ليس الوجود الأول عين الوجود الثاني

الشـــــرح[3]

ثم قال لي:إذا كان الوجود الأول عين الوجود الثاني،فلا عدم سابق،ولاوجود حادث،وقد ثبت حدوثك.ثم قال لي:ليس الوجود الأول عين الوجود الثاني .

يقول في كتاب الدوائر: فالإنسان”قديم مُحدث موجود معدوم”.أما قولنا “قديم” فلأنه موجود في العلم القديم، مُتصوّرفيه أزلاً..وأما قولنا “مُحدث” فإن شكله وعينه لم يكن ثُمّ كان،فصحّ من هذا أن الوجود ليس بصفة للموجود انتهى.

المخلوقات مسبوقة بالعدم، وهذا ينفي عنها كونها قديمة، ومسايرة للألوهية في أزليتها، فالوجود محدث وكل المخلوقات مسبوقة بالعدم.                  الوجود الأول هو الوجود العلمي،لاخُبرلنا به،ولا خَبرلنا عنه،والوجود الثاني هو الوجود العيني وهما متبينان.فتسمى الحق تعالى ب(هو الأول والاخروالظاهر والباطن)(والباطن محذوفة الف لأسرار جمة يضيق هذا الشرح عن حملها)..

يقول في (الباب 514)… فلا يُقال فيك: موجود،فإن ظلّ العدم فيكَ،يَمنع من هذا الإطلاق أن تستحقّه،استحقاق من لا يقبل العدم.ولا يُقال فيك:معدوم،لأن ضوءَ الوجود الذي فيك يمنع من هذا الإطلاق أن تستحقّه،استحقاق من لا يقبل الوجود. فأنت جامع الطرفين،ومظهر الصورتين، وحامل الحُكمين،لولاك لأثّر المُحال في الواجب وأثّر الواجب في المُحال،فأنت السدّ الذي لاينخرم ولا ينفصم. فلو كان للعدم لسان لقال: “إنّك على صورته”، فإنه لايرى منك إلا ظِلّه…فإنه رأى فيك صورتَه. فعَلِمَك بك لنوره،وجَهلك العدم المطلق لظِلّه.فأنت المعلوم المجهول، صورة الحقّ،سواء. فتُعلَم من حيث رُتبتك،لا من حيث صورتك.إذ لو عُلمت من حيث صورتك لعُلم الحقّ،والحقّ لا يُعلَم. فأنت من حيث صورتك لا تُعلم،فالعلم بك إجمال لا تفصيل.. ] اهـ.

فليس الوجود الأول عين الوجود الثاني،الوجود الأول علمي باطن،والثاني ظهور تابع لإسمه تعالى الظاهر.الأول أعيانا ثابتة،والثاني مقتضيات ظاهرة.والاية التي تشير الى هذين الوجودين هي قوله تعالى(إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن)=الوجود العلمي.(فيكون)=الوجود العيني.                             ففي الوجود العلمي،لاوجود لتجليات الأسماء الإلهية،فلا تلحق بها النسب الوجودية. فعندما نقول ان نور النبوة قديم،فهذا يعني انه غير مسبوق بالعدم.   أما الازل:فهو نفي الاولية فالحق تعالى أزلي لا أولية له.أما الابد فنعت ينفي الاخرية عن الحق تعالى..                                                أما المعدوم الحقيقي الذي لاصورة له، ولا اسم،ولارسم له،ولاجود له،لاعلمي ،وبالاحرى عيني،فهو وجود إله مع الله،والصاحبة،والولد،والشريك.

حصل المقال على : 12 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد