تعالى”وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ” ولهذا السبب طلب ابليس امهاله الى يوم يبعثون” قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ”
” قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم” .
في سورة ص: إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)
“الا ابليس استكبر وكان من الكافرين “لهذا السبب الاستكبار جاءت فاء السببية الثانية. استكبر رأى نفسه خيرا من ءادم “فاخرج” لاستكبارك مطرودا مبعدا من رحمة الله الى يوم الدين، فطلب الامهال…” الى يوم يبعثون فكان لكل سبب في ابقائه الى يوم يبعثون “فاء” تخصه لأن الإستكبارغير الإباء.
الاياتان السابقتان ترجعان الى الاسباب: لهذا السبب استحق ابليس الطرد واللعنة…فهما تابعتان للشريعة.
اما في الاعراف : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ
في سورة الاعراف لم ترد الفاء السببية وهذه الاية تفيد ان الحكم أزلي سابق قبل خلق إبليس وقبل خلق ادم قدرعليه ذلك الامر،لا مفرله منه، لهذا لم يقل له فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم”وفي الايتين السابقتين وردة “فإنك” بالفاء والى “يوم الوقت المعلوم” لكي لا يكون هناك تكرار في المعنى الباطني للاية.. ففي بساط الحكم سطرت معصية إبليس ويوم يبعثون مسطر فهو بساط عام الكل مذكور فيه، ولم ترد الربوبية على لسان ابليس “قال فبما اغويتني” لان البساط بساط الحقيقة قبل طهور مقتضى الاسم الرب والمربوبين ،هو بساط دائرة الرحمانية ،دائرة بداية الظهور. في حين في سورة ص التى تعنون عن الشريعة “قال رب بما اغويتني” وفي الايتين اللاتين تشيران الى الشريعة أمر بالخروج “فاخرج” اما في الاية التي ترمز الى الحقيقة فأمر بالهبوط والخروج ” قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ”
“ولقد خلقناكم “الخلق راجع على النبوة المحمدية أول عبد مخلوق “قل ان كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين” والتصوير راجع على ءادم في الحديث خلق ءادم على صورة الرحمان)لذا بدأت اية سورة الاعراف التي تشير الى الحقيقة ذكرلخلق والتصوير.
قال تعالى في الاعراف ” قال مامنعك الا تسجد اذ امرتك'” وفي ص ” قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي” فهناك مانع ،وهو الارادة الالهية فابليس عصى الأمر” اذ امرتك” ولا يستطيع مخالفة الإرادة الالهية … أمر بالسحود فأبى واستكبر. والارادة لا تريد منه السجود. لان الله تعالى قبل خلق ءادم قال للملائكة “إني جاعل في الارض خليفة” .فهذه الاية تشير الى الحقيقة
في الاعراف “فبما اغويتني و في سورة ص “رب بما اغويتني”هذا.اعتراف بقدرة الله ونفاذ سلطان حكمه عليه.
استطرادان :
1) جمع تعالى في سورة البقرة الوصفين الاباء والاستكبار الى ابليس:” الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين .”
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ: اعتصم بعزة الله ولهذا لا يمكن لأحد أن يقضي عليه حتى ياتي أمر الله.
وجمع السجود وعدم الاستكبار للملائكة: إنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ{ المائدة 82}
وجمعهما للكون كله : ولِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (النحل : 49)
2)الى يوم يبعثون ؟بالمضارع اي الجملة الفعلية التي تفيد التجدد والاستمرار ولم يقل الى يوم البعث بالجملة الاسمية لما ؟ فيوم يبعثون كمل يشير الى يوم القيامة فهو يشير كذلك بالنسبة للكافر الى يوم إسلامه فهو بعث بالنسبة له “أو من كان ميتا فأحييناه” وبالنسبة للعاصي يشير الى يوم توبته من المعاصي. ،لدى جاء بالجملة الفعلية التى تقتضي الاستمرار والتغيير ولو كان يوم القيامة خاصة لجاءت الجملة الاسمية ولقال تعالى ” الى يوم البعث “والله اعلم