المفعول الإبداعي
بسم الله الرحمن الرحيم
تسمى الله تعالى بالبديع”بدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ” أي خلق ما لامثل له،وأبدع الوجود لاعلى منوال سابق.لأن كل من جاء بشيء على مثال سابق فهو ناقل، وليس مبدعا ،فالإبداع يقتضي التجديد.فلو كانت كل المخلوقات على شكل واحد، فأين الإبداع ؟ وإن كانوا ناطقين بنفس الكيفية فأين الإبداع ؟ .فكل ما في الوجود من إبداع الله، فهو تعالى البديع ،وهذا يدل على أن العالم ما هوعين الله، إنما هوما ظهر في الوجود للوجود ،وبالتالي فهذا ينفى القول بوحدة الوجود. إذ لوكان العالم عين الحق ما صح أن يكون بديعا، وما صح أن تكون للكلمة “كن” معنى”إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” .
فكل ما في الوجود هو من إبداع المهندس الكبير:الله الخالق البارئ .عندما صنع السامري العجل،موسى لكمال معرفته بالله ،رد قومه إلى اسمه تعالى البارئ” إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُم” الْبَارِئُ: الموجد لأجسامكم بريئة عما لا يريده ،بل جاءت كما أراد لها.من العدم إلى الوجود وميز بعضكم عن بعض واعطى لكل واحد خصوصيته.أول ما أبدع الله النبوة المحمدية: أول مخلوف سماه الخليفة، وسلَّمه أمرالخليقة ،وخاطبه بقوله تعالى “إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله”.
يقول ابن عربي …. كذلك المفعول الإبداعي الذي هو الحقيقة المحمدية عندنا والعقل الأول عند غيرنا ،وهو القلم الأعلى الذي أبدعه الله تعالى ،هو أعجز و أمنع عن إدراك فاعله…..
وفي “باب بسم الله الرحمن الرحيم” …. الفصل الحادي عشر في الاسم الإلهي البديع ….” قال تعالى “بديع السموات والأرض” لكونهما ما خلقا على مثال متقدم ،و أول ما خلق الله العقل ،وهو القلم، فهو أول مفعول ابداعي ظهر عن الله تعالى وكل خلق على غير مثال فهو مبدع بفتح الدال ،وخالقه مبدعه بكسر الدال …. فاختلفت الاسماء كذلك نقول في العقل الأول عقلاً ،لمعنى يخالف المعنى الذي لأجله نسميه قلماً ،يخالف المعنى الذي لأجله نسميه روحاً، يخالف المعنى الذي لأجله نسميه قلباً ،والعين واحدة والحكم مختلف … لذا تنوعت الأرواح والصور .اهــ. المفعول الابداعي هوالحقيقة المحمدية،وهو القلم الاعلى،وهو العقل الاول، اسماء لمسمى واحد عند الشيخ وعند كل العارفين والمسمى بهما هو النبوة المحمدية .