الموقف الثاني من مواقف الشيخ عبد القادر الجزائري

يقول: قال الله تعالى: (وإيّاك نَستعين) [الفاتحة 5].                                         من المعلوم البَيّن: أن القُدرة على الفعل والتّرك والمَشيئة وسائر الإدراكات،تابعة للوجود. فما لاوجود له،لا فعل ولا تَرك ولا إدراك له.والإنسان،وكل ممكن،لا وجود له مُستقلاً،لا قديماً ولا حادثاً،بُرهاناً وكَشفاً.  ولمّا كان خطاب الحق عباده إنما هو على حَسب تَخيّلهم،وتَمشيّة لدَعواهم،جاءت نسبة الأفعال الصّادرة من العباد،في بادئ الرّأي ونَظر العقل،متنوّعة مختلفة،في الكتاب والسنة.فمرّة جاءت منسوبة إلى الله بالإنسان،ومرّة منسوبة إلى الإنسان بالله،وتارة منسوبة إلى الإنسان وحده،وتارة نَفاها عن الإنسان صَراحة. وقولنا: “عِلّة التّكليف هي الدّعوى” مُرتبطة بالعبادة التكليفيّة.. أما “العبادة الذّاتيّة” فهي حاصلة لكل المخلوقات. انتهى

 

يشير في هذا الموقف أن لا فاعل الا الله ،فالاستعانة به،والعبادة به وله،هو المعطي والمانع،والضار والنافع ،والانسان عدم ظاهر كما قال ابن عربي في (كتاب مشاهد الأنوار القدسية ومطالع الأسرار الإلهية): 

            قيل لي :من انت.؟ قلت :أنا العدم الظاهر.قال لي :والعدم كيف يصير وجودا   لولم تكن موجودا لما صح وجودك؟ قلت: ولذلك قلت أنا العدم الظاهر أما العدم الباطن فلا يصح وجوده.انتهى .

   والتكليف مرتبط بالأمر والنهي لهذا نسب إليهم الأفعال ،أما العبادة الذاتية فهي حاصلة لكل المخلوقات يقصد بهذا أن كل شيء يسبح(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)ويصلي(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسْبِيحَهُ)ويسجد (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ(أَلَمْ تَرَأَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُوَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُوَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)

فالخلائق على معرفة بوحدانية الخالق ،وهذا الدور التعريفي كان من مهام النبوة المحمدية

حصل المقال على : 580 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد