بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا حول حفيدي رسول الله المولاي إدريس الاكبر،والمولى ادريس الازهر. المولى إدريس الاكبرهو إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء، بنت الرسول عليه الصلاة والسلام. وأمه عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هاشم بن المُغيرة المخزومي. فهو إذن، قرشي من الأبوين. منذ أن تولى العباسيون الخلافة سنة 132 هـ أصبح أبناء عمهم العلويون في نزاع شديد معهم، لأنهم اعتبروهم غاصبين للخلافة الإسلامية، وأن الحق يرجع إليهم. فصاروا يَتَحَيَّنون الفرصة للثورة عليهم. كان أول من تزعم الحركة محمد بن عبد الله بن الحسن، المدعو النفس الزكية ،الذي ثار بالمدينة، لكن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور قضى على ثورته سنة 145 هـ، كما قضى على الثورة الموازية لها التي قادها أخوه إبراهيم بالبصرة في نفس السنة. وبعد مرور أربع وعشرين سنة على هاته الثورة أي في سنة 169هـ ، قامت ثورة أخرى بقيادة الحسين بن علي بن الحسن المثلث في ناحية مكة بمكان اسمه فخ. ولم تنجح هاته الثورة بدورها حيث قضى عليها الخليفة الهادي ابن المهدي في معركة كانت شديدة ،وقتل فيها كثير من العلويين. واستطاع مولاي إدريس،عم الحسين، وأخو محمد النفس الزكية. أن ينجو من القتل.وإلتجأ إلى المغرب صحبة مولاه راشد الأوْرَبِي ،بعد أن حصل على مساعدة والي مصر وأفلت من مراقبة الشرطة العباسية. وراشد الأوربي كان من أهل الشجاعة والحزم والقوة والعقل والدين والنصيحة لآل البيت.فجنب سيده إدريس كل الصعوبات، إذ عمد إلى أسلوب التمويه فألبسه ثيابًا قديمة ممزقة. وزاد على ذلك بأن صيره كالخادم له يأمره وينهاه.، فانسلا مع حُجاج مصر وإفريقيا متخفيان حتى دخلا القيروان. ثم استراحا قليلا في تلمسان.ثم غادرها إلى طنجة.
دخل المغرب سيدي ادريس ،وأسس به دولة سنة 172هـ ،وكان الاستقراربمدينة وليلي التي كانت تسمى فولوبيليس وتعتبر أول عاصمة لدولة إسلامية في المغرب وإفريقيا ،والدولة الإدريسية تعتبر ثاني دولة إسلامية مستقلة عن الخلافة الإسلامية بعد دولة الأمويين في الأندلس . وبايعته قبيلة أوْرِبَة على السمع والطاعة،وزوجته من سيدة أمازيغية هي كنزة الأوْربية،ودعت القبائل المجاورة لمبايعته،فلبت الدعوة وبايعته جموع غفيرة من القبائل وانطلق يجاهد لنشرالإسلام ،وكان أكثر سكان هذه المناطق يدينون باليهودية والنصرانية والمجوسية، والإسلام بها قليل ،حتى اصبحت سلطته في أقل من سنتين تمتد من تامسنا غربا إلى تلمسان شرقا، مارة بتادلا والأطلس المتوسط . وهذا ما أثار مخاوف الخليفة هارون الرشيد، ولما رأى صعوبة توجيه جيش من العراق إلى المغرب،قرراللجوء إلى أسلوب الاغتيال،على يد رجل ماهر في الكذب والتلبيس والجاسوسية،هوسليمان بن جرير الشماخ الذي تمكن من اغتيال مولاي إدريس،عن طريق السم سنة 177 هـ … مات مولاي ادريس عن عمر يناهز 46 سنة، وترك زوجته حاملا، ووضعت مولودا ذكرا سمي بإدريس.. ضريح المولى ادريس يوجد بمدينة زرهون،نسبة الى الجبل الذي يٌسمى جبل زرهون ،والتي تقع على بعد 30 كيلومترا شمال مدينة مكناس،ويقام له موسم سنوي كبير .
حصل المقال على : 1٬330 مشاهدة