الموقف الأول من مواقف الأميرعبد القادرالجزائري قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حَسنة) [الأحزاب 21]. إن الله تعالى قد عَوّدني،أنه مهما أرادَ أن يأمُرني أو يَنهاني أو يُبشّرني أو يُحذّرني أو يُعلّمني عِلماً أو يُفتيني في أمر أسْتَفتيه فيه،إلا و”يأخذني مِنّي،مع بَقاء الرّسم،ثُمّ يُلقي إليّ ما أراد”بإشارة آية كريمة من القرآن،ثمّ يرُدّني إليّ فأرجع بالآية قرير العين،مَلآن اليدين.ثمّ يُلهمني ما أراد بالآية،وأتلقّى الآية من غير حرف ولا صوت ولا جهة. وقد تَلقّيت،والمنّة لله تعالى،نحو النّصف من القرآن بهذا الطريق،وأرجو من كرم الله تعالى أن لا أموت حتى أسْتَظهر القرآن كُلّه. فأنا،بفضل الله،مَحفوظ الوارد،في المَصادر والمَوارد، ليس للشيطان عليّ سُلطان،إذ كلام الله تعالى لا يأتي به شيطان.. وكل آية تَكلّمت عليها،إنما تَلقّيتها بهذا الطريق،إلا ما نَذُر. وأهل طريقتنا ما ادّعوا الإتيان بشيء في الدين جديد،وإنما ادّعوا الفهم الجديد في الدّين التّليذ..ومن أراد أن يَبلُو صِدقهم،فليَسلُك طريقهم،والقوم ما أبطلوا الظواهر،وما قالوا ليس المراد من الآية إلا ما فَهمنا.. بل قالوا: فَهمنا شيئاً زائداً على ما يُعطيه ظاهرها
انتهى
يقصد بهذا ،انه لا ياتي بشيء من عنده ،وان هذه المواقف بإلهام إلهي
وليس هذا تجديدا في الدين ،انما هو فهم جديد لباطن الايات القرءان ،ولكلام اهل الله
وللإشارة ان الامير كان يتبع الطريقة الاكبرية وهو متأثر كثيرا بالشيخ الاكبر