بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
معنى الــــــمـــــزج في الـــعرفــــان الـــــــصوفي
في معجم المقاييس الميم والزاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على خَلْطِ الشيء بغيره. الشّرابَ يَمْزُجُه مَزْجاً. العَسَلَ يسمَّى المَزْج قالوا: لأنَّه كانَ يُمزَج به كلُّ شراب. وكلُّ نوعٍ من شيئينِ مِزاجٌ لصاحبِه.
بعض العارفين، رضي الله عنهم ،الصلاة التي نسبت اليهم اعطيتهم من الحضرة المحمدية مباشرة ، واذكر على سبيل المثال لا الحصر ،صلاة جوهرة الكمال للشيخ أحمد التجاني وصلاة المتردي للشيخ محمد الكتاني، وهناك بعض العارفين بالله صلواتهم من نسجهم ومن أذواقهم وتعبرعن المقام الذي وصلوا إليه ، فكل صلاة تعنون عن مقام صاحبها ،وأذكر على سبيل المثال الصلاة المشيشية تلك الصلاة النعتية الرقيقة التى تناولها بالشرح والمزج عدد لا يحصى من الشيوخ .
والمزج هو قيام عارف بترصيع صلاة عارف اخر(او صلاته كما فعل الشيخ الكتاني مع صلاة الانموذجية) بمعاني صوفية عرفانية جديدة، وبنعوت رقيقة وُهِبَتْ له ، فيكون هذا التدبيج تضمينا لمعارف جديدة ،تجعل الصلاة أكثر مسايِرةً لتجليات العصر.وتكون شرحا لمعاني الصلاة الأصلية ،وتوضيحا لمعانيها .والمزج لا يؤتاه إلا من رسخت قدماه في المعرفة… فالمزج العرفاني تخليلٌ لمعارف سابقة، بمعارف لاحقة ،فتتمازج المعاني و تتجانس فتطفو الحقائق،وتظهر الرقائق ،فترِقُّ وتصفو لتكون صالحة للشرب والنهل والكرع لمن تأهل لذلك ..فالمزج في الصلاة على مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم خلط للأصل بغيره من باب التفصيل والتدقيق والشرح.
وقد ينصرف المزج الى إضافة أوطرح ،وربما تغيير،حين يكون المزج هدفه تعديل صيغة صلاة نسجها شيخ من نفسه.
الفقير الى عفو ربه : جمال